شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة قيام بلادها بدور لدرء “حرب بالوكالة” في ليبيا، محذرة من أن الوضع في هذا البلد يهدد بزعزعة استقرار القارة الإفريقية بأسرها.
وقالت ميركل أمس أمام البرلمان الألماني: “هناك وضع يتطور في ليبيا وقد يتخذ أبعادا مثل التي شهدناها في سوريا.. ومن الضروري أن نبذل كل ما بوسعنا لضمان عدم تصعيد الوضع إلى حرب بالوكالة وستقوم ألمانيا بدورها”. مشددة في هذا السياق على أنه “إذا لم تستقر الأوضاع في ليبيا فإن استقرار المنطقة الإفريقية بأسرها سيتزعزع”.
يتزامن هذا التصريح اللافت مع إعلان السفير الألماني لدى ليبيا وليفر أوفكزا، أن برلين تجري مشاورات بهدف عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في ألمانيا.
ولم يذكر أي تفاصيل عن المؤتمر الذي جاء الإعلان عنه بعد أن أبلغت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل البرلمان بأن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة الاستقرار في كل أنحاء إفريقيا.
وفيما لم يكشف السفير الألماني تفاصيل أكثر عن هذا المؤتمر الدولي الخاص بليبيا، قالت مصادر دبلوماسية إنه سيعقد في برلين في شهري أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة قد كشف الشهر الماضي عن خطط لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا تشارك فيه الأطراف الأجنبية التي تدعم الجماعات المتناحرة على الأرض من دون أن يذكر مكان انعقاده.
ونقل دبلوماسيون عن سلامة تأكيده قدرة ألمانيا على القيام بجهود وساطة لكونها طرفا محايدا في الصراع على عكس دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا اللتين تتنافسان على النفوذ ولهما مصالح تتعلق بالنفط والغاز في ليبيا.
وسيعمل هذا المؤتمر على حث الأطراف الخارجية على تطبيق حظر السلاح، وبذل جهود لوقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف لاحقا لاجتماع فرقاء الأزمة الليبية.
يذكر أن ليبيا تمر منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011 بتدخل مباشر من حلف الناتو، بأزمات مستفحلة وانقسام حاد، كما تشهد مناطق غرب البلاد منذ الرابع من أبريل الماضي عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة على تخوم العاصمة وفي أطرافها بين قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني.