أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الرئيس المكلف سعد الحريري يقوم بخطوات ايجابية وشجاعة من اجل مصلحة البلد، وتسريع تشكيل الحكومة، رغم الخطأ حين وضعت الموالاة شروطاً على إعطاء بعض الوزارات للمعارضة منذ البداية وكان ممكن تفادي ذلك، وأضحى واضحاً انه لم يعد هناك أكثرية في لبنان بعد تحول النائب وليد جنبلاط واتخاذه موقعاً وسطياً، وبكل الحالات فإن التشكيل سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة ولم يعد جائزا أن تتأخر”، ونبه إلى أن “ما يهم سوريا هو الاستقرار في لبنان، وإذا ما وقعت فتنة لا سمح الله فان الجيش السوري سيدخل إلى لبنان دون إذن من احد، ولن يتفرج على ما يحصل أبدا ومهما كلفه الأمر”.
وأضاف، خلال مقابلة ضمن برنامج “نهاركم سعيد” على “المؤسسة اللبنانية للإرسال” مع الزميلة دوللي غانم، أن “الرئيس المكلف قام بخطوة جريئة وقبل أن تكون وزارة الطاقة من حصة التيار الوطني الحر. وبعد ذلك لا يجوز أن نبقى بلا حكومة طالما بعض المطالب قد تحققت والعقدة مع العماد عون قد حلت، وأتصور أن الوزير جبران باسيل يستطيع ان ينجز في “الطاقة” كما فعل في “الاتصالات””. وسأل “هل سيكون هناك مشكلة مع جعجع في الصيغة الحالية؟”. وأكد أن “النائب سليمان فرنجية له نكهة خاصة في الحياة السياسية اللبنانية وسوريا تثق به، وهو تنازل عن حقيبته اذا ما اعتبرت عقدة، وعمله هذا ايجابي وجزء مما عمله ساعد في إنجاح التشكيل، ويبقى المطلوب من رئيس الجمهورية تقديم بدائل وربما استبدال بعض الأسماء التي تمثله، ومنها مثلاً اسم الوزير الياس المر وما هو المانع من ذلك؟ تسهيلاً للتشكيل وإنجاح حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع، وربما استبدال اسم المر بوزير آخر يعتبر مقرباً من الجميع أكثر منه. ويجب أن تكون أولى أولويات الحكومة العتيدة عملها على تعزيز الإنماء المتوازن بين القطاعات والمناطق اللبنانية كافة”.
واعتبر أن “الأجهزة الأمنية اليوم مقسمة ومخصخصة على قياس الافرقاء السياسيين وهذا أمر خطير يعرض امن لبنان للخطر. أما بالنسبة للقضاء فإن وضع القضاء في لبنان مؤسف جداً ونحن بحاجة إلى إعادة هيكلة وتنظيم هذا الملف وهناك قضاة شرفاء ومشهود لهم وليس هناك من قضاء نزيه بكل أسف”.
وأكد انه “بعد التشكيل سيتوجه الرئيس المكلف إلى دمشق، وستكون العلاقة بينه وبين سوريا ايجابية جدا وإستراتيجية ومشابهة للعلاقة التي كانت تربط والده بدمشق، خاصةً وان سوريا أصرت على أن يكون الحريري رئيسا للحكومة بعد اقتراح بعض الدول الإقليمية باستبدال اسمه. كذلك فإن المحكمة الدولية بحاجة إلى تنظيف ملفاتها الوسخة وما يقوله اللواء السيد خطير جدا يجب البحث به قانونيا، وجعل من قضية اغتيال الحريري تضيع في غياهب بعيدة”. وتوقع وهاب انه “بعد التأليف فان حليف الحريري المسيحي هو العماد عون”. منبهاً “جعجع أن التغييرات الكبيرة بحاجة إلى فهمها وكيفية التعاطي معها، وجميعنا أداة في أيدي كبيرة، وعليه أن يتعلم من دروس الماضي، ولم يتعامل احد مع أميركا وربح، وعند المنعطفات تترك حلفاءها، وعلى جعجع أن يتنبه من خطورة الذهاب إلى الآخر في طروحاته وان لا يخطئ في العناوين السياسية الكبيرة وان يذهب ناحية الأمن، ويختلف ذلك عن موقف البطريرك الذي لم يتغير، لكن موقف البطريرك لا يستتبعه إجراءات على الأرض، كما الحال مع القوات”. وعن موقف البطريرك الأخير قال “يتحدث غبطته عن النتائج وليس عن الأسباب، والسلاح نتيجة الاحتلال وليس هواية يمارسها فريق لبناني، بل المقاومة للدفاع عن لبنان وليس دفاعا عن إيران وغيرها، وهناك ظلم كبير في الكلام عن سلاح المقاومة، والارتباط العقائدي بين إيران وحزب الله كما هو الارتباط بين البطريرك والفاتيكان. وفي حال أي ضربة لإيران فان المنطقة ستشتعل ولن يبقى لبنان بمنأى، وسيبقى بند المقاومة أساسي في البيان الوزاري العتيد، وهو ضمانة ولن نتركه، وليس هناك من ضمانة عند الأميركي وغيره، لان لبنان لا يحتمل التوطين، واللعبة الكبرى تريد التوطين وعلينا مواجهتها، وخطره على إسرائيل مقابل عودة اللاجئين إلى وطنهم، وهو قوة على الأرض وفي المفاوضات. وهؤلاء المقاومين دفعوا أثماناً باهظة دفاعا عن أرضهم. والنقاش في موضوع السلاح لتأمين الحماية، وهنا لسنا بحاجة إلى طاولة الحوار التي أضحت مهزلة ولا داعي لها وليكن الحوار عبر مجلس الوزراء”. ولفت إلى أن “هناك إشارات ايجابية من جعجع تجاه حزب الله، والحوار الذي قمت به مع القوى السياسية كان بهدف فتح ثغرة وسيستكمل بعد الحكومة، لكن على جعجع معالجة ملفاته مع النائب فرنجية والرئيس كرامي، وبالمناسبة نشهد للوزير إبراهيم نجار ايجابيته في التعاطي مع وزارة العدل وعدم تدخله في عمل القضاء، لكن نصيحتي للقوات أن لا تقترب من الموضوع الأمني”.
وتابع انه “يثبت لبنان يوميا انه غير قادر على السير بهذا النظام، رئيس الجمهورية بحاجة إلى صلاحيات أوسع تمكنه من العمل بشكل صحيح، وبالتالي هناك أزمة نظام في لبنان بحاجة إلى علاج، وما شهدناه خلال أربع سنوات من اللاتوازن دليل على ما اقول. لذا فإن ما طُبق من الطائف لا يكفي وبحاجة إلى إعادة النظر وتبقى مؤسستي الجيش ورئاسة الجمهورية ضمانة كبيرة للمواطنين، ودور رئيس الجمهورية كبير جدا ومهم لصالح كل مواطن. ونحن نطالب بعد تشكيل الحكومة الانطلاق إلى الإصلاحات الدستورية وتشكيل مجلس للشيوخ، الدروز طائفة مؤسسة للبنان ونطالب بمجلس الشيوخ طالما التقسيم في لبنان طائفي فان للدروز حق في مناصب تشكل ضمانة لهم. وبالمناسبة الدروز يشعرون بالاهانة من التصرف المجحف بحقهم، وأكثر فإن الطائفة الدرزية أضحت قلقة من ناحية الحرمان الذي تتعرض له وهي بحاجة إلى الضمانة في ملف الوظائف العامة. وهم غير قلقين بالمعنى الأمني كما يُصور بل باستطاعتهم الدفاع عن أنفسهم، وهم قد واجهوا تاريخياً جيوشاً وحروباً عاتية عبر التاريخ وصمدوا، ولكن كما يقول احد المراجع الروحية الدرزية الشيخ أمين الصايغ أن “الدروز دور وليس عدد وقد كانوا تاريخياً رأس حربة في الدفاع عن الأرض وصون استقلال الوطن”. ومن هنا كان لدى النائب جنبلاط في السابق قراءة بشأن حماية الطائفة بينما اليوم نحن متفقون في خط سياسي واحد”.
وأشار إلى أن “في لبنان ثلاث طوائف أسسوا لبنان وتعرضوا للاضطهاد وهم الدروز، الشيعة والموارنة”. وأكد أن “لا مشكلة مع النائب طلال ارسلان”.
من جهةٍ ثانية أكد وهاب انه “لن أكون وزيراً أو نائباً في المرحلة الحالية وأنصرف إلى بناء الحزب، وان طموحي أن يكون للدروز دور في المنطقة وليس في لبنان فقط واحلم بدور يشابه ما فعله حزب الله في طائفته حين نقلها من المكان الهامشي إلى أن تكون اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط. وان تيار التوحيد يتلقى الدعم من الداخل اللبناني وليس من الخارج ونتمنى أن يأتينا دعم لان المساعدات التي تأتينا ندفعها بالكامل ولا نخبئ هذا المال، وكل السياسيين في لبنان يتلقون المال السياسي”.
وفي ملف المنطقة أشار وهاب إلى انه “لم تتفق قمة دمشق على تسريع التشكيل بل أعطت إشارات ايجابية، وذلك كون سوريا لديها أولوية في العراق وملفات أهم من الموضوع اللبناني، كذلك الأمر فإن لبنان لم يعد من أولوية الدول الفاعلة في المنطقة والعالم مثل الأميركي والفرنسي، وهناك مناخ ايجابي يسهل تشكيل الحكومة في الخارج”. وأضاف “العلاقة السورية التركية تطورت بشكل استراتيجي كبير وعلينا أن ندرس هذه الخطوات، وما حصل بينهما يجب ان يماثله خطوة بين لبنان وسوريا”.
0