تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب العلامة السيد محمد حسين فضل الله، يرافقه نائب رئيس المكتب السياسي بهاء عبد الخالق، وعضوي المكتب السياسي ياسر الصفدي وهشام الاعور. وقد جرى التداول في شؤون سياسية عديدة.
وبعد اللقاء قال وهاب: ” نحن على ابواب كل مفترق في لبنان اوالمنطقة، نستنير برأي صاحب السماحة الواسع للامور على صعيد لبنان والمنطقة. لقد استمعنا لشرح مطوّل لسماحة السيد حول كل التطورات في المنطقة وفي لبنان، وتوقعاته لما هو آتٍ.
اضاف وهاب: “بحثنا في بعض الامور الداخلية على الصعيد اللبناني ، خاصة ونحن على ابواب انتخابات نيابية وكل لبنان منشغل بهذه الانتخابات. لكن انشغالنا بالانتخابات يجب الا يلهينا عن تطورات اساسية تحصل في المنطقة، كان آخرها الانتخابات الاسرائيلية وخطرها القادم. وهنا اعتقد انه يجب ان يتغير شيء في الاداء الداخلي نتيجة هذه الانتخابات. واذا كان الحوار اللبناني سيقتصر فقط على هذا النقاش الذي كان يدور على الاستراتيجية الدفاعية ، انا اعتقد ان لا طعم لهذا الحوار، ولم يعد له مكان اذا استمر بهذه الطريقة . الآن الاستراتيجية الدفاعية الوحيدة التي يجب ان يلتزمها لبنان هي استراتيجية تقوية وتعزيز المقاومة لمواجهة اي تطورات مقبلة. فيجب ان نعرف بأن حماية لبنان تبدأ بتعزيز المقاومة وان يكون هناك اجماع لبناني على ذلك. اما النقاش الذي كان يحصل خلال جلسات الحوار فهو بصراحة نقاش تافه وسخيف ولا مكان له في الاستراتيجية. طبعا نحن لنا استراتيجيتنا في الدفاع عن لبنان وهذه الاستراتيجية ليست بحاجة لاذن من احد ولا لاجماع من احد، عندما يتهدد لبنان امام المخاطر القادمة من الكيان الصهيوني.
وتابع وهاب: ” اما في الموضوع الداخلي اللبناني، اود ان اشير الى امر اساسي يجري التداول به واسمع جدلا بين بعض المعارضة وبعض الموالاة حول اذا فاز هذا الفريق او ذاك كيف يجب ان نحكم؟ انا اعود واكرر نحن كمعارضة يجب ان يكون لدينا الجرأة لنحدد مشروعنا لحكم لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي ويجب ان يكون لدينا الجرأة لنقول نحن لدينا مشروع اصلاحي تغييري ولن نقبل باستمرار هذه الدولة “المزرعة” بل يجب ان نعطي نموذجا. واذا لم نعط نوذجا، لا يعود هناك فرق بيننا وبين الفريق الآخر الذي ننتقده اليوم. اذا كان البعض يقول انه اذا فازت المعارضة لا نقبل الا ان يشارك فلان من الموالاة وبعض الموالاة يقول بانه لن يشارك المعارضة! اريد ان اسأل: هل سيفتقد اللبنانيون الامكانيات العقلية والفكرية كثيرا لسعد الحريري اذا لم يشارك في الحكم؟! اين المشكلة اذا لم يشارك في الحكم؟ فالمعارضة لديها حلفاء سنّة وقادرون على المشاركة في الحكم. والمعارضة يجب ان تكون ملتزمة مع حلفائها، وليس ان تمضي الوقت في دعوة هذا او ذاك في المشاركة.
واضاف وهاب: ” من الطبيعي ان يحكم الفريق الذي يفوز في الانتخابات، ولكن ليس طبيعيا ان يستخدم اي فريق يفوز في الانتخابات النيابية، الدولة ضد الفريق الآخر، فالدولة يجب ان تتعامل مع اللبناني كلبناني بمعزل عن ولائه السياسي. واذا فازت الموالاة فلتحكم ولكن دون استخدام مؤسسات الدولة في مواجهة الفريق الآخر. اما اذا فازت المعارضة فيجب ان تعطي النموذج للحكم، ونعم، يجب الا تشارك احدا من الفريق الآخر في الحكم، والا تصبح المسألة صراع مراكز واشخاص، وهذا ما لا نقبله.
سئل: هناك تفاهم سعودي – سوري، ما مدى انعكاسه على الصراع الداخلي اللبناني؟
اجاب وهاب: اذا اقتربت السعودية من الموقف الممانع في المنطقة فهذا امر مرحّب به. فالسعودية يجب ان يكون لديها قراءة لانهيار مشروع جورج بوش في المنطقة، وللانتخابات الاسرائيلية الجديدة، ولنتائج حرب غزة. واذا كان لدى المملكة العربية السعودية هذه القراءة فهذا يعني انها بدأت تقترب اكثر من موقف الدول الممانعة وهذا امر مرحب به واعتقد انه سينعكس على لبنان وكل المنطقة . اما اذا كان البعض داخل السعودية يعتقد ان لا شيء تغيّر في المنطقة بعد غزة، فيكون مخطئاً.