الجيشان السوري والعراقي والحشد الشعبي اطلقوا عملية واشعة ومشتركة على طرفي الحدود العراقية – السورية، بين الجيش السوري وحلفائه من الجانب السوري ومن الجانب العراقي الحشد الشعبي.
وقد تمكن الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة من تطهير كامل المنطقة الممتدة من محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وصولا الى منطقتي «الصوانة، البصيري» إلى الجنوب الغربي من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي مرورا بمناطق المعيزلة، المحطة الثانية، سد الوعر ومحيط منطقة التنف على الحدود السورية العراقية من فلول تنظيم داعش الإرهابي.
وذلك بالتوازي مع قيام قوات الحشد الشعبي من الجانب العراقي بتطهير المناطق المقابلة للمنطقة الممتدة من البوكمال الى محيط التنف من فلول مسلحي التنظيم.
وبالتزامن مع ذلك فان قرار تحرير إدلب ومحيطها من قبل الدولة السورية وحلفائها، اتخذ تتويج ذلك بحديث القيادة السورية الأخير وببيان الكرملين، وبانتظار الساعة الصفر فإنّ 45 ألف عسكري سوري، ما زالوا منذ شهر تموز الماضي « 2018» على أهبة الاستعداد وبعتادهم العسكري.. لخوض معركة تحرير إدلب ومحيطها»، هذا الاستعداد بدوره يتزامن مع الوقت الذي تستمرّ فيه خروقات المجاميع الإرهابية لتفاهمات سوتشي الأخيرة بين الروسي والإيراني من جهة والتركي من جهة أخرى بخصوص إدلب، هذه التطوّرات بمجموعها تتزامن مع وجود مؤشرات ومعطيات ميدانية تؤكد قرب بدء معركة حسم الجيش العربي السوري لمعركة محيط إدلب «عسكرياً»، خلال الأيام القليلة المقبلة، وهنا يتوقع أن تبدأ معركة تحرير إدلب ومحيطها من ريف حماة الشمالي الغربي «سهل الغاب»، لإيقاف العمليات الانغماسية التي تقوم بها المجاميع الإرهابية «جيش العزة والنصرة»، والتي تستهدف المناطق الآمنة ونقاط تمركز الجيش العربي السوري في عموم هذه المناطق، هذه العملية المتوقعة بقوة للجيش العربي السوري شمال غرب حماة وغرب إدلب، يتوقع أن ترافقها عمليات نوعية وكبرى بمناطق ريف حلب الجنوبي الغربي، فالقيادة العسكرية السورية تضع عموم هذه المناطق الاستراتيجبة على رأس أولويات عملها في المرحلة المقبلة، بعد تأكد مماطلة ومناورة أو عدم رغبة التركي بتطبيق بنود تفاهمات سوتشي بخصوص إدلب.
هذه العمليات العسكرية المنتظرة للجيش العربي السوري في شمال غرب حماة وجنوب غرب إدلب وجنوب غرب حلب، والمتوقعة بزخم أكبر مستقبلاً ستشكل حالة واسعة من الإحباط والتذمر عند الأتراك، ما سيخلط أوراقهم وحساباتهم لحجم ونتائج معركة إدلب من جديد، بعد محاولة الأتراك تحويل جبهة إدلب لجبهة «حرب استنزاف صامتة» لسورية الدولة وجيشها، وهنا وليس بعيداً عن معركة تحرير محيط إدلب، وعن مجمل معركة تحرير إدلب، فتأجيل معركة إدلب بالعموم، أثبت بمنطق الواقع وحقائق الميدان أنّ الأتراك كما الأميركان، كانوا يريدون من وراء هذا التأجيل، عدم تلقي هزيمة عسكرية جديدة في سورية، بعد أن تلقوا مجموعة هزائم في سورية مؤخراً، ولهذا نرى الأتراك كما الأميركان يتخبّطون اليوم وسط عجزهم أو عدم رغبتهم بتنفيذ اتفاق سوتشي، وحديث السوريين وحلفائهم عن قرب بداية معارك تحرير محيط إدلب، بدأ يقض مضاجع الأتراك والأميركان وهذا الأمر ينسحب كذلك على «الصهاينة المتأثر الأكبر» وحلفائهم، وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأتراك وللصهاينة وللأميركان ومن معهم، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بمجموع مناطق محيط إدلب، والعين على عملية تحرير خاطفة وسريعة لمناطق «ريف حماه الشمالي الغربي وحلب الجنوبي الغربي»، ولذلك اليوم نرى أنّ هناك حالة من الترقب من التركي الأميركي الكيان الصهيوني لتطوّرات عسكرية مفاجئة بمعركة تحرير محيط إدلب.
وبالنسبة للحديث عن تفاهمات كبرى جرت سابقاً في قمة سوتشي بوتين – روحاني – أردوغان، والتي توقع البعض حينها أن تخرج بتفاهمات ما تضبط حركة وإيقاع معارك تحرير إدلب ومحيطها، فهنا أدرك كلّ المتابعين لتعقيدات ملف إدلب وارتباط هذا الملف بمعادلات إقليمية دولية، انّ الوصول لتسوية دولية إقليمية ما بخصوص هذا الملف، هو أمر صعب جداً بهذه المرحلة، والدولة السورية تدرك ذلك جيداً، وتدرك أيضاً أنّ طول الوقت بين الأخذ والردّ والحديث عن تسويات «صعبة التطبيق» يصبّ بغير صالح وحدة سورية الجغرافية والديمغرافية، ولهذا تترك الكلمة للميدان العسكري، مع التأكيد أنّ هذا الميدان المفتوح على عدة سيناريوات، سيكون حسمه بالنهاية لصالح سورية ووحدتها الجغرافية والديمغرافية.
ختاماً ، وعند الحديث عن الحسم العسكري السوري لملف إدلب، فنحن هنا نتحدث عن مؤشرات قادمة من ميدان الاستعداد للعمليات العسكرية الكبرى المنتظرة في عموم مناطق محيط إدلب، والتي تؤكد أنّ قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري وبدعم جوي سوري – روسي، تستعدّ لعملية عسكرية كبرى «خاطفة وسريعة» لتحرير محيط إدلب، بعد رفض المجاميع الإرهابية التابعة لجبهة النصرة الخروج من مناطق محيط إدلب تنفيذاً لبنود اتفاق سوتشي، ووصول المفاوضات على ما يبدو بين الأتراك والروس بخصوص إدلب إلى طريق مسدود.
“الديار”
**