أحبط التعادل السلبي مع كوريا الشمالية اللبنانيين، مع تضاؤل آمال منتخب الأرز في حجز مقعد للتأهل المباشر لنهائيات كأس آسيا في الصين 2023، وبلوغ الدور الثالث الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022. وانقلبت أفراح الجمهور اللبناني بعد التعادل بالنتيجة عينها الخميس الماضي، مع الكوريين الجنوبيين الى أتراح، بعد عدم الثأر لخسارتهم في المرحلة الأولى من التصفيات أمام الكوريين الشماليين في بيونغ يانغ بإصابتين نظيفتين في المجموعة الثامنة. وبدا ان جرعة الثقة التي استمدها لاعبو الأرز من التعادل مع الشمشون الكوري الجنوبي، قد ارتدت عليهم سلبا أمام “التشوليما”.
عاب البطء أداء اللبنانيين، ووجهت انتقادات عدة الى المدير الفني الروماني ليفيو تشيبوتاريو الى اتهامه بعدم قراءة المباراة جيدا، وتحميله مسؤولية عدم إعطاء التعليمات اللازمة للاعبين لكسر التكتل الدفاعي للفريق الخصم، وعدم لجوئه الى “التبديل الثالث”.
كما لام الجمهور تشيبوتاريو في خياراته بتبديلات اللاعبين، وصولا الى اتهامه بعدم الجرأة في إخراج الكابتن حسن معتوق، فضلا عن حملة واسعة على الأخير واتهامه بالتحول عبئا على المنتخب بعد كلام عن تراجع مستواه في شكل دراماتيكي.
وفي مقابل هذه الانتقادات، تحلى آخرون بالواقعية مشيرين الى ان لاعبي الأرز قدموا ما عندهم من إمكانات، معتبرين ان هؤلاء، اي اللاعبين، لا يزالون يعتمدون على الفطرة ويفتقدون اللعب الجماعي.
في أي حال كانت النقاشات التي تلت المباراة رياضية، بعيدا عن تلك السياسية والمعيشية التي باتت من يوميات اللبنانيين على مدار ساعات النهار والليل. ولعل الشيء الإيجابي ان لغة كرة القدم استمرت جامعة للبنانيين، بعيدا عن أمور عدة باتت تفرقهم، في أيام غير مسبوقة في تاريخ البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية في 1990.