فاجأ رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب راصدي مسار الانتخابات النيابية التي جرت في 6 ايار الماضي بكسره الآحادية في الجبل ليكون الزعيم الثاني على مستوى التمثيل الدرزي بعد ان كاد يطيح بمروان حماده مع ملامسته الحاصل الانتخابي بفارق نحو240 صوتاً، ونيله 7340 صوتاً تفضيلياً متفوقاً على حمادة 7266 صوتاً تفضيليا، فيما بدا واضحاً تراجع نسبة اصوات الأمير طلال ارسلان الذي نال 7887 صوتاً تفضيليا ونيل مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي في الشوف ما يقارب 700 صوتا تفضيلياً وهي نسب تسجل التقدم الواضح للوزير وهاب على ارسلان وحلوله في المرتبة الثانية عند الدروز.
خطوة متقدمة يفتح فيها قانون الانتخابات على اساس النسبية مع الصوت التفضيلي صناديق الاقتراع، ليسأل الموحدين الدروز عن هوية زعاماتهم في الجبل.
فعلها وهاب، والأرجح ان اعتباراته الاستثنائية وغير العادية هي التي أملت عليه هذه الخطوة.
يكفي اجراء حساب بسيط لنتائج الانتخابات في دائرة الشوف- عاليه للتأكد من الحذر الذي بات يطفو على سماء دارة المختارة ويثير الخشية في نفوس زعيمها مما يحمله قابل الايام على المستوى السياسي.
تداعيات الانتخابات النيابية تمنح التساؤل مشروعية مطلقة وتجعل من طلال ارسلان اسير الخشية ايضاً مما يضمره وهاب الذي حقق انتصاراً انتخابياً يرفعه الى مرتبة الزعامة الثانية على الساحة الدرزية بدون التحالف مع التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو ما دفع ارسلان الى شن حرب استباقية تساعده على” تقريش” مقعده الشاغر في عاليه مقعداً وزارياً ولو من حصة جبران باسيل.
الأكيد ان وهاب نجح في معركته الانتخابية حسب ما خطط له، وأكيد ايضاً انه بدا في الكثير من الاقلام الانتخابية”مضرب مثل” على ما ناله من اصوات( 241 صوتاً تفضيلياً) في احد الاقلام في الشوف، وهي اعلى نسبة نالها احد المرشحين، والأكيد ان وهاب نجح في استثمار التبدل الحاصل في المزاج الدرزي الذي منحه شرعية شعبية، واذ بصناديق الاوراق التفضيلية تثبت “تحررها” من الاقطاع السياسي، لا بل دلت بعض الصناديق الى التقهقر الحاصل لدى الزعامة الارسلانية في عدد من القرى الدرزية وتحديداً في قرى المناصف والشوف الاعلى وهو ما كشفته الاصوات التي نالها مرشحي ارسلان التي لم تتجاوز ال30 صوتاً تفضيلياً في هذه القرى.
خلط المشهد الأوراق السياسية في الجبل كما التوازنات القائمة حتى بات بعد الانتخابات يمكن الحديث عن تعددية سياسية فعلية وبات وئام وهاب بمثابة قوة ضغط على جنبلاط – ارسلان وسيذكرهم كل يوم بأنه من ضمن المعادلة السياسية عند اي استحقاق مفصلي ولدى حصول اي انقسام عامودي في لبنان.