تطل الفنانة اليسا في حفلاتها الغنائية وتعطي الفرح القوي لكن المصطنع على وجهها من اجل إرضاء جمهورها ولم يغيب عن بالها وصوتها يصدح مع الحنين الذي يرافقه وإذا كانت اليسا تغني عادة لمدة ساعة و40 دقيقة فأصبحت تمد حفلتها لساعتين و20 دقيقة لأنها باتت فرحة جداً في التعاطي والحضور والتواصل مع جمهورها.
الفنانة اليسا خرجت من تجربة صعبة لكنها استطاعت ان تهزم ابشع مرض لكن الطبيب الذي لا تحب ان تذكر اسمه هو الذي كشف المرض باكراً اثناء الفحص الدوري لها ووجود انتشار له بسيط في صدرها فبدأ بعلاجها واخفت الخبر عن كافة المحيطين بها بل لبضعة أصدقاء ومنهم شخص ترتاح اليه جداً جلس قربها ليلا نهار وامسك بيدها وكان يعطيها الدفء والمعنويات وكانت لا تنام في الليل وهي تتسأل مع ان الطبيب المختص اكد لها ان المرض في بداية انتشاره وتمت السيطرة عليه وبعد شهرين سيزول وان فحوصات الانسجة والدم اثبتت ان لا خلايا سرطانية تتجول في جسمها بل ان المرض محصور في صدرها.
اليسا التي ميولها مع حزب القوات اللبنانية وتعلن ذلك صراحة وتحب جداً الدكتور سمير جعجع لكنها تبتعد السياسة عن مسارها الفني والغنائي هي حزينة لأنها اثناء الليل وفي غرفتها كانت تسمع انين مرضى مصابون بمرض السرطان وعندما كانت تسأل عن أوضاعهم كانت بعض الاجوبة تأتي انهم لم ينجون وانهم يصارعون المرض واجيال أعمارهم منهم بالأشهر منهم بالسنوات لكن ايمانهم بالله هو الذي يعطيهم الامل.
الم يذهب السيد المسيح الى الصليب ولم يطلب أي غفران بل قال اصلبوني جئت أخلص كل البشر الم يقدم حياته والامام الحسين عليه السلام ظل يدافع لأخر لحظة ومع ذلك استشهد وهو يقول هيهات منا الذلة.
لذلك من يؤمن ومن يكون عنده الروح بإلهامه الالاهي لا يخاف لا في الحياة ولا في الموت رغم ان الموت هو أكبر لغز وحدث خطير في حياة الانسان ولم يستطيع الانسان ان يعرف معنى ان الله وضع اجلاً لحياة الانسان.
اليسا تقول انها أصبحت تصلي أكثر من الأول وأنها قررت اقتطاع مبلغ من المال شهري تقدمه لمرضة السرطان وهذا من كبر نفسها اهتم بها وزير الصحة الوزير حصباني كثيراً وكان يزورها دائماً وقالت ان متابعته لها وهو طبيب كان يعطيه املاً وثقة كبيرة بالحياة ونفسها لقد صرعت اليسا تنين السرطان لكن لم تصرع الحزن الذي انتاب شعورها وقلبها وفكرها وذكريات السرير في المستشفى والممرضات والعلاج الكيمائي وكيس المصل الأسود الذي يصب في شرايين يدها لا تنساه ابداً وكيف كان يحرق شرايين يدها وهو يغوص في دمها ليضرب السرطان.
عظمة اليسا حالياً انها لم تهزم السرطان فقط بل هزمت روح الخوف من الخطر وأصبحت تتجل اكثر في حفلاتها ولعلى افضل رد فني ونفسي وفكري قدمته هي اغنيتها الجديدة المصورة وعنوانها “الى كل الي بحبوني” ونحن نحب اليسا ونحب صوتها وانا احب اغنيتها كثيراً “يا مرايتي” وسؤالها لمرأتها يا مرايتي ماذا حصل كإنها تسأل الكون والعمر وما بعد العمر سؤال الانسان الى اين؟
اليسا مبروك لك الشفاء انت نجمة في سماء لبنان وصوتك في مشاعر واذان اللبنانيين والعرب لك الامل ولك الصحة والى نجاح اكبر في مجالك الفني الذي لمعت به.
المصدر:-الديار- دينا ياسين
**