كشفت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي عن تناغم المزاج السياسي الداخلي بكل بلد مع هوية نوابه الذين انتخبهم لتمثيله ببرلمان القارة، مع بعض الاستثناءات في فرنسا واليونان.
وانطلقت انتخابات البرلمان الأوروبي الخميس في كل من بريطانيا وهولندا وانتهت الأحد في باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأسفرت هذه الانتخابات في بريطانيا عن تقدم حزب “بريكسيت” الوليد على حساب المحافظين، وصعود تيار الخضر في ألمانيا، حيث حقق أنصار البيئة تقدما ملحوظا وحلوا في المرتبة الثانية وراء معسكر أنغيلا ميركل، الذي سجل أسوأ نتيجة له مقارنة بالانتخابات السابقة.
وتصدر حزب “بريكست” نتائج انتخابات البرلمان الأوربي في بريطانيا، بينما حل ثانيا حزب الديمقراطيين الأحرار، المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
وتكبد حزبا المحافظين الحاكم، والعمال زعيم المعارضة خسائر فادحة، حيث يتجه الأول نحو الحصول على أقل من 10 في المئة من الأصوات.
وفي فرنسا فاز اليمين المتطرف، حيث تقدم حزب الجبهة الوطنية اليميني بزعامة مارين لوبان على تحالف الوسط بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون.
أما في اليونان، فمني رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بانتكاسة كبيرة، فيما تصدر حزب الرابطة وحركة خمس نجوم النتائج بحسب الاستطلاعات، فيما تصدر حزبا العمال الاشتراكي الإسباني، واليمين في إيطاليا الانتخابات.
وحصل حزب العمال الاشتراكي الإسباني على 20 مقعدا من أصل 54 لإسبانيا في البرلمان الأوروبي، بعد فرز نحو 95 في المئة من أصوات الناخبين.
وحقق حزب اليمين في إيطاليا، نسبة تتراوح بين 27 و31 في المئة من الأصوات، وفقا لاستطلاع للرأي بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
وفي النمسا، حل الحزب المحافظ برئاسة المستشار سيباستيان كورتز في الطليعة، متقدما على الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الحرية اليميني حسب استطلاعات الرأي التي نشرت لدى إقفال صناديق الاقتراع.
أما في المجر، فقد حقق الحزب السيادي برئاسة رئيس الحكومة فيكتور أوربان انتصارا ساحقا جامعا نحو 56 في المئة من الأصوات، ومتقدما بأكثر من 45 نقطة على المعارضة من يسار الوسط واليمين، حسب استطلاعات الرأي التي أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية.
وتشير استطلاعات الرأي، إلى حصول الأحزاب اليمينية على نتائج أفضل من الانتخابات الأخيرة، لكنها لن تكون قادرة على ضمان الأغلبية في البرلمان الأوروبي.
ورغم ذلك، أعلن زعيم حزب “الشعب الأوروبي” جوزيف دول، أن مجموعة اليمين في البرلمان الأوروبي ستصر على تولي مرشحها الأساسي لرئاسة المفوضية الأوروبية.
وبعد أن منحت التقديرات مجموعة اليمين حصة الأسد في البرلمان، قال دول: “فزنا بالانتخابات، ومرشح حزب الشعب الأوروبي مانفريد فيبر سيكون رئيس المفوضية الأوروبية”.
وأعلن البرلمان الأوروبي الأحد، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية هي الأكبر في عشرين عاما، مشيرا إلى أن النسبة وصلت إلى نحو 51 في المئة، بالنسبة إلى الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد من دون المملكة المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم البرلمان جوم داش، أنه مع احتساب المملكة المتحدة، فإن هذه النسبة يمكن أن تتراوح بين 49 و52 بالمئة.
وأضاف: “لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية دون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائبا أوروبيا”، مشيرا إلى أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، سيجتمعون غدا الثلاثاء للبحث في التعيينات المقبلة.