تعرضّت الصحف العربية والعالمية منذ ايام، لموضوع تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب والتي تعكس حالة من الاضطراب الفكري والذهني عند رئيس أعظم قوة في العالم الامر الذي خلق ردود فعل متباينة داخل وخارج امريكا.
ما الذي يقوله ترامب بحق السماء؟
ففي الوقت الذي يقول فيه أنه قرر الانسحاب الفوري من سوريا تراه وعلى المقلب الاّخر يفاجىء العالم بالتصريح اللاحق بأن ” الصواريخ الذكية قادمة” وان على روسيا حليفة الاسد ان تستعد لتلقي تلك الصواريخ قبل أن يعود وفي تغريدة لاحقة ويتراجع عن هجومه العنيف ويتحول من” الصواريخ قادمة” الى القول إن الهجوم على سوريا يمكن ” ألا يكون قريباً على الاطلاق”.
انه التردد الاميركي بعينه، والتخبّط الذي يسيطر على قاطن البيت الابيض الذي يعيش في حالة غربة عن طاقم عمله في الادارة الاميركية حيث سرّبت معلومات عن الرئيس ترامب لا يقرأ الملخص الرئاسي المرسل إليه بشكل يومي والمرسل اليه من وكالة الاستخبارات الاميركية والتي تعرض فيه لأهم توصياتها حيال الاحداث الامنية والاستخبارية من انحاء العالم، وبدلاً من ذلك فإنه يقوم بالإعتماد على الآراء والاستطلاعات والتعليقات والتحليلات التي تظهرعلى بعض القنوات التلفزيونية والتي غالباً ما تكون مغلوطة وبعيدة كل البعد عن الواقع.
لهذه الاسباب فإن مواقف وتغريدات ترامب تبدو منفصلة عن سياسيات الادارة الاميركية وأجهزتها، وبخصوص الازمة في سوريا فالواضح أن هناك مخطط تقوده وزارتي الدفاع والخارجية من اجل بناء تحالف للاعتداء وتوجبه ضربات عسكرية ضد الشعب السوري فيما أظهرت تغريدات ترامب أن الإعتداء جاهز وان الرئيس قد وضع يده على زر انطلاق الصواريخ.
**