السؤال الذي يجب أن نطرحه، ونتوافق على إجابة “موحدة” عليه بعيدا عن حدّة التجاذبات والأهواء السياسية، هو: كيف نجنب بلدنا الوقوع في “الحريق ” المشتعل من حولنا: الحريق العسكري الذي ارتفع لهيبه في بعلبك والهرمل على وقع صواريخ “الجيش السوري الحر” ، والحريق السياسي الذي يجري التحضير لها على حدودنا الشمالية من قبل جبهة “النصرة” التي تحلم بقيام “الامارة الاسلامية” ؟
للاسف لقد خسر لبنان على مدى العامين المنصرمين للازمة السورية “فرصة” تحريك “عقارب” ساعة الإصلاح والخروج من دوامة “الدوران” حول الذات وصولا الى “طاولة” الحوار التي يجب ان تنصب على الفور من أجل “التوافق” على اولويات المرحلة وخياراتها، أو على صعيد “فتح” القنوات السياسية لوضع “الناس” أمام حقائق ما نتعرض له من تهديدات خارجية ، وما ينتظرنا من “ملفات” وصولا إلى “بناء” موقف رسمي مدعوم شعبيا للتعامل مع مثل هذه الحرائق..
واهم من يعتقد أن لبنان سيقحم نفسه في “حرب” ضد سوريا تحت أي عنوان، او من يتصور ان لبنان سيدفع “ثمن” التسوية التي “تصممها” واشنطن لحل الصراع في منطقة الشرق الاوسط .
لا يمكن للبنان ان “ينأى” بنفسه عن “الصراع” الدائر على تخوم حدوده، فقد أصبح “ملف” اللاجئين السوريين في بعديه الإنساني والسياسي “خطرا” يداهمنا، كما أن “شرارة” الحرب الكونية التي تدور في سوريا قد تمتد الينا.
نحن أحوج ما نكون اليوم الى صوت الحكمة والعقل الذي يحرر الارادة الوطنية من “غفوتها” والمنعة الداخلية من اشتباكاتها وصراعاتها، وبوصلتنا من تشتت اتجاهاتها.
فلا مصلحة للبنان في هذه “المناكفات” والاصطفافات ولا وقت لدينا لنمضيه في اللجان من جل اقرار قانون انتخابات .. فالقوم يتوحد امام المحن والعواصف فمتى يتوحد اللبنانيون؟