تشير الأبحاث الجديدة الى أن تدخين النرجيلة يمكن أن يُضعف وظيفة بطانة الأوعية الدموية، التي تعتبر مؤشراً أساسياً على صحة القلب والأوعية الدموية.
ومع تراجع تدخين السجائر العادية، يتّجه الناس الى بدائل عدة مثل السجائر الإلكترونية أو النرجيلة، معتبرين أن هذين الخيارين يمكن أن يحملا ضرراً صحياً أقل.
ويطرح العديد من الناس أسئلة عدة تتمحور حول حقيقة ما إذا كان تدخين النرجيلة آمن صحياً، إلا أن الدراسات الجديدة تؤكد أن الإجابة على هذا السؤال هي “لا”. وعلى سبيل المثال، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2016، أن جلسة واحدة من تدخين النرجيلة تسبب انبعاث 10 أضعاف كمية أكسيد الكربون الموجودة في سيجارة عادية.
كذلك، فقد وجدت دراسة أخرى أن تدخين النرجيلة يمكن أن يؤدي الى تصلّب الشرايين الى درجة مماثلة لتلك التي تسببها السجائر العادية.
واللافت أن نتائج دراسة جديدة، عُرضت في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية التي جرت في شيكاغو بولاية إلينوي، تؤكد مخاطر تدخين النرجيلة وتزيد من الأدلة التي تؤكد أنه يضرّ بصحة القلب والأوعية الدموية.
وكشف الباحثون أن مستويات أول أكسيد الكربون التي يقوم المرء بنفخها، كانت أعلى بنحو 10 مرات في نرجيلة الفحم، بالمقارنة مع النرجيلة الالكترونية والسجائر العادية. إلا أن مستويات النيكوتين كانت مرتفعة بالقدر نفسه في الحالات كافة.
وفي سياق متصل، فقد وجدت الدراسة أيضاً أن توسّع الأوردة الدموية بواسطة تدفق الدم كان أكبر بعد تدخين نرجيلة الفحم، في حين أن تدخين كل من النرجيلة الالكترونية والسجائر التقليدية قام بتخفيض توسّع الأوردة الدموية بواسطة تدفق الدم، مع الإشارة الى أن انخفاض توسّع الأوردة الدموية بواسطة تدفق الدم يشير الى خلل وظيفي في الخلايا البطانية.
ويشرح الباحثون أن الفرق الأساسي بين نرجيلة الفحم والكهربائية هو أن الفحم يؤدي الى إنتاج مستويات عالية من أول أكسيد الكربون، موضحين أن هذه المادة الكيميائية توسّع الأوعية الدموية وقد تخفي الآثار الضارة لتدخين نرجيلة الفحم على وظيفة بطانة الأوعية الدموية.
باختصار، إن تدخين النرجيلة يمكن يلحق الأذى بوظيفة الأوعية الدموية تماماً مثل تدخين السجائر.