أعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لقناة “روسيا اليوم”، ضمن برنامج “نيوزميكر”، مع الإعلامية ميس محمد على أن ما يحتاجه لبنان خطة إنقاذية إقتصادية عشرية إن صحّ التعبير لعشر سنوات حول ماذا يريد لبنان وماذا يريد أن يكون، هل يريد أن يكون دولة سياحية دولة خدمات أم دولة مصارف أو غيره، موضحاً أن المشكلة تكن في أن الدولة اللبنانية لم تحدد ماذا تريد حتى الآن لم تضع حتى الآن خطة عما تريد وهذا ما نناقشه مع المسؤولين بأن لبنان لتحديد ماذا يريد أن يكون، معتبراً أن المشكلة في لبنان هي أن الذي يحكم هو الذي يراقب، هناك أكذوبة في لبنان تسمى حكومة وحدة وطنية موضحاً أنه ليس هناك في العالم حكومة ليس فيها معارضة حقيقية، في لبنان المعارضة والموالاة هم داخل الحكومة و8 آذار هو الأكثرية اليوم داخل الحكومة وهو يراعي فريق 14 آذار، بالإضافة الى ذلك لبنان يعيش على وقع المشكلة الأميركية – الإيرانية، وكل الفترة السابقة كانت تضييع للوقت للوصول الى ماذا سيحصل على الصعيد الأميركي – الإيراني لأن في لبنان التسوية هي نتيجة إتفاق أميركي – إيراني كما هي الحال في العراق.
ولفت وهاب الى أن لبنان لبنان سيحصل على قروض سيدر بعد الإنتهاء من مناقشة الموازنة، متسائلاً عن أية موازنة تتحدثين إذا كان 35 % منها رواتب وأجور و35 % خدمة دين عام و12 % خسائر الكهرباء عن أية موازنة تتحدثين وما هو دور الإنماء يبقى 18 % وكل إدارة الدولة ستعمل على هذا المبلغ ولا أعتقد بأنها الموازنة التي يمكن أن تنقذ الوضع اللبناني ولكن لن تمنع الإنهيار اللبناني وستأتي قروض سيدر ولكن سيصبح هناك مزيد من الدين والغلاء المعيشي ومزيد من الضرائب وهناك زيادة على الـ TVA على كل عمليات الإستيراد، مضيفاً أن هذه الموازنة ليست الموازنة الميثالية وأعطيت وقتاً أكثر من اللازم، معتبراً أن لبنان يعيش خواء سياسياً وليس هناك أي إنجاز، موضحاً أن ليس هناك ضبط للسرقة وما يجري هو ضبط للسارقين الصغار أما السارقون الكبار فمازالوا يسرحون ويمرحون وهم يحظون بالرعاية الكبرى.
وبيّن وهاب أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير اليوم يحاول التسويق لصفقة القرن ولبنان ستطاله هذه الصفقة كما ستطال كل دول المنطقة وصفقة القرن هي عبارة عن تنازلات سياسية مقابل تقديمات مالية، وسيجد لبنان نفسه بحاجة لهذه التقديمات كما ستجد الكثير من الدول نفسها بحاجة الى هذه التقديمات التي ستكون هي البديل عن التنازل السياسي أو التنازل عن الحقوق في فلسطسن أو غيرها، معتبراً أن الأميركي هو القاتل الإقتصادي الذي يورط الدول بالديون، لافتاً الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره يمثلان القاتل الإقتصادي في المنطقة لأنه يورط دول المنطقة بالديون.
وعن المحادثات غير المباشرة التي تدعو إليها “إسرائيل” لترسيم الحدود البحرية والبرية أوضح وهاب أن ما يقوم به ساترفيلد جزء من المفاوضات لافتاً الى أن “إسرائيل” بدأت بإنتاج النفط والغاز من الحقول القريبة من النطاق البحري اللبناني ولبنان لن يبدأ بإنتاج الغاز والتفط والشركات لن تأتي إذا لم يتم ترسيم الحدود مع “إسرائيل” وإنهاء المفاضات التي بدأت وساترفيلد يتحرك بين الأراضي المحتلة ولبنان لهذا الغرض.
ولفت وهاب الى أن الورقة الأساسية لدى لبنان هي المقاومة وقدرتها على عدم السماح لـ “إسرائيل” بالإعتداء على الحقوق البحرية اللبنانية أو المياه الإقليمية – اللبنانية وعلى لبنان أن يحسن استغلال ورقة المقاومة للضغط وتحسين شروطه في هذه المفاوضات.
وأكّد وهاب أن السيد حسن نصرالله تحدث أكثر من مرة عن استعداد “حزب الله” عندما تطلب منه الحكومة اللبنانية ممارسة دوره في تحصيل حقوق لبنان من الغاز والنفط وهو لطالما عمل ضمن أجندة لبنانية وحسابات لبنانية وليست مسألة إشعال الجبهة لديه للتسلية بل للحفاظ على حقوق لبنان.
ورأى وهاب أن “صفقة القرن” ستفشل وترامب وصهره يجهلان واقع المنطقة وهما يتصرفان بمنطق تجاري أكثر مما يعرفون من حقائق هذه المنطقة، ولكن هناك محاولات وضغوط أميركية على دول المنطقة لتمرير تلك الصفقة التي لن تنجح لوجود المشكلة الفلسطينية أمامها إضافة الى عقبات كبيرة وحتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي هو على تواصل مع الولايات المتحدة لن يقبل بتمرير تلك الصفقة ومخطئ مَن يعتقد بأن تلك الصفقة يمكن أن تمرر على طريقة ترامب بسرعة أو خلال الأشهر المقبلة لذلك لا أستطيع الحديث عنها في لبنان بمعزل عن المنطقة.
وحول عودة اللاجئين السوريين الى سوريا رأى وهاب أن هناك قرار أميركي تلتزم به بعض الأطراف اللبنانية بإبقاء اللاجئين خارج سوريا لإستخدامهم خلال الإنتخابات الرئاسية السورية عام 2021، لذلك يتم العمل على إبقاء جزء منهم في لبنان والعراق وتركيا والأردن وأوروبا لافتاً الى أن التوطين السوري في لبنان مستحيل لافتاً الى أن الأمن العام بدأ إجراءات جيدة بالضغط على بعض السوريين لمغادرة الأراضي اللبنانية بالإضافة الى بعض الإجراءات التي بدأت تنفذها بعض دوائر الدولة في موضوع الضرائب وضريبة الدخل وما الى هنالك وإقامات العمل وكل ذلك ما قد يؤدي الى تخفيف عدد اللاجئين في لبنان، لافتاً الى أن الرئيس عون على إتصال دائم بسوريا واللواء عباس ابراهيم موفد رسمي خاص ومكلف من قبل الحكومة للعمل دائماً على المفاوضات في هذا الملف ولكن هناك جزء من الدولة بحسب التوازنات الطائفية والمذهبية يعترض على التفاوض مع سوريا وإن كان الرئيس الحريري بدأ يغض النظر عن الحديث مع سوريا حول ملف إعادة النازحين، معتبراً أنه إذا لم تبدأ عملية الإعمار في سوريا فلا عودة للنازحين والعودة الطوعية للنازحين تبدأ بعملية الإعمار وعلى الأوروبيين أن يعملوا على تأمين تلك العودة من خلال الإستثمار في إعادة إعمار سوريا، لافتاً الى أزمة إقتصادية فعلية في سوريا، معتبراً أن مصلحة لبنان تكمن في عودة النازحين والحوار مع سوريا، موضحاً أن هناك مَن راهنوا بسقوط الأسد وتوهموا أن سوريا ستسقط في الأسابيع الأولى ولكنهم أخطأوا وتلقوا صفقة كبيرة وفي النهاية لبنان مَن يدفع الثمن.
وحول الصراع الأميركي – الإيراني اليوم قال وهاب لبنان هو إحدى ساحات الصراع الأميركي الإيراني وكان لبنان كان أمام مفترق طرق خطير كاد أن يطيح بكل الوضع اللبناني بأن نشهد أكثر من حرب في المنطقة، لكن الإدارة الأميركية أدركت خطورة قرارات ترامب وإيران أوصلت رسائلها ما أدى الى إتفاق يسمح لإيران ببيع النفط بطرق معينة وتراجع أميركي عما سبق فترة 2 أيار/مايو، بعد أن أدرك الأميركي قدرة إيران في توجيه ضرباته في كل الإتجاهات، وكل الساحات كانت مفتوحة لو نجح الأميركي بتصفير الصادرات النفطية الإيرانية، لافتاً الى وجود تسوية ستشمل جميع الساحات من اليمن والعراق وسوريا إلا أن المشكلة الفلسطينية ستبقى عالقة، كاشفاً عن أن الحوار الإيراني – الأميركي بدأ ولكن المفاوضات مازالت جارية وهناك مخرج كأن يقول ترامب أنني وضحت النقاط حول الإتفاق النووي، موضحاً أن لبنان سيكون شبه متفرج في صفقة القرن وسيكون له موقفه ولكن الفلسطيني هو من سيفشل تلك الصفقة، لافتاً الى أن تركيا اليوم تحتل أراضٍ وتتدخل في ليبيا لمنع الإرهاب وتحاول التخريب في مصر والسودان ودول الخليج، داعياً العرب الى العمل على عودة سوريا الى الحضن العربي والى إنشاء مشروع عربي سياسي أمني جدي لحماية المنطقة.