رغم تطمينات واشنطن، يبدو أن تطورات المشهد السياسي في “إسرائيل”، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتخابات جديدة للكنيست، توجه ضربة قد تكون فتاكة إلى “صفقة القرن” الأمريكية.
ورغم أن مسؤول في الخارجية الأمريكية أكد لوسائل الإعلام التزام واشنطن، مهما كانت التطورات في إسرائيل، بخطتها عقد “ورشة العمل الاقتصادية” في البحرين الشهر المقبل كأول خطوة ضمن إطار تطبيق “صفقة القرن”، إلا أن التساؤلات الجدية القائمة تخص بالدرجة الأولى الجانب السياسي من الخطة الذي لم يحدد موعد إعلانه بعد.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصل القدس الليلة الماضية كي يبحث تفاصيل مؤتمر البحرين مع رئيس وزراء إسرائيلي يبدأ ولايته الجديدة، لكنه يلتقي بدلا عن ذلك رجلا مضطرا إلى تخطيط ثاني حملة انتخابية منذ بداية العام في مسعى للحفاظ على الحكم، في وقت أصبحت فيه “الورشة الاقتصادية” بعيدة عن أي أجندة سياسية.
وأوضحت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الإدارة الأمريكية ستؤجل، على الأرجح، الإعلان عن “صفقة القرن” بالكامل مرة أخرى حتى الانتخابات الإسرائيلية الجديدة المقرر إجراؤها في 17 سبتمبر، لكن حتى إذا تمكن نتنياهو من تكرار نجاحه الانتخابي وتشكيل حكومة جديدة فإن هذه الحكومة لن تبدأ العمل حتى أكتوبر على الأقل، وحتى ذلك الحين سيكون ترامب منخرطا في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2020 ولن يكون بوسعه تقديم أي ضمانات طويلة الأمد باسم الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، ستواجه الولايات المتحدة، في حال التزامها بخطة الإعلان عن “صفقة القرن” الصيف القادم، خطر خسارة كل ما تم الاتفاق عليه مع نتنياهو، إذا لم يحقق فوزا في الانتخابات المقبلة، لكن هذا السيناريو غير مرجح، وخاصة أن إدارة ترامب سبق أن غيرت خططها بشأن “صفقة القرن” كي تتوافق مع الجدول السياسي لنتنياهو و”حققت رقما قياسيا فيما يتعلق بالتدخل في السياسة الإسرائيلية” من خلال دعمها الثابت لرئيس الوزراء الحالي، حسب صحيفة “هآرتس” العبرية.
وفي هذه الظروف، اعتبر السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب، دان شابيرو، أن خطة السلام الأمريكية تم تجميدها، ربما إلى الأبد، فيما أدلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بتعليق ساخر في “تويتر” على خبر حل الكنيست لنفسه استعدادا لانتخابات جديدة، قال فيه: “الآن إنها صفقة القرن القادم”.