ينتظر منتخب فرنسا لكرة القدم تألق مهاجمه انطوان غريزمان لضمان صدارة المجموعة الثالثة في مونديال روسيا 2018، وذلك عندما يواجه نظيره الدنماركي الثلاثاء، ساعيا الى “تجنب” مواجهة كرواتيا في الدور ثمن النهائي.
وضمنت فرنسا تأهلها بعد فوزين غير مقنعين على استراليا 2-1 والبيرو 1-صفر، وتبدو الدنمارك الاقرب لمرافقتها اذ جمعت اربع نقاط من فوز على البيرو 1-صفر وتعادل مع استراليا 1-1. وتنافس الدنمارك على البطاقة الثانية استراليا التي لا تملك مصيرها بين يديها، اذ يتعين عليها الفوز على البيرو وخسارة الدنمارك على أمل التأهل بفارق الأهداف.
مدد غريزمان مؤخرا عقده مع اتلتيكو مدريد الاسباني حتى 2023 على رغم الاهتمام القوي به من بطل اسبانيا برشلونة. الا ان المهاجم البالغ 27 سنة لم يقدم أفضل ما لديه حتى الآن في مونديال روسيا.
سجل هدفا من ضربة جزاء ضد استراليا، واستبدله المدرب ديدييه ديشان في المباراتين اللتين بدأهما أساسيا. بدايته البطيئة تعكس معاناته المبكرة على غرار ما حصل في كأس أوروبا 2016 التي استضافتها بلاده، والتي أنهاها في صدارة ترتيب الهدافين.
قال زميله أوليفييه جيرو مهاجم تشلسي الانكليزي “اعتقد بأنه سيزداد قوة، وآمل في ان يفعل ذلك. هذا ما حصل في كأس أوروبا، بدأ بطيئا وأنهى البطولة بقوة، وانا لست قلقا بشأنه”.
سجل غريزمان في كأس أوروبا ستة أهداف لفرنسا التي حلت وصيفة بعد خسارتها أمام البرتغال. خمسة من أهدافه أتت في الأدوار الاقصائية.
قال جيرو عنه “خاض موسما طويلا وشاقا. لعب عددا كبيرا من المباريات، وعندما تكون متعبا فمن الصعب ان تلعب براحة، لكنه لا يزال مهما جدا بالنسبة لنا”.
ساهم غريزمان بإحراز أتلتيكو لقب مسابقة الدوري الاوروبي “يوروبا ليغ” في الموسم المنصرم، وفي إنهاء بطولة اسبانيا وصيفا لبرشلونة.
أقر بوجود امكانية ليتحسن في ظل سعي بلاده للتتويج باللقب العالمي للمرة الثانية. قال لقناة “تي اف 1”: “انا اتحسن، ومتأكد ان المستوى الذي ينتظره الجميع بما فيهم انا شخصيا سيأتي بسرعة”.
وسيضمن فريق ديشان، كابتن المنتخب المتوج بلقب 1998، صدارة المجموعة حتى في حال التعادل مع الدنمارك، وهي نتيجة ستؤهل الأخيرة الى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة استراليا البيرو.
وبدا لاعب وسط فرنسا وبايرن ميونيخ الالماني كورنتان توليسو حذرا من ملاقاة كرواتيا في دور الـ 16، بعد العروض القوية التي قدمتها في المجموعة الرابعة، لاسيما تفوقها على الأرجنتين 3-صفر. الا ان تفادي كرواتيا قد يعني الاصطدام بالارجنتين وليونيل ميسي في حال تأهلهما.
قال توليسو الذي شارك أساسيا ضد استراليا “كرواتيا ستتصدر المجموعة الرابعة، لذلك يجب قبل كل شيء عدم الحلول في المركز الثاني في مجموعتنا لكي نتجنب مواجهتها في دور الـ 16”.
وعن المقارنة بين الفرق الثلاثة الاخرى في المجموعة الرابعة اجاب “منتخبات نيجيريا وايسلندا والارجنتين كلها جيدة”.
وتابع “ندرك ان الارجنتينيين أقوياء جدا من الناحية الفردية، لا سيما ليونيل ميسي. فلا يمكنك ان تعرف ماذا سيحدث في اي مباراة، لكننا نعرف ان دور الـ 16 سيكون صعبا، بغض النظر عن المنافس”.
بفوزها على البيرو وتعادلها مع استراليا، رفعت الدنمارك عدد مبارياتها المتتالية من دون خسارة الى 17. وهي كانت في طريقها لتحقيق فوزها الثاني بعدما تقدمت على استراليا في الدقيقة السابعة عبر نجمها كريستيان اريكسن، لكن تقنية المساعدة بالفيديو منحت الاستراليين ركلة جزاء اثر لمس يوسف بولسن الكرة داخل المنطقة ادرك منها التعادل قبل نهاية الشوط الاول بسبع دقائق. وسيغيب بولسن امام الدنمارك بسبب الايقاف.
وتسعى الدنمارك لبلوغ ثمن النهائي للمرة الاولى منذ 2002.
وقال مدرب الدنمارك، النروجي أوغه هاريده، لصحيفة “بولد. دي كاي” الدنماركية “ربما تكون فرنسا من المرشحين ولديها ست نقاط، لكنها لم تسحق خصومها، بل عانت كثيرا قبل الحصول على النقاط (…) لعبوا جيدا في المباريات الودية لكن أداءهم لم يكن جيدا حتى الآن في كأس العالم”.
في المجموعة ذاتها، تتشبث استراليا بأملها الضعيف في تخطي الدور الاول عندما تلاقي البيرو.
وتعتمد آمال الاستراليين على فارق الاهداف لكن بشرط فوزهم وخسارة الدنمارك. الا ان مهمة لاعبي المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك لن تكون سهلة امام البيرو التي قدمت عروضا رائعة في مباراتيها السابقتين، وستسعى الى تتويج عودتها الى المونديال للمرة الأولى منذ 1982، بأفضل نتيجة ممكنة بعدما خرجت من المنافسة.
ويواجه فان مارفيك ضغوطا من الاستراليين ووسائل اعلامهم للدفع بهدافهم التاريخي المخضرم تيم كايهيل (38 عاما) صاحب 50 هدفا في 106 مباريات دولية، والذي يتواجد في المونديال الرابع له. ويرى الاستراليون ان الوقت حان لرؤيته على أرض الملعب بدلا من مقاعد البدلاء.
وكتبت صحيفة “سيدني ديلي تلغراف”: “لا يزال فان مارفيك يعترض بشكل لا يمكن تفسيره على أعظم لاعب في التاريخ الأسترالي، وهدافه”، مشددة على ضرورة “الدفع” بكايهيل الى جانب الشاب دانيال أرزاني ضد البيرو.
وعلق اللاعب السابق للمنتخب الاسترالي للركبي لوت توكيري عبر “تويتر”، “هل يعرف مدرب السوكيروس ما يمثله تيم كاهيل؟”، لينضم إلى العديد من مستخدمي مواقع التواصل الداعين لاشراك كايهيل كأساسي.
وقال المدافع مارك ميليغان الجمعة “لست متأكدا من أن ذلك سيحدث”، مضيفا “لكنني أعرف أنه إذا تم استدعاء تيمي، فسيكون أكثر من جاهز”.
وتابع “هذا ليس قرارنا، نحن ندعم بعضنا البعض، ونعرف ما سيفعله عندما ينال فرصته، لكن لسنا من يتخذ القرار (…) أنا متأكد من انه محبط لعدم نيله فرصة، لكن المساعدة التي يقدمها للاعبين رائعة”.