مَن يتابع حركة المشاورات واللقاءات في هذا الأسبوع بين مختلف القيادات والقوى السياسية، يعتقد للوهلة الأولى أن الأمور ذاهبة الى حلحلة العقد الوزارية، فهل هناك شىء جديد أم دائماً هناك طروحات وأفكار لتمرير الوقت بانتظار وصول كلمة السر؟
وإذا كانت هذه اللقاءات التي تحصل على درجة كبيرة من الإيجابية كما يصرح عادة المجتمعون، فلماذا لا تُشكَّل الحكومة من أول جولة من هذه اللقاءات، وما الذي يمنع تشكيلها؟ وهل أن كلام الغرف المقفلة شيء والكلام العلني شيء آخر، وإلا كيف يمكن تفسير أن كل اللقاءات لا تسهل تبريد العقد الدرزية والمسيحية والسُّنّية في الحكومة؟
فأي لقاءات هذه التي تُعقد بين الأفرقاء السياسيين وما الفائدة المرجوة منها؟
هذاالتساؤل يدفعنا الى استنتاج وهو:
ما هي القطبة المخفية التي تحول حتى الساعة دون عملية تشكيل حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري؟
لو كان هناك ضوء أخضر من الخارج لتشكيل الحكومة، لكان جميع المعنيين قطعوا أسفارهم الى الخارج، وترجموا هذه الإشارة بطريقة إيجابية، ولكن لماذا لا يصارح أهل السلطة الشعب بالضغوطات التي تبلغوها هم ولا يعرفها الشعب والتي أدّت حتى الآن الى تعثر ولادة الحكومة؟
في انتظار أن تخرج حكومة الحريري الى الضوء، تجدر الإشارة الى ما يعانيه الناس، من ظروف معيشية واقتصادية خانقة فضلاً عن أزمة النفايات وتلوث المياه، بات من الخطورة السكوت عنه بعد اليوم.
فبالعودة الى تقرير مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية حول التلوث في لبنان يشير التقرير الى نتائج مخيفة حول تلوث مياه الشاطىء اللبناني من النواحي الجرثومية والكيميائية وغيرها من الأخطار الأخرى التي تهدد سلامة المواطنين ومستقبل أولادهم.
فهل يعي القيمون على البلد مثل هذه المخاطر ويبادرون الى إخراج الحلول الممكنة لها ليعرف أين يسبح ناخبوهم وماذا يأكلون؟