في ذكرى تحرير مدينة القنيطرة ورفع العلم العربي السوري في سمائها وفوق ترابها من قبل القائد الخالد حافظ الاسد في 26 حزيران 1974، حاضر رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب في دار الجولان للثقافة والفنون بمدينة البعث في محافظة القنيطرة، حيث استهل كلامه بتوجيه اربع تحيات ، اولهم الى روح من رفع العلم السوري في القنيطرة، الى الرئيس الراحل حافظ الاسد، الذي اسقط في حرب تشرين نظرية تفوق العدو و”ان اسرائيل لا تنهزم”، واكد لكل العالم [ان العرب لديهم القدرة على هزيمة العدو وقيادة امتهم الى النصر.
التحية الثانية وجهها وهاب الى اولئك الصابرين والصامدين في بقعاتا ومجل شمس وعين قنيا وكل قرى الجولان، والذين لم يرفعوا الراية البيضاء ولم يستسلموا وما زالوا متمسكين بهويتهم السورية وبعروبتهم وامتهم ويرفضون الهوية الاسرائيلية والتطبيع مع دولة العدو.
التحية الثالثة أرادها وهاب لسيد الممانعة في هذا الوطن العربي، الذي صمد طيلة السنوات الماضية، والذي غيّر وجه المنطقة وجعل سياسة العالم تتبدّل تجاه المنطقة العربية. واشار الى ان سياسة الاخضاع التي مارستها الولايات المتحدة على سوريا بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام فشلت وسقطت اما خيار الصمود والمواجهة التي اتخذته سوريا الاسد، بدعم الشعب السوري ووقوفه الى جانب رئيسه وقيادته. واعتبر وهاب ان سوريا فرضت نفسها وباعتراف الجميع ممراً اجبارياً لكل الحلول في المنطقة، بدءا من قضية العراق مرورا بلبنان وصولا الى القضية الاكبر وهي قضية فلسطين.
اما سيد المقاومة اللبنانية والعربية سماحة السيد حسن نصر الله، فكانت له التحية الرابعة. حيث قال وهاب بأنه ” عندما اعتقد كل العالم بأن جذوة المقاومة العربية قد انتهت وان العصر الاسرائيلي قد ساد في منطقتنا، اتي السيد حسن وغيّر العقل العربي وقلب كل المعادلة في المنطقة، وساهم بشكل كبير في اسقاط نظرية “الشرق الاوسط الجديد”، ويحاول بالتعاون والتحالف مع سوريا وكل دول الممانعة ان يبني المشرق العربي الجديد.”
اضاف: ” المقاومة كانت خيارا استراتيجيا لسوريا، لأن الجميع ذهب باتجاه الاستسلام، عندما اعتبروا ان “اوسلو” انهى القضية الفلسطينية، وان الانسحاب من سيناء انهى الصراع مع مصر وان سوريا اصبحت معزولة، والمقاومة اللبنانية يمكن القضاء عليها بعملية عسكرية، والمقاومة الفلسطينية محاصرة”. واعتبر وهاب ان كل هذه المعادلات ادت الى فرض خيار جديد كان بدعم مباشر من سوريا وهو خيار المقاومة.
وتابع: ” ان نظرية دعم المقاومات التي ابتدعها وتبناها الرئيس الراحل حافظ الاسد كانت هي الرهان. فلو انتظر لبنان الديبلوماسية العربية ومجلس الامن والامم المتحدة لكان ما زال محتلا حتى اليوم. ولكن ذهب لبنان مدعوما من سوريا طبعا باتجاه خيار المقاومة، وبعد سنوات تمكن من تحرير ارضه بدون أي معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني بعكس ما فعلت بعض الدول العربية”، واشار الى ان انتصار تموز الذي تم بخيار لبناني وبدعم عسكري سوري، اسقط نظرية ” الشرق الاوسط الجديد” بعد ان تعاون اطراف في الداخل اللبناني على تحقيقها.
وهنا شدد وهاب على حق العراق ولبنان وفلسطين بالمقاومة طالما هناك احتلال قائم. واكد ان المقاومة اللبنانية هي الخيار الصحيح وانها تحظى بدعم غالبة اللبنانيين حتى تحرير كل الاراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات الاسرائلية عليها.
وختم وهاب، رداً على الذين حاولوا اظهار فقط الجانب السلبي من ممارسات سوريا في لبنان، متناسين كل الايجابيات، وذلك لمعاقبتها على موقفها الداعم للمقاومة، بالقول: “ان سوريا اوقفت الحرب الاهلية في لبنان، ووحدت الجيش والمؤسسات واعادت بناء الدولة، بعد ان كان اللبنانيون يتقاتلون حيّاً مع حيّ، وقرية مع قرية، وطائفة مع طائفة، ولم يكن هناك لا دولة ولا مؤسسات..”