بدأ العد العكسي لتوجه 400 مليون ناخب لصناديق الاقتراع لانتخاب برلمان اوروبي جديد يمثل 28 دولة، وذلك في أجواء من التخوف تروجه الصحافة في أوروبا من “احتمال عودة النازية والفاشية الى أوروبا”.
فالانتخابات تبدأ غدا في 23 أيار وتغلق الصناديق مساء 25 منه، في ظل انقسامات حادة داخل كل بلد اوروبي، وبروز أحزاب سياسية يمينية قومية جديدة تتناقض مواقفها والسياسات الأوروبية التي “تنتقص” (حسب تعبيرها) من سيادة الدول.
تهدف هذه الانتخابات، التي تنظم كل خمس سنوات، إلى اختيار 751 نائبا يمثلون الشعوب الأوروبية في البرلمان، الذي يقع مقره الرئيس في العاصمة البلجيكية بروكسل.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية “الاتحاد الأوروبي”، كما هو، بلغت أدنى مستوى منذ تأسيسه بسبب الإجراءات التقشفية التي عادة ما يقررها المصرف الأوروبي المركزي وليس السياسة الأوروبية.
ومن المتوقع أن تحرز الأحزاب اليمينية القومية تقدما ملموسا في الانتخابات، ما يعني خسارة للمجموعات البرلمانية التقليدية من يمين الوسط، ومن يسار الوسط التي حكمت أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
تسمى القوى الجديدة بـ “الشعبويون اليمنيون” أي الأوروبيون المنتقدون للاتحاد الأوروبي، بينهم حزب الرابطة la Lega الإيطالي الذي يتزعمه وزير الداخلية الحالي ماتيو سالفيني الذي أغلق منذ بداية الأهم كل الموانىء بوجه النازحين.
الانتخابات المقبلة يمكن أن تتحول إلى تصويت لصالح أو ضد المشروع الأوروبي، حيث يمكن أن تتراجع الوظيفة المهمة للبرلمان الأوروبي بصفته هيئة الرقابة والتشريع إلى لعب دور ثانوي.
هل هناك من مخاطر حقيقية مع بروز القوى التي ترفض إدانة الفاشية والنازية؟ هي الأحزاب التي تسببت في حروب أدت الى مقتل الملايين.
حول ذلك، تحدث الى “الوكالة الوطنية للاعلام” كل من الصحافي والكاتب مارتن فان الديرين Maarten Van Aalderen من صحيفة التلغراف الهولندية والكاتبة والصحافية الألمانية كوستانسه روشر Constanze Reuscher من الصحيفة الألمانية Die Welt الخبيرة بالشؤون الأوروبية.
فان الديرين
وقال فان الديرين: “لا شك ان الانتخابات الأوروبية هذه المرة ستختلف عن المرات الماضية وسنشهد صعودا للاحزاب اليمينية الجديدة. هذه الأحزاب لا تريد، كما يروج، الخروج من الاتحاد الأوروبي، بل العمل للتأكيد على سيادة الدول”.
وعما يروج عن عودة الفاشية، قال: “التقيت مؤخرا مع المؤرخ الكبير اميليو جنتيلي، فهو يقول ان الأحزاب اليمنية ستقوى، لكن لا عوده للاحزاب الفاشية، لأنها تختلف تماما عن الأحزاب الفاشية الأوروبية التي كانت أحزاب امبريالية تسعى للسيطرة على الدول الأخرى، بينما الأحزاب القومية اليمينية الجديدة، فهي تحافظ على حدودها ولا تريد العودة إلى الماضي”.
روشر
من جهتها، رأت الصحافية والكاتبة الألمانية روشر “ان أحزاب الوسط في ألمانيا ستحافظ على قوتها ولا عودة للنازية مجددا، لان الدولة الألمانية قامت بجهد كبير لاعادة تأهيل المجتمع على أسس ديموقراطية وعلى جميع المستويات”، إلا انها عبرت عن قلقها بالنسبة لإيطاليا قائلة: “بقيت الأحزاب اليمينية المتطرفة تترعرع في إيطاليا دون حسيب او رقيب”.