وسط إطلاق الرصاص والأهازيج، أقامت بلدة “حضر” إستقبالاً حاشداً لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي زارها بعد تحرير محافظة القنيطرة وفك الحصار عن البلدة التي تعرضت لأقسى الهجمات داعياً أهاليها بعد هذا الإنتصار لتحقيق انتصار آخر هو المصالحة برعاية الدولة.
وألقى وهاب كلمة إستهلها بالتحية للمشايخ الأجلاء وأبناء “حضر” الأبطال وأبناء القرى والمجاورة.
وتابع: “عندما كنت أزور “حضر” خلال السنوات الماضية، كنت واثقاً بأن هذه البلدة تسير نحو النصر، عندما كنت أرى مشايخها وشبابها ونساءها وأطفالها يحملون السلاح ويتمسكون بالأرض، كنت واثقاً بأن هذه البلدة كما سوريا كلها ستسير نحو النصر.
ووجه وهاب تحياته لضباط وجنود الجيش العربي السوري، ولشهداء “حضر” وكل القرى في منطقة جبل الشيخ وفي كل سوريا، هؤلاء الشهداء الذين يزينون محضرنا اليوم، تحيتي لهم لأنهم هم سبب احتفالنا وفرحنا وفرح سوريا اليوم، موجهاً التحية الكبرى لرئيس إجتمع كل العالم عليه لإنتزاع ربما موافقته على الكثير من الأمور، فرفض مستنداً الى جيشه وشعبه، رفض أن يساوم على سوريا، رفض أن يساوم على أي منطقة سورية”.
وقال وهاب: “اليوم كما تحررت القنيطرة، وكما تحرر جبل الشيخ وكما تحررت درعا من الإرهاب سيتحرر آخر شبر من أرض سوريا بهمة جيشها وبهمة قائدها ورئيسها الدكتور بشار الأسد.
ولفت الى ما يشاع عن بعض المناطق بأن “هذه المنطقة تحميها الدولة الفلانية، وهذه المنطقة تحميها الدولة الفلانية، قائلاً: “لا حماية لأي منطقة، فالمشروع الأساسي قد سقط، وكل المناطق ستتهاوى بعده، فلا منطقة ستبقى خارج سوريا، ولا منطقة ستبقى خارج حماية الجيش العربي السوري”.
وتابع: “نعم، كما وعد الرئيس الأسد “حضر”، وكما وعدنا خلال السنوات الماضية، وقال سنؤمن حماية “حضر” بمعاونة أهلها، وسنحرر كل منطقة القنيطرة وستبقى كل هذه القرى آمنة، وقد وفى بوعده، نعم لقد وفى بوعده وتحررت هذه المنطقة، كان الثمن كبيراً، نعم كان الثمن كبيراً، ولكن كذلك كان الإنتصار كبيراً، أنتم تعرفون أن الإرهاب كان يحاول تهجيرنا من هذه الأرض وأنتم تعلمون الحصار الذي فُرض على “حضر” واستمر لسنوات، والهجمات التي شُنّت على “حضر”، ولكن النتيجة إنتصرنا، نعم إنتصرنا”.
ودعا وهاب من “حضر” الى عودة الحياة الى ماكانت عليه والمصالحة في القرى المحررة، موضحاً أن “المعركة ضد الإرهاب في المنطقة إنتهت، ولكن الآن أمامكم معركة مهمة بأهمية المعركة التي خضتموها ضد الإرهاب، وهي معركة عودة الحياة كما كانت في هذه المنطقة وعودة الألفة كما كانت، وأنتم تعرفون كان هناك أخوة الى جانبكم في هذه المعركة، وهم أهالي جبا وأهالي خان أرنبة وأهالي مناطق أخرى متواجدون بينكم”.
وقال: “إن المعركة الكبرى هي معركة المصالحة، معركة المصالحة بين مختلف القرى، معركة المصالحة تحت رعاية الدولة السورية، ولا رعاية إلا للدولة السورية، مؤكّداً بأن كل المصالحات يجب أن تكون تحت رعاية الدولة، كما أن السلاح يجب أن يكون تحت رعاية الجيش وإلا يتحول السلاح الى فوضى، وأنتم كنتم خير مَن استعمل هذا السلاح في مواجهة الإرهاب بالتنسيق مع الجيش العربي السوري والقوات الرديفة”.
وتابع: “فمن حضر، من حضر التي كانت بالأمس محاصرة، من حضر التي كانت بالأمس تتعرض لأقسى أنواع الهجمات، من حضر التي قاتلت بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها نتوجه بالتحية الى الرئيس الدكتور بشار الأسد والى الجيش العربي السوري، ونتوجه بالتحية الى القوى الحليفة الى روسيا، الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الى المقاومة اللبنانية التي دفعت آلاف الشهداء لمساعدة سوريا”.
وقال: “أعرف بأنكم اليوم، وأنتم إنتهيتم منذ ساعات من الإرهاب، بالكم اليوم بالسويداء، أقول لكم: إطمئنوا لا خوف على السويداء، ولا خوف على أبناء السويداء، والجيش يقوم بواجباته وأكثر في المنطقة الشرقية وعندما ينتهي من تنظيف الإرهاب في هذه المناطق سيكون له جولات أخرى.
أما بالنسبة للمختطفات، فالجيش العربي السوري لن يتركهم، وهو يقوم بكل ما يلزم لتأمين الإفراج عنهم – وإن شاء الله – في وقت قريب”.
أما ونحن نتحدث اليوم في حضر، فتعرفون لدينا أهل في الكثير من المناطق، لن أحصر الأمر في إدلب حتى لا يقال بأنني أتحدث عن قرى معينة، ولكن هؤلاء الناس ظُلموا في إدلب – وإن شاء الله – سيكون الجيش السوري عندهم قريباً وسيعودون الى الحرية كما سيكون الجيش في كل نقطة من سوريا، في أرياف حلب، في الحسكة، في القامشلي، في الرقة، في إدلب، في كل نقطة من بقاع هذه الأرض، ومَن راهن على إسقاط سوريا يحب أن يعرف بأن سوريا ستعود أقوى مما كانت بعد الحرب التي واجهتها.
وفي إطار آخر، أشار وهاب الى نقطة خلافية تُطرح اليوم وهي موضوع العلاقات اللبنانية – السورية، لافتاً الى وجود “مجموعة من الصبية الذين لا يفهمون لا التاريخ ولا الجغرافيا ويتحدثون عن هذه العلاقات إما بجهل وإما لأنهم موظفون عند أطراف تآمرت على سوريا، متوجهاً إليهم بالقول: “ما صنعه الله بين لبنان وسوريا، ما صنعه التاريخ بين لبنان وسوريا، ما صنعته الجغرافيا بين لبنان وسوريا لن تلغيه مجموعة من الصبية مستجدة على السياسة اللبنانية”، مشدداً على أن العلاقة بين لبنان وسوريا لا يمكن إلا أن تكون علاقة البلد الواحد، فلبنان لديه مصالح مع سوريا كما لسوريا مصالح مع لبنان وهذه المصالح والتاريخ والجغرافيا هم الذين يحددون العلاقة بين البلدين.
وختم وهاب كلمته مجدداً تحيته “لكل شهيد، ولكل جريح، ولكل أم بكت ولدها وشهيدها، تحية لكل طفل يفتقد والده اليوم، تحية لكل شيخ حمل بندقيته ليدافع عن حضر، هذه البلدة، هذه المناطق التي دفعنا ثمن كل صخرة فيها شهيداً أو نقطة دم، دفعنا ثمن كل شجرة فيها شهيداً أو نقطة دم، هذه المنطقة كانت لنا منذ ألف عام وستبقى لنا لألف عام أخرى”.