اكد رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب ان “طائفة الموحدين الدروز اليوم موحدة ومتضامنة تحت العناوين الوطنية والقومية، وهي تتلخص من خلال الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان بوجه العدو الاسرائيلي، وتقف الى جانب سوريا في موقفها الممانع والحاضن لكل تشكيلات المقاومة في لبنان وفلسطين”.
كلام وهاب جاء خلال زيارته الى المرجع الروحي الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في خلوته في بلدة بعقلين، من ضمن جولة قام بها على المراجع الروحية الدرزية يرافقه نائبه الشيخ سليمان الصايغ، وفدٌ كبير من مشايخ “هيئة العمل التوحيدي” وحشد من المناصرين والمواطنين.
من جهته رحب المرجع الشيخ ولي الدين بـ”معالي الوزير في منزله، وهو سبق ان كان لنا معه تجارب ناجحة جداً في تهدئة الخواطر والنفوس وتقريب وجهات النظر حفاظاً على وحدة الطائفة والوطن”. وأضاف “من جهتي فقد تمنيت على الزعيم وليد بيك جنبلاط منذ مدة ليست بقصيرة ان يصلح علاقته مع الشقيقة سوريا قبل ان توافيني المنية، وان تحصن العلاقة مع الاخوان في المقاومة وهذا ما تحقق بفضل لله وحمده وبفضل جهود الخيرين جميعاً، وذلك عين العقل لأننا جميعاً في مركب واحد وعلينا ان نتيقظ للمخاطر المحيطة بالوطن من جميع الجوانب”.
الباروك
ثم زار وهاب والوفد المرافق مقام المرحوم المرجع الشيخ ابو حسن عارف حلاوي وكان في استقباله الشيخ محمد حلاوي وحشد من مشايخ وابناء بلدة الباروك.
وبعد كلمة لعضو هيئة العمل التوحيدي الشيخ راتب نصرالله ابو ذياب، رحب الشيخ محمد حلاوي بالوزير وهاب والوفد المرافق، مؤكداً على “الجهد المبذول بين قيادات الطائفة والوطن من اجل تعزيز الوحدة الوطنية”.
بدوره القى وهاب كلمةً اكد فيها على ان “زيارة مقام المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي واجب نقدمه الى من ساهم مساهمات كبرى في تعزيز مسيرة ومواقف الطائفة في خطها القومي والوطني، وما تركه في وجدان كل موحّد من أثر روحي وأخلاقي والجميع يذكر له مواقفه الشجاعة والمقدامة في الفترات الصعبة والقاسية التي مرّت على الوطن، خاصةً خلال الاجتياح الاسرائيلي، كيف كان يقف الى جانب كل المقاومين وبأشكالٍ مختلفة وصولاً الى ان رمى الحرم، بالاتفاق مع كل مراجع الطائفة الروحيين، على كل من يتعامل مع العدو الصهيوني، او يزور فلسطين المحتلة، ما جعلت عقوبة هذا الحرم اشد وطأةً من الاحكام القضائية في هذا الشأن. كل هذه الاسس زعها في نفوسنا المرحوم الشيخ حلاوي وكل المشايخ الافاضل حين تركز هذه المرجعيات الروحية على القيم والاسس التي تجعل من الطائفة التوحيدية الدرزية ركناً صلباً في لبنان والمنطقة وهم سيف العروبة والاسلام الى جانب المقاومة في لبنان وسوريا الممانعة، وما يحدث خلال هذه المرحلة من توافق على الخطوط العريضة بين كل اركان الطائفة، والخطوات السياسية التي قام ويقوم بها النائب وليد جنبلاط جعلت من طائفتنا تلعب دوراً كبيراً، وهي بالاصل طائفة رصيدها يقدر بدورها في لبنان والمنطقة وليس من خلال عددها”. وشكر للمشايخ في بلدة الباروك والحضور حسن استقبالهم وضيافتهم.
بعدها قدم التعازي بوفاة والدة العميد المتقاعد فؤاد محمود.
شارون
ثم انتقل وهاب والوفد المرافق الى خلوة المرجع الشيخ امين الصايغ في بلدة شارون قضاء عاليه، وكان في استقباله حشد من المشايخ والواطنين.
ورحب الشيخ الصايغ بوهاب قائلاً “لقد لعبت دوراً صحيحاً، اكدت فيه على دور طائفة الموحدين الدروز التاريخي في المجال السياسي، وعلى وجودها وطنياً وعربياً واسلامياً برجال كبار رفضوا التبعية وحياة الذل والصمت واعلنوا عن آرائهم وافكارهم، وهي قد جادت بالمقاومة من حين ظهور الاسلام الى حماية الثغور الشامية من الغزوات، الى معركة حطين الى تحرير القدس تحت قيادة صلاح الدين الايوبي، الى حروب التتر وصولاً الى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش. من هنا نتمنى ان لا تضيع هذه القيم في صخب الباطل، وان اختلفت الآراء وتعددت المشارب وتنوعت التصورات فإنه غنىً للطائفة ويعطيعها معناها السياسي الاهم. لذا نأمل ان تبقى روح التعاون واحترام الرأي الآخر، التعاضد والتماسك حتى نصون هذه القيم ونحافظ على هذه المبادئ، وملاحظة اخيرة يا معالي الوزير انك تعمل بجد ومثابرة واذا ما نظمت قدراتك وذكائك فإن المستقبل الى جانبك ودورك محوري في مستقبل الطائفة، وعساه خيراً ان تكون عند حسن ظن الجميع”.
من جهته رد وهاب بكلمة مختصرة قال فيها ان “كلام سماحة الشيخ الصايغ هو دستور وليس موقفاً، هو دستور يلزمنا جميعاً وكلامك يلخص الموقف العام، وكما تفضلت فإن طائفة الموحدين ليست مع المقاومة بل هي من صلب عقيدة وقيم المقاومة العربية والاسلامية، ونحن اصلاً تمثل دورنا في هذه البقعة من الارض فقط بالمقاومة، وبكل قيم التضحية والشرف والوفاء، وموقعها العروبي، ونحن في الفترة الماضية انتابنا الخوف والخشية على المستقبل، وكان الخوف من انفسنا ان نخطئ، وقد نكون أخطأنا في بعض الامور، ولكن كان خوفنا الاكبر على دور الطائفة رغم ايماننا بالله. ونحن بوحدتنا على اساس المبادئ والقيم التي ذكرتها سماحتك، والتي ورثناها عن السلف الصالح واجدادنا، وهي موقفنا العربي ونحن الاساس وحماية المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ودعم اخواننا في فلسطين الذين يقفون بوجه الهمجية دفاعاً عن الكرامة والحق والقدس. وكلٍ منا يرى طرق الحماية على طريقته والتعددية صحة ونجاح، لكنها ضمن عدم اللعب بدماء ابناء الطائفة والوطن وعدم الدخول في مغامرات قاتلة. واليوم مواقف الاستاذ وليد جنبلاط مقدرة على صعيد الطائفة والوطن، وهذه المواقف ساهمت في معالجة كل الامور. والجميع اليوم ينتظر ولادة الحكومة والتي تحتاج الى تنازلات متبادلة من الجميع، وعسى ان تكون كذلك دون ان ينكسر احد، بل تنازلات لمصلحة الناس والوطن، وملف الحكومة تأخر والناس لا تستطيع ان تنتظر الى ما لا نهاية، وموقفنا الدرزي الجامع بكل مرجعياته الروحية والسياسية، انتقلنا من مرحلة القلق والخوف على دورنا ومصير البلد، وتحولنا الى ان نكون صمام الامان في الساحة اللبنانية في كل الصراعات السيياسية والمذهبية، ونحن كطائفة هي دور وليست عدد، ونحن مع تسهيل تشكيل الحكومة، ولكن ذلك لا يعني اننا نسلم بوضع الاستهتار الحاصل بحقنا من حيث الوزارات الخدماتية والسيادية، وبعد الطائف تغيرت طريقة التعاطي معنا واختلفت عما كنا سابقاً، ونحن اليوم لا نعترض او نقف حجر عثرة في وجه التشكيل ولكن في المرات المقبلة لن نقبل بذلك، وسيكون شرطنا الاساس اعطائنا حققوقنا الكاملة”.
*