أكّد رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب أن “الدم السوري سيظهر مستقبلاً جديداً لسوريا وقريباً جداً، لافتاً أن الحرب على سوريا هي حرب على موقعها وموقفها”، متوجهاً بالتعازي الى أهالي الشهداء الذين سقطوا بالإنفجار والى كل شهداء سوريا والذين سقطوا في بلدة “حضر” في جبل الشيخ.
وتوقع وهاب في حديث لقناة “الإخبارية السورية”، ضمن برنامج “ساعة وعشرون”، مع الإعلامية ربى الحجلي، “الكثير من الإجرام في المراحل المقبلة خاصة وأن سوريا بدت الى حد كبير أنها قادرة على مواجهة هذه الحرب التي تُشن عليها، ولم يتمكنوا من هزيمة الجيش السوري وتفتيته كما أرادوا في البداية”.
واعتقد بأنه “طالما الخطة الكبرى في إسقاط سوريا قد سقطت وفشلت، فإن هذه الخطة الكبرى ستستمر بالارتدادات عبر تفجيرات وعمليات واعتداءات أمنية، مؤكّداً أن “الحرب والمعركة الكبرى التي أرادوها سقطت على أبواب الشام وعلى أبواب مناطق أخرى في سوريا”.
وحول الاتفاق اللبناني على رئيس حكومة جديد ومَن أعطى الكلمة الفصل في هذا الموضوع مع كل التجاذبات والظروف المحيطة بالمنطقة بشكل عام والتي يعيشها لبنان بشكل خاص، رأى وهاب أن “التحالف الذي كان قائماً والذي أتى بالرئيس نجيب ميقاتي سابقاً رئيساً للحكومة أصابه ربما الملل من سياسة اللعي بالنفس التي اتبعها الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته والتي اتبعها النظام اللبناني بمجمله، كذلك إن رئيس الجمهورية في هذا الإداء الذي قام في الأشهر الماضية وكذلك بعض الأجهزة الأمنية كان أداء لا تفسير له”، موضحاً أن “كل ما حصل خلال الأشهر الماضية ليس إلا محاولة لإدخال لبنان في الأزمة السورية”.
ووصف وهاب سياسة النأي بالنفس “بكذبة وشعار اخترعه البعض وبدأ الحديث عنه، لافتاً الى أن لبنان عملياً كان جزءاً من الأزمة السورية، والأراضي اللبنانية كانت ممراً لعبور الإرهابيين والسلاح الى سوريا وكثير من الأطراف اللبنانيين كانوا شركاء في هذا الأمر، وكذلك الكثير من المسؤولين اللبنانيين تستروا على هذا الأمر بأوامر خارجية، لأنهم تعودوا على ذلك منذ أيام العثمانيين حتى اليوم، حيث مجموعة سفارات تتولى هذا الأمر، معتبراً أنه بالرغم من “أن توافقاً معيناً في مكان ما في الخارج حصل على اسم رئيس الحكومة، إلا أن هذا لا يعني بأن هناك توافقاً على التشكيل لأن أمر التشكيل قد يطول”.
وتساءل وهاب، ألم يكن أداء الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي السيء بسبب وشوشة السفراء؟ وألم يكن أداء جنبلاط الأخير أيضاً بسبب وشوشة السفراء؟
وحول الاتفاق على البرنامج السياسي للحكومة الجديدة، وما إذا سيكون مخالفاً لبرنامج الحكومة السابقة، استبعد وهاب ذلك خارج سياسة “اللعي بالنفس”، معتبراً بأنه سيكون برنامجاً سياسياً غامضاً والجميع ينتظر ما سيكون عليه برنامج الحكومة الجديدة، لأنهم ينتظرون هزيمة سوريا ونحن ننتظر خروج سوريا من أزمتها”.
وأضاف: “المشروع واحد في كل المنطقة، هو التركيز على إسقاط سوريا وكانوا يعتبرون بأن مشروع سقوط محور المقاومة والممانعة غير ممكن وجربوا في لبنان ولم ينجح الأمر، وجربوا التهويل على إيران فلم ينجح الأمر، وفي العراق حصلت انتخابات شرعية وديمقراطية لم يتمكنوا من إحداث تركيبة معينة تُسقط هذه الانتخابات، وها هم الآن يردون في كل المناطق عبر السيارات المفخخة في العراق وبالحرب المفتوحة في سوريا موضحاً أن لبنان سيأتي دوره قريباً”.
وحول دور وموقف 8 آذار من البرنامج السياسي للحكومة المقبلة والحقائب الوزارية، اعتبر وهاب “أن أداء فريق الـ 8 من آذار كان “غير مقبول في الفترة الماضية وهذا الأداء هو الذي أوصل الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ليتصرفا كما تصرفا في المرحلة الماضية، عملياً فريق 8 آذار لم يحكم”، والسبب باعتباره “أنه كان هناك أقلية يمثلها الثلث المعطل المتمثل بالرئيس سليمان وجنبلاط والرئيس ميقاتي تحكمت بفريق 8 آذار وبأداء الحكومة وعطلتها وعطلت فريق 8 آذار عملياً”، أما وكيف سيتصرف فريق 8 آذار الآن، لم نتشاور بشكل فعلي حول ذلك”، لافتاً الى صفقات تجري من تحت الطاولة ما يثير الشك”.
وأوضح وهاب أن “هناك جزء من فريق 8 آذار لا يعرف ماذا يريد، ولقد تحملنا الكثير من فريق 14 آذار أو ما يسمى الفريق الوسطي، المرتبط بشكل كامل بالمشروع الإرهابي الذي يسعى الى تدمير سوريا، هؤلاء حتى لو أحرقوا كل المنطقة ليسيطروا على أحيائهم وقراهم لا يقولون لا”.
وتابع: “هناك فريق نواجهه اليوم، فاقد للضمير في أدائه السياسي يريد من حقده على سوريا، وعلى الرئيس بشار الأسد وعلى الشعب السوري وحتى لو اشتعلت كل سوريا والمنطقة يهمه أن يربح قريته أو بعض الأصوات”، معتبراً أن “أي كلام خارج انتصار أي فريق من الفريقين هو كلام لا أساس واقعي له، وهناك فريق يجب أن يُهزم فإذا هُزمنا فليتصرفوا معنا بموجب قانون الحرب والسلم وإذا هُزموا يجب أن نتصرف معهم بموجب قانون الصراع، لافتاً الى لا “إمكانية للتلاقي لأن هذا هو تاريخ لبنان”، متسائلاً “في أي فترة تلاقينا دون هزيمة مشروع؟ وكيف وُلد الطائف لو لم يهزم أحد المشروعين في لبنان؟ إذ لم يكن هناك إمكانية لولادة الطائف لولا هزيمة أحد المشروعين”.
وأوضح وهاب أن “لبنان في المستقبل القريب قادم الى الفوضى، لافتاً الى قرار دولي بحماية لبنان، وعدم فتح أي ساحة أخرى غير الساحة السورية، وهذا القرار الدولي بالرغم من أنه يحمي لبنان من الفوضى إلا أنه يريد لبنان شريكاً في الحرب على سوريا ما يعني انه يريد لبنان شريكاً في الحرب على سوريا مع حمايته من انفجار كبير، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يعيش”.
وحول تقييمه لما يجري على الحدود اللبنانية – السورية، أكّد وهاب أن “لبنان لا يستطيع محاصرة سوريا، وإذا جرب محاصرتها سيُحاصر هو، وهذا ما حصل مع وجود مئات الشاحنات العالقة على الحدود اللبنانية السورية، بالمقابل هناك اعتداءات في لبنان على الشاحنات السورية التي تمر عبر الحدود اللبنانية وتتحجج الدولة باستمرار بالفتنة، من هنا الحل الوحيد هو أن تقوم الأجهزة الأمنية بقمع المخالفات”.
وحول إمكانية تطويق ظاهرة الأسير والجماعات الإسلامية المتطرفة التي لعبت دوراً كبيراً باتجاه الأزمة السورية في المرحلة المقبلة، حمّل وهاب المسؤولية الكاملة في تطويق هذه الظواهر للرئيس نجيب ميقاتي الذي رعى هذه الجماعات في الشمال ومولها.
واتهم وهاب “الرئيس ميقاتي بتمويل جماعات سلفية وإرهابية في الشمال شخصياً” كاشفاً عن “أسماء معروفة كالشيخ حسام الصباغ والشيخ سالم الرافعي وغيره وهناك مبالغ وطرق معروفة للتمويل كان يقوم بها وهو يتحمل مسؤولية ذلك بالإضافة الى الأجهزة الأمنية التي تسمح لهم بالعربدة على الشارع العام”، موضحاً أن الشارع الطرابلسي ليس معهم، وضد هذه المظاهر التي تمثل 2% أو 3% من الشارع الطرابلسي، لافتاً الى عدم وجود قوانين تضبط الشارع في لبنان”، مؤكّداً أنه “منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم لبنان بلد سائب ومفتوح لكل أجهزة المخابرات الدولية والعربية، ولا قانون ولا أمن ولا سياسة فيه، لافتاً الى وجود عصابة لبنان تتحكم به بسبب غياب المراجع والحَكَم في لبنان”.
واعتبر وهاب أنه “رغم أن بعض الأداء السوري كان سيئاً في السنوات الماضية خلال تواجد سوريا في لبنان إلا أنه كان أفضل مما يجري حالياً على الأقل أيام الوجود السوري في لبنان كان هناك أمن وهيبة للدولة والقضاء وكان هناك حد أدنى لوجود الدولة، اليوم هناك عصابة تتحكم بزمام الأمور والحكم في لبنان والمعركة التي نراها اليوم هي معركة النفط”.
وحول الدور السعودي في تشكيل الحكومة المقبلة نقل وهاب ما قاله “وليد جنبلاط بأنه تشاور مع السعودية بالأمر إلا أن السفير السعودي في لبنان نفى هذه الأمر”، مؤكّداً بأنه لا إمكانية اليوم لأي دولة أن تشكل حكومة بمفردها في لبنان لاستحالة الأمر.
ولم ينفِ وهاب ما “إذا حصل في مكان ما التقاء أميركي إيراني سعودي على شيء ما في موضوع الحكومة، لذا يجب أن ننتظر”، موضحاً أن “ما حصل في تسمية رئيس الحكومة ظهر وكأن قطبة مخفية ما حصلت ولكن لا أعرف ما هي على وجه التحديد، وفي لبنان لا يختفي شيء وفي الأيام المقبلة سيتبين الخيط الأبيض من الأسود واليوم عند عُقَد التشكيل سيتبيّن إذا كان هناك اتفاق ما حصل في ليل أسود في مكان ما أو إذا لم يكن هناك اتفاق”.
واعتقد “أن التشكيل قد يواجه صعوبات وليس بالسهل أن يمر تشكيل الحكومة إلا إذا حصلت مغامرة معينة من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف وهذا أمر لا أستبعده”، موضحاً أن المغامرة هي بأن يقوم الرئيس المكلف تمام سلام برمي تشكيلة معينة يوقّع عليها الرئيس ميشال سليمان ولا تمر في المجلس النيابي، عندها سيفرضون أمراً واقعاً معيناً وتصبح الحكومة المُشَكّلة هي التي تقوم بتصريف الأعمال مكان الحكومة الحالية ولكن هذا الأمر سيوصل الى مشكل كبير”، وتابع وهاب “الحقائب السيادية يجب أن يتولاها حياديون وإلا لا أنصح فريق 8 آذار بالمشاركة في هذه الحكومة لأنه يكفي تنازلات”.
وحول ما إذا سيكون لفريق 8 آذار دور أكبر خارج الحكومة، قال وهاب: “فليحكم مَن يحكم وليعارض مَن يعارض و لا أميل الى هذه الحكومات التي يسمونها وحدة وطنية لأنها ليست إلا كذبة وطنية”.
وحول دور النائب جنبلاط وسقوطه عندما بدأ يقامر ويحلل الدم السوري وعلى رأسهم الموحدين المسلمين الدروز، قال وهاب: “في فترات معينة عملت جاهداً لعودته الى سوريا بعد الفترة السابقة ما بين عامي 2005 و2006 وقلت ما حصل في هذه الفترة وكنت أعتقد بأنها سقطة ما ولكن اليوم أعتقد بأنه يتبع نهجاً ما وليست سقطة”.
وأضاف: “وليد جنبلاط يرتكب خطأ كبيراً في هذا الأمر، وهذا أمر لم يحصل في تاريخ الدروز، منذ ارتكب جدّه المرحوم فؤاد جنبلاط خطيئة كبيرة عندما كان سلطان باشا الأطرش وشباب السويداء يموتون في مواجهة الفرنسيين ويومها دفعت السويداء حوالي 4 آلاف و500 شهيد أي ما يوازي تقريباً ثلث البالغين في السويداء، استشهدوا في المعارك ضد الفرنسيين يومها وسجلوا أروع البطولات، يومها جده كان يقوم بدور البوليس في خدمة الفرنسيين في لبنان وداهم منزل أحد كبار الثورة السورية الكبرى المرحوم شكيب وهاب اللبناني الذي كان الى جانب سلطان باشا الأطرش ومن أقرب الناس إليه كان موجوداً في الثورة داهم منزله في غيابه وحصل ما حصل وقُتل يومها فؤاد جنبلاط على أيدي شكيب وهاب نتيجة هذا الأمر، وقلت للنائب جنبلاط أن خطأه يوازي خطأ جده فؤاد جنبلاط لأنه لا يمكن أن يكون الإنسان سائراً بعكس المنطق والتاريخ، وأسمعه يقول معزوفته بأنه الى جانب الشعب السوري، متسائلاً مَن حدد أين يوجد الشعب السوري؟ مًن يحدد أين هو الشعب السوري؟”، موضحاً أنه “لو لم تكن أكثرية الشعب السوري مع بشار الأسد لما بقي النظام قائماً في سوريا، هذا من ناحية”.
وتابع: “ومن ناحية أخرى في ما يتعلق بطائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا هذا تاريخهم ولن يتركوه، فليسمح لنا “أبو مصعب الجنبلاطي” الجديد الذي يفتي يميناً وشمالاً أن الدروز لن يغيروا تاريخهم لأجله أو لأجل حفنة من الدولارات أو لأجل بعض السفراء وبعض الوشوشات، هذا هو تاريخ الدروز فهم لن يتركوا استعماراً إلا وقاتلوه في سوريا: فقاتلوا العثمانيين القدماء وسيقاتلون العثمانيين الجدد، وقاتلوا ابراهيم باشا ويومها نعرف كل البطولات أبو علي الحناوي والشيخ ابراهيم الهجري وكل البطولات التي حصلت في السويداء، وكيف يومها تم إذلال الجيش المصري الذي هاجم سوريا وحاول إخضاع السويداء، كما قاتلوا الفرنسيين وهم اليوم يقاتلون الغزوة الجديدة، لافتاً الى وجود غزوة جديدة اليوم على سوريا”.
وتوجّه الى جنبلاط بالقول: “فليسمح لنا جنبلاط بنظرياته “الخنفوشارية” حول الحريات، متسائلاً كيف يريد جنبلاط حرية في الوطن العربي وبالأمس ذهب شهيداً في بلدة بقعاتا الشوف؟ وهنا أتوجه إليه بالسؤال، هل يريد الحرية في الوطن العربي في وقت لا يريدها أن تمر في الجبل؟ هذه الكذبة التي يمارسها جنبلاط آن له أن يخرج منها.
وأضاف: “دروز سوريا راشدون وليسوا بحاجة لا لرأيي ولا لرأي وليد جنبلاط في هذا الأمر، نأخذ منهم الرأي الصائب، لديهم مشايخهم، هناك ثلاثة مشايخ عقل هم فعلا من العقلاء في سوريا، هناك مشايخ آخرون إن كان في جبل الشيخ أو جرمانا أو إدلب أو السويداء، هؤلاء نحن نأخذ منهم الرأي الصائب وليسوا بحاجة لرأي السيد جنبلاط الذي أصبح رأيه مكشوفاً بأنه معروض في سوق البيع والشراء”.
وتابع وهاب: “كل الأمور تحملناها خلال السنوات الماضية وقبلنا بكل شيء لسببين: الأول هو أمن الجبل حيث لا نريد من أحد أن يقترب من أمن الجبل، ولا نريد أن ننقل المشكلة الى الجبل ونصر على هذا الأمر، والسبب الثاني تحملناه من أجل سلامة هذه الطائفة في لبنان وسوريا، أما أن يسمح لنفسه بالتهجم على ثلثي دروز المشرق العربي الموجودين في سوريا، وأن يسمح لنفسه بتكفيرهم ويتعامل معهم بهذه الطريقة أعتقد بأنها خطيئة كبرى وتحتاج لأكثر من تراجع واعتذار منه، والاعتذارات سهلة لديه ربما، ولكن لا أعتقد بأن هذا الأمر يمكن أن يمر هكذا، هذا أمر خطير للغاية ولم يحصل في تاريخ الدروز وحتى بعد معركة عين دارة، متسائلاً، هل يريد جنبلاط عين دارة جديدة؟
وأوضح وهاب أن جنبلاط يقوم بذلك على حساب طائفته وأبناء جلدته، وعلى حساب هؤلاء الأشراف المناضلين، أشراف الجيش العربي السوري في السويداء، هؤلاء الناس كان بينهم شهداء عبر التاريخ أمثال الشهيد كمال نصر الذي ضرب يومها المصفاة في حيفا بطائراته وكان من أوائل الاستشهاديين في الوطن العربي عندما نزل بطائراته في مصفاة حيفا، هؤلاء الأبطال ممن فيهم نجيب الزغبي ونايف العاقل ومنهم الآن عصام زهر الدين الذي أوجه له تحية هذا الرجل الذي لا أعرف لماذا يغيظ جنبلاط بهذه الطريقة ربما لأنه لديه ولاء لوطنه وجيشه، فأؤلئك الناس الذين امتهنوا الولاء للأجنبي وامتهنوا الولاء للسفراء ربما يغيظهم أي شخص وطني، هؤلاء الناس في الجيش العربي السوري الذين أوجه لهم التحية، والى هؤلاء الأبطال في حضر والذين يستقبلون جثامين أربعة شهداء جدد تم الغدر بهم على الطريق الرئيسية المؤدية الى “حضر” وهؤلاء يتحمل مسؤولية دمائهم جنبلاط وغيره لأنه شرّع قتل الناس وحصل هذا الكمين لأربعة مدنيين في بلدة “خان أرنبة” وقتل واستُشهد أربعة شهداء من بلدة “حضر”، متوجهاً بالتحية لأبناء بلدة داما والسويداء الذين تصدوا للإرهابيين الى جانب الجيش السوري”، معتبراً أن مَن يشرع القتل حتماً سيلعنهم التاريخ وخير دليل على ذلك أن كثيرين في السويداء اختاروا الجنرال غورو ضد سلطان باشا الأطرش، متسائلاً أين هم اليوم”، إنهم في مزبلة التاريخ وسلطان الأطرش إسمه عالٍ مرتفع في كل الوطن العربي. وجنبلاط اليوم يختار نفس الموقع في مزبلة التاريخ.
وحول دور الموحدين المسلمين الدروز في لبنان وإمكانية توجيه نداء محدد باسم الدروز اللبنانيين لحماية إخوانهم في سوريا في ظل التحديات التي تواجه الطائفة والانقسامات التي لا تخفى على أحد، أوضح وهاب أنه صحيح أن هناك انقسامات ولكن أكثرية الدروز اللبنانيين هم متعاطفون مع إخوانهم في السويداء، وهناك داخل حزب التقدمي الاشتراكي الكثير من المناضلين والكثير من الشرفاء وكانوا في كل المعارك الوطنية الكبرى الى جانب إخوانهم في سوريا وأعتقد أن الكثير منهم لا يؤمنون بما يقوله جنبلاط.
وشدّد على “أن ليس هناك من بيت درزي في لبنان لا يتعاطف مع إخوانه في سوريا، ونحن جزء من معركة سوريا، وجزء من معركة المنطقة، ونقوم بكل ما نستطيع أن نقوم به في هذه المعركة حتى أن شهداء يحملون الجنسية السورية وينتمون الى حزب “التوحيد العربي” سقطوا في سوريا في كثير من المواجهات وآخرها في بلدة “حضر”، ولكن أقول لكِ بأننا جزء من هذه المعركة، ونحن على أبواب توجيه نداء وندرس هذا الأمر، ولكن الآن إخواننا الموحدين في سوريا هم قادرون على القيام بهذه المهمة وعندما نشعر بأنه هناك أي خطر على أي منطقة أو أي قرية في السويداء وجبل الشيخ وجرمانا وصحنايا والأشرفية وأي منطقة حتماً سنكون نحن أول مَن يحمل السلاح ويواجه بكل صراحة، لأنني لا ألتزم بشعار “النأي بالنفس” حتى لو اجتمعت كل الدولة، ولن ألتزم به إذا كان هناك تهديد لأي موحّد في سوريا أو غيرها، من هنا سأكون الى جانب إخواني قريباً وستشهدين التصعيد في المواقف في هذا الإطار لأن الأمر بلغ حدوداً غير مقبولة.
وحول ردة فعل مشايخ عقل طائفة الموحدين المسلمين في لبنان، أكّد وهاب أن الشيخ نعيم حسن هو أداة بيد جنبلاط والشيخ ناصر الدين الغريب كان له موقف جيد رداً على النائب جنبلاط وكذلك الأمر بالنسبة للشيخ غالب قيس، كبير مشايخ البياضة، كان له موقف جيد واليوم أبلغنا الكثير من مشايخنا الكبار استياءهم الكبير من موقف جنبلاط الأخير، ولكن الكثير من مشايخنا لا يتعاطون السياسة ولا يصرحون للإعلام بمواقفهم، وبالرغم من ذلك لديهم موقف مستاء جداً من هذا التصرف.
وختم وهاب حديثه: في لبنان وفي منطقة شبعا التي فيها الكثير من الشرفاء والوطنيين والمناضلين والمقاومين هناك مَن يستعملها معبراً الى “حضر” في جبل الشيخ، محذراً من هذا الموضوع لأنه قد يجر الى فتنة كبيرة في منطقة حاصبيا والعرقوب، لأن الموحدين في حاصبيا لن يقبلوا بهذا الأمر.