اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب انه”بين يوم و اخر ستولد الحكومة لان هذا هو المنطق، و لكن اللامنطق هو ما يؤخر ولادتها، وهي خلافات صغيرة حول حصص،و لو سارت الامور كما اقترح الرئيس نبيه بري منذ ثلاثة اشهر بان تبقى الامور كما هي في الحكومة الحالية لكانت الحكومة الجديدة قد ولدت ولم نصل الى هذه الازمة.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة مع محطة ال”ان بي ان” في برنامج “مختصر مفيد” مع الزميل سعيد غريّب، و قال ان”كل الفرقاء في المعارضة و الموالاة قد خرجوا من العناوين المتوترة مثل سلاح المقاومة و سوريا و 7 ايار و غيرها و قد دخلت المنطقة الان في مرحلة جديدة، و من لم يدرك هذه الحقيقة سيضع نفسه خارج المعادلة على مستوى كل المنطقة ،فالحكومة ستولد قريباً، و الرئيس المكلف وافق على اعطاء وزارة الاتصالات للمعارضة و ان يكون جبران باسيل وزيراً في الحكومة، و كان من الافضل ان تبقى تشكيلة الحكومة و توزيع الوزارات على ما هي عليه الان”.
و اضاف “المنطقة باكملها تشهد حالة من عدم الاستقرار تبدأ في افغانستان الى العراق و فلسطين، وما يشهده الجنوب هو جزء من هذه اللعبة التي يبدو ان هناك اصابع تحرك هذه الجبهة فحزب الله ليس هو اللاعب الوحيد في هذا الميدان و هناك قوى اصولية و اطراف فلسطينية، و يبدو انهم غير محترفون، وغيرهم من القوى التي تدخل على الخط و تفتعل مثل هذه الحوادث”.
و تابع وهاب “الاسرائيلي يستمر باعتداءاته على لبنان من خلال التجسس و بخرق الاجواء براً و بحراً و جواً، و لو أن الاسرائيلي جاهز للحرب حالياً لكان اتهم حزب الله باطلاق الصواريخ حتى و لو انكشف الفاعل الحقيقي ، و لكن وجود المقاومة يمنع المغامرات الاسرائيلية في هذا الوقت. والاسرائيلي يعلم ان هناك انتشار ملحوظ لتنظيم القاعدة،حيث أن المنظمات الاصولية نمت و كبرت في بيئة مؤاتية من خلال الشحن المذهبي الذي مورس في السنوات الماضية”. و هناك تحاليل تتكلم عن مشكلة اخلاقية لدى تنظيم القاعدة حيث انه ينفذ عمليات في كل مكان الا في فلسطين المحتلة، والتي هي قضية المسلمين و العرب المركزية، ولذلك فإنه ينظم الخلايا الخاصة به و الساحة ستكون الجنوب و هدفها بالدرجة الاولى قوات الطوارئ الدولية كونها -و حسب رأي تنظيم القاعدة- تقف عائقاً بينه و بين الوصول الى “اسرائيل” مماّ قد يعطيهم الشرعية الشعبية …. اما الرد على هذه المخاطر فهو بتاليف حكومة و السعي الى المزيد من الوحدة و دعم الجيش بكل الوسائل، كون مؤسسة الجيش هي الوحيدة المتبقية من اجهزة الدولة. و عن موضوع سلاح المقاومة قال “ان القرار 1701 قد فرض علينا في لحظة كان المطلوب و قف اطلاق النار فجاء كتسوية، الا انه ليس مطلباً لنا و هو لصالح “اسرائيل”، و كل بيت فيه سلاح و لن نستحي بهذا الامر، و انا شخصياً ارفض وجود “اسرائيل” و نحن مع فلسطين من النهر الى البحر.وعن القرار 1559 قال وهاب ان هذا القرار قد انتهى و الاجماع اللبناني عام على استمرار وجود سلاح المقاومة في ظل حكومة المجانين في “اسرائيل”.
وعن تيري رود لارسن قال وهاب ان هذا الرجل هو اللاعب اساسي منذ 2004 وهو سبب الازمة في لبنان .
وأوضح وهاب “يبدو ان الوضع بشكل عام هادئ و الوضع “ممسوك”،وهناك مظلة كبيرة اقليمية و دولية تعمل على حماية الوضع و كان ابرزها القمة السعودية-السورية، حيث أن هناك تفاهم ما يظهر تباعاً و قد يمتد لاشهر لاعادة تركيب صيغة ما للواقع اللبناني بشكل جديد، و يمكن الاعتماد على اتفاق الطائف كمرجعية، و طالما ان هذا الاتفاق لم يعدل فلبنان بحاجة الى مساعدة، وهذا الامر بدا واضحاً خلال انهيار الاتفاق السوري السعودي الاميركي في الفترة السابقة مما أدى إلى المزيد من التدخلات في لبنان وحتى المصري بدا يتدخل كغيره… اما الوم فنحن بحاجة الى مساعدة سورية بموافقة سعودية عبر النصح و التمني، وخاصة ان هناك خوف سوري من تسيب في لبنان، وليس هناك نية سورية بالعودة الى لبنان الا اذا وقعت فتنة لا سمح الله و تخاف من ان تمتد اليها و لن تسمح سوريا بامتدادها و ابرزها الفتنة السنية الشيعية و لن تستاذن احد عند ذلك، و مثال العام 1976 كيف تصرف الجيش السوري يومها… خاصةً أن مشروع الفتنة ما زال قائماً، علماً ان دول عديدة طلبت من سورياالتدخل و في الايام القليلة الماضية قد تدخلت بشكل ايجابي.
وحول الأزمة الايرانية الاميركية قال وهاب أن الايراني هو اللاعب الافضل فيها و لكن ذلك لا ينعكس على الداخل اللبناني لانه لدى الايراني اوراق كثيرة يمكنه ان يلعب بها افضل من الورقة اللبنانية، والامر هو بشكل مغاير حبت ان الاميركي هو الذي يلعب هذا الدور و يحاول الاستفادة من الورقة اللبنانية بالرغم من ان لبنان لم يعد اولوية في السياسة الاميركية الحالية والمختلفة عن عهد جورج بوش…واوباما اليوم هو حالم رومنسي، والكثير من افكاره جميلة و جيدة و لكنها مختلفة عن الواقع، و هو الان ما زال يخوض صراعاً مع الادارة السابقة في في الداخل الاميركي و عبر اللوبي اليهودي الذي يحمي “اسرائيل”.
و اضاف” يمكن ملاحظة التوجه الاميركي في لبنان من خلال مواقف سمير جعجع ، فقد اعترضوا على صيغة 15-10-5 و لكن عادوا و ساروا فيها ولذلك اعتقد ان الحكومة ستؤلف . و قد تصرف الحريري بجراة في موضوع توزير الوزير جبران باسيل و الوزير سليمان فرنجية الذي يلعب دوراً وفاقياً كبيراً في هذا المجال. اما النائب وليد جنبلاط فلن يكون عقبة في وجه التشكيلة الحكومة ولكن للمرة الاخيرة نوافق على حرمان الطائفة الدرزية من حقيبة سيادية طالما ان الموضوع هو توزيع حصص طائفية و الحل يكون بالمداورة بين الطوائف على الوزارات حتى لا يشعر الدروز و آخرين انهم مواطنون درجة ثانية.
بالنسنة لوزارة الاتصالات قال وهاب : اذا ما شعرنا ان هذه الوزارة ستستعمل ضد امن البلد و المقاومة فان المسؤول فيها”ستفك رقبته” ولن نسمح باستعمالها ضدنا او ان تشكل خطراً على امن المقاومة.
و تابع وهاب ” هناك في لبنان مشروعان و لكن مشروع ضعف و انهزم و مشروع اخر ينتصر”
اما عن دعوى القوات اللبنانية و سمير جعجع بحقه فقال “اذا ما حكم القضاء بالعدل فانني على استعداد لتنفيذ ما يطلبه و لكن الخلاف والمشكلة معه سياسية و انصح القضاء بالابتعاد عن هذا الامر حتى لا تشوه صورة القضاء اكثر فاكثر. وهناك الكثير من القضاة فاسدون ويجب محاسبتهم و لاينطبق الامر على كل القضاة. واتمنى على الرئيس المكلف ان يدخل الى مغارة القضاء ليعالج هذا القطاع بشكل جذري. واطالب بمحاكمة الاسلاميين الموجودون في السجون او ان يطلق سراحهم حتى يحل هذا الملف الانساني”. و اشار الى”انه ليس هناك حياة سياسية في المجلس النيابي بل هناك سبع نواب رؤساء كتل يحكمون البلد، والحياة السياسية خارج المجلس بكل اسف”.