أقامت ثانوية انترناسيونال كولدج حفل تخريج لطلابها في الغولدن بلازا برعاية رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب فكانت له كلمة جاء فيها:
حضرات السيدات والسادة اعضاء الهيئة التعليمية الكرام
حضرات اهالي واقرباء المتخرجين الاعزاء
ايها الحفل الكريم.
انها لمناسبة سعيدة هي التي تتيح لي الوقوف امامكم اليوم متكلماً في هذا الحفل , مشاركاً الفرحة بتخرج فلذاتٍ نعتز بنجاحهم اليوم كما ستعتزالامة بهم غداً.
يافعين اشاوس يصقلهم العلم، فترشدهم المعرفة إلى مستقبلٍ واعد ليحقق طموحات هذا الوطن وازدهاره .
انها مناسبة سعيدة لانها تتيح لي ايضاً، الخروج من متاهات السياسة كي أعود ولو بالفكر إلى مقاعد الدراسة وذكرى محطة العمر الاولى مقارناً ومستذكراً.
يومها كان التعلم كما هو التعليم، رسالة توجيهيةً لنشر الوعي والمشاركة في القضايا القومية والوطنية التي كانت ولا تزال هدفاً اساسياً لتدخلات الغرب المستعمر واعوانه من مروجي الفتن المذهبية، متسولي المصالح الطائفية المدعين الانضمام إلى ركب الحضارة تحت أسم العولمة.
وتحت اسم العولمة ايها الاعزاء، تندرج بالخفاء مؤامرات الغرب الجديدة للقضاء على القومية والتخلص من العادات والتقاليد التي تحفظ هويتنا القومية وتحافظ على تاريخنا الحضاري العريق.
ذلك لأنهم يريدون الشعوب غارسونات على طاولة السيد الواحد المهيمن على شعوب الارض المستضعفة، المناضلة دائماً في سبيل وحدتها وحريتها واستقلالها.
ففي ايامنا كانت الدراسة عمل دؤوب ورعاية مستديمة. بعيداً عن شاشات التلفزة وموسيقى (الراب) والانترنت.
وكان الكتاب رفيق الماسي والسهرات .
وكانت عروسة الصعتر صنوا للحفظ والاستذكار، بطعمٍ الذ واطيب من الهامبرغر والهوت دوغ.
الغريب انهم نسوا او تناسوا ، إن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولن يكون له مستقبل. او لعلهم لم يدركو ان في هذه الامة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.
إن الهجمة الشرسة الموجهة للنيل من المقاومة في لبنان لن تكون الاخيرة فلقد اصبحت نمط رتيب لسياسات المنطقة، المنضوية تحت برنامج مستمر للحفاظ على ما يسمى قوة الردع الاسرائيلية.
وليست المناورة الاسرائيلية الاخيرة سوى محاولة يائسة للحفاظ على ماء الوجه الذي اهدرته المقاومة في انتصار تموز والوعد الصادق.
ايها الاعزاء .
انكم تشكلون اليوم الطليعة الحية من شباب هذه الامة. هذه الطليعة التي يجب عليها المحافظة على انجازات المقاومة والتزاماتها. والتي يجب ان تترجم بالعمل الدؤوب على رفض الطائفية السياسية. والتمسك بالوحدة الاجتماعية الوطنية التي تجمع ولا تفرق.
لقد برهنت الاحداث منذ الاستقلال ولغاية اليوم , ان محاولات الاصلاح الكثيرة التي جرت قد فشلت جميعها, ذلك لانها لم تكن سوى محاولات ترقيع يائسة لنظام سياسي فاشل. ومع ذلك ترانا نتبجح بالديمقراطية.
هذه الديمقراطية الزائفة التي تفصل حسب اهواء زعماء الطوائف طبقا للمصالح الانتخابية الملحة.
وهل يمكن للديمقراطية ان تنمو وتتجذر في ظل نظام طائفي سياسي كالنظام المعتمد حالياً في لبنان.؟.
بالطبع، إن ذلك من اصعب المستحيلات لذا يجب ان يكون من اولى اولوياتنا العمل لقانون انتخابي على اساس النسبية يلغي الاقطاعات المالية والسياسية وهنا لا بد من الاشارة الى ان المعارضة في المرحلة المقبلة اما ان تكون شريك حقيقي في السلطة واما ان تكون خارج الحكومة مع تفضيلي شخصيا من ان نكون خارج السلطة ونمارس المعارضة من الخارج ولكن معارضة جدية.
انكم اليوم بانتقالكم من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية مؤتمنون على وجوب التحلي بحصانة وطنية عالية . ضد التشرذم والتفرقة، حصانة تأخذ على عاتقها الدعوة إلى نبذ التعصب الطائفي في مختلف اشكاله والتمسك بروحية العيش المشترك . فاذا ما فعلتم ذلك كنتم بحق رواداً للمواطنية اللبنانية الحقة واستحقيتم عن جدارة شرف النضال لانشاء دولة القانون والمؤسسات التي طال على اللبنانيين انتظارها.
مبارك لكم هذا النجاح، آملا ان نلتقي معكم في نجاحات جديدة . وواثقاً من انكم ستكونوا عند حسن الظن. سيروا دائماً إلى الامام، وليحفظكم الله ويسدد خطاكم . والسلام عليكم ورحمة الله.