زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب الرئيس السابق للجمهورية العماد اميل لحود في منزله في اليرزة بحضور نجله النائب السابق اميل اميل لحود. وبعد اللقاء قال وهاب:
“بحثنا مع فخامة الرئيس الاوضاع الداخلية خاصة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة ، الذي اثبت لكل العالم بأن انتصار المقاومة هو القاعدة وليس الاستثناء لان البعض اعتبر ان انتصار تموز في لبنان هو استثناء في الصراع العربي الاسرائيلي. انتصار غزة اليوم يؤكد من الان فصاعدا ان انتصار المقاومة هو القاعدة وانتصار اسرائيل (لا سمح الله وهذا لم يحصل في يوم من الايام) بعد الان هو الاستثناء. فمعركة غزة حتما ستغير وجه كل المنطقة، وستغير طبيعة الصراع في المنطقة. واعتقد حتما بأن الشرق الاوسط وحتى العالم لن يكونا بعد غزة كما كانا قبل غزة. اريد ان اعلق على موضوع مرّ خلال الحرب على غزة وكنت اجّلت الحديث عنه لان الوقت لم يكن مناسبا لهذا الامر وهو يتعلق بموضوع قوى الامن الداخلي. هناك قرار اتخذ في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي او نقاش حصل، بأن مجلس القيادة لم يحول مكتب المعلومات الى شعبة وهذا يعني ان اي عمل يقوم به مكتب المعلومات من الان وصاعدا هو خارج الامن العسكري لقوى الامن الداخلي او في مراقبة العسكريين داخل قوى الامن الداخلي. فهذا عمل غير شرعي وعلى القضاء ان لا يتعاطى مع مكتب المعلومات كمفرزة قضائية اوكمكتب يستطيع تحويل القضايا الجنائية او يستطيع القبض على بعض المواطنين. نحن كطرف او كفريق سنعتبر اي تصرف يقوم به مكتب المعلومات من الان وصاعدا مع اي مواطن هو تعدي وهو بمثابة تصرف ميليشيات. مكتب المعلومات من الان وصاعدا يجب ان يتعاطى ضمن قوى الامن الداخلي فقط واي تعاطي خارجه يعتبر تعدّ ومخالفة للقانون وسيعرض بعض الضباط للملاحقة القانونية في المستقبل. لذلك اتوجه الى معالي وزير الداخلية وهو رجل نظيف وذو سمعة طيبة ان يتدخل لوضع حدّ لهذه الامور ووضع حد لتجاوزات مكتب المعلومات اذا كان مكتب المعلومات ليس لديه اي غطاء شرعي. وهذا امر يجب ان تتنبّه اليه النيابات العامة ويجب ان يوقف مكتب المعلومات عملية التشبيح على الشرطة القضائية الجنائية التي هي من مهمة الشرطة القضائية.
اما بالنسبة لمستقبل العلاقة السورية السعودية قال وهاب:
انا لم اغير رأيي بالسعوديين ولا بمصر. هذه انظمة مارست الخيانة خلال حرب غزة. وهذا الامر لا يغسله لا التبرع بمئات الدولارات ولا بالخطاب. ثم ان البيان الختامي لقمة الكويت اظهر ان بعض الاطراف غيرت شكلاً في مواقفها ولم تغير في المضمون، مما يعني ان هذه الانظمة تحاول ان تؤمن لاسرائيل في السياسة ما فشلت عنه في الحرب، من استصدار قرار من مجلس الامن يقضي على المقاومة، وضرب سلطة حماس في غزة.
واضاف وهاب: واضح بأن هذا الممثل الكوميدي المصري الذي للاسف يحتل كرسي جمال عبد الناصر، يصلح لأن يكون وزير خارجية لاسرائيل اكثر مما يصلح ان يكون رئيسا لجمهورية مصر. وهو يريد من خلال بعض الاموال والمساعدات ان يعطي اسرائيل ما فشلت في تحقيقه اثناء الحرب. يجب ان يقتنع الرئيس مبارك ان هذا العصر انتهى.
وتابع وهاب: بالنسبة للموضوع السعودي وبغضّ النظر عن المصالحات التي جرت، برايي ان النظام السعودي شعر بأن اسرائيل فقدت قوة الردع وبأن هناك ادارة اميركية جديدة ستكون مشغولة خلال الفترة المقبلة بوضعها الداخلي، وبأن الشارع العربي انقلب لمصلحة المقاومة والممانعة. كل هذه الامور دفعت ربما هذا النظام الى التعديل في خطابه. لكن نحن بانتظار الافعال. اذا غيرت السعودية موقفها نغير عندها موقفنا اما اذا بقي الموقف السعودي في الاطار الكلامي الشكلي فحتما لن نغير موقفنا من هذا النظام.
ورداً على سؤال عن المصالحة السورية – السعوية، رد وهاب قائلاً:
“اعتقد بأن سوريا لا تقيم علاقات عامة مع الدول فسوريا لديها موقف ممانع ومقاوم. واذا اقتربت هذه الانظمة من موقف سوريا، فسوريا ليس لديها اية مشكلة شخصية مع هذه الانظمة، اما اذا اقتربت هذه الانظمة شكليا فقط من موقف سوريا فهي ليست بصدد اقامة علاقات عامة مع الدول. لذلك الامر يحدده الموقف السعودي. وانتهاء عصر جورج بوش وذهابه الى منزله ربما قد يغير شيئا في هذه الانظمة التي كانت خاضعة لارادته. فهذه الانظمة التي اخطأت معنا في حرب تموز ومع المقاومة في حرب غزة، امامها اليوم فرصة. اذا التقطت الفرصة اعتقد انها تكون قد فعلت صالحها، واذا لم تفعل فالناس ستحاسبها. ولاول مرة نشعر بأن الشارع العربي الان مستعد للمحاسبة.
وعن المصالحة بين حزب الله والنائب جنبلاط قال وهاب: نشجع اية مصالحة، وما ينطبق في كلامنا عن الموقف العربي ينطبق في كلامنا عن مواقف بعض اللبنانيين. انا هنا انصح الاطراف اللبنانية بقراءة متأنية للاحداث، فالعالم تغير والشرق الاوسط تغير ويجب ان ينظر الجميع للامر من هذه الزاوية. اما اذا استمر بعض الاطراف بالتعاطي مع الوضع وكأن شيئا لم يتغير فاعتقد بأنهم سيدفعون الثمن، كمثل ان يأتينا احدهم اليوم ليناقش الاستراتيجية الدفاعية كما كان يناقشها قبل غزة، فهذا غير مقبول. واقول لحزب الله بأنه يجب الا يسمح لبعض اللبنانيين بأن يناقشوا الاستراتيجية الدفاعية كما كانت تناقش في جلسات الحوار الشكلية سابقاً.
واضاف وهاب: “ما حصل بالامس من مصالحة، مرحب به، خاصة وانني معني بموضوع الجبل واعتبر ان اي اعادة تمركز سياسي لاي فريق في الجبل باتجاه محور المقاومة والممانعة امر ارحب به، ولكن الاهم ان تكون المصالحات على اساس سياسي.
وختم وهاب بالقول: “نحن امام مرحلة جديدة واساس هذه المرحلة هو ان محور المقاومة والممانعة اصبح قوياً بما لا يقاس، واسرائيل فقدت قوة الردع، والامريكي لم يعد قادرا على ان يفعل ما فعله في العراق. فاذا اقتنع الاطراف اللبنانيين بذلك اعتقد بأننا قادرون ان نصل الى تفاهم”.