اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ان “التهديدات الإسرائيلية بعدوان واجتياح للبنان، والبعض الذي ينتظره نحن نشفق عليه، ما استطيع أن أقوله، ونحن جزء من هذه المقاومة، اننا لا نخاف من التهدديات، ولسنا طلاب حرب أو متشوقين لها، لكن إذا وقعت فإن المقاومة ستكسر عنجهيتهم للمرة الأخيرة، وأن مئات الصواريخ ستكون وجبةً أولى على تل أبيب وليس في أماكن أخرى داخل فلسطين المحتلة. وهذه المرة لن نوفر مدينةً من المدن المحتلة المغتصبة، ولن يبقى شبر داخل فلسطين المغتصبة إلا وستطاله صواريخ المقاومة. والمعادلة اليوم أضحت مارون الراس وعيناتا وكل قرية من قرى لبنان مقابل تل أبيب وليست بيروت مقابل تل أبيب”.
وأضاف وهاب، خلال احتفال منحه، والباحث الدكتور مازن يوسف صباغ، قلادة الدولة الفاطمية من قبل المجمع العلمي الفاطمي أكاديمية الكوفة في احتفال في منزله في بلدة الجاهلية وبحضور المرجع الروحي الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، النواب السابقين زاهر الخطيب وحسين يتيم، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود القماطي، مطران طائفة السريان جورج صليبا، وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخين حسين غبريس وماهر مزهر، مفتي بعلبك الشيخ احمد المهاجر، قاضي المذهب الدرزي الشيخ مرسل نصر، الأب سهيل قاشا، الأب أنطوان ضو، وحشد كبير من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، انه “هذا هو قرار المقاومة ومن ينتظر نتائج العدوان أو الحرب على لبنان أو سوريا أو إيران سينتظر طويلا دون نتيجة. ونقول للمرة الألف انه علينا كلبنانيين أن ننسى مرحلة الرهان على الآخر، قبلنا بالجميع شركاء حتى بعضهم الذي كان لديه سجلاً اسوداً في التعامل مع إسرائيل، والمقاومون القادرين على إعطاء شهادات في الوطنية من اجل وحدة لبنان قبلوا بالتعاون مع كل اللبنانيين دون عودة إلى الماضي ونتمنى على الآخرين أن يأخذوا من الماضي عبرةً ويبدؤوا مرحلة جديدة والتعاون مع الجميع من اجل بناء دولة لا ميزة فيها بين لبناني وآخر إلا ميزة الكفاءة والولاء للوطن. وسوريا التي تتعرض لبعض التهديدات الإسرائيلية ونحن اخترنا الوقوف إلى جانب سوريا وقائدها الذي اختار الكرامة والعزة العربية واختار أن يكون داعماً للمقاومة على الموقع الذي يهدده فيه بعض التافهين الإسرائيليين، انه بين موقع يخضع للاحتلال والاغتصاب الإسرائيلي والأميركي، وبين موقعه في قلوب وضمائر الشعب العربي فإنه قد اختار قلوب الناس”.
وأضاف إن “الفاطميين الذين ورثوا العلم والرسالة عن نبي العرب والعجم، وامام مكة وزمزم والمدينة والحرم، الذين اقروا توحيداً بالشهادتين ووجوب الصوم والصلاة والزكاة والحج لمن استطاع الى ذلك سبيلا، وآمنوا بالجهاد والولاية الذين اقاموا الشريعة وأمروا بالمعروف والنهي عن المنكر. والموحدون نسبة إلى أتباع المدرسة التوحيدية التي نشأت بعد وفاة الرسول (ص) وتولى مسيرتها الامام علي (ع) وكان من بين قادتها سلمان الفارسي والمقداد وأبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً عاملين كشيعة موحدة لغاية الامام جعفر الصادق (ع) وبعده جعلوا الامامة في ولده اسماعيل واستمروا موحدين مع اخوانهم الاسماعيليين لغاية الامام الحاكم (ع) .
لقد جاهد الموحدون في ظل الدولة الفاطمية لتوحيد المسلمين، وقد منع الحاكم سبّ السلف ممن تقدم على الامام علي (ع) واصدر سجلاً ليقرأ في كل مكان على جميع الناس في رمضان سنة 398 هذا نصه: “بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله وولية ابي علي الحاكم بأمر الله امير المؤمنين الى كل حاضر وباد”.
اما بعد، فإن امير المؤمنين يتلو عليكم اية من كتاب الله المبين “لا اكراه في الدين، مضى أمس بما فيه، وجاء اليوم بما يقتضيه، الصلاح والاصلاح بين الناس اصلح والفساد والافساد بينهم مستقبح… معشر المؤمنين نحن الائمة وانتم الامة عليكم انفسكم ولايضركم من ضلّ اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون، والحمدلله رب العالمين وصلواته على رسوله محمد وآله الاكرمين”.
وتابع “تلك كان سجل االحاكم لذلك انتفض هؤلاء الائمة الاطهار المعصومون فهاجروا كهجرة جدّهم وارتحلوا من سوريا الى المغرب العربي حيث اشرقت شمس الاسلام والتوحيد وانبعث ضوئها واهتدى الناس بهديها على امتداد الوطن العربي والاسلامي والعالمي فأناروا الارض بأضواء دعاة توحيدهم وفتحوا بلاد الاخشيد ليذودوا عن حياض المسلمين وبنوا القاهرة وجعلوا من مصر حاضرة الاسلام والمسلمين ولم تزل آثارهم الحميدة في جامعها الكبير الازهر الشريف قبلة المسلمين ومدينتها المعزية القاهرة. وقد تمّ العبث بمكتبتها الفريدة التي ضمت بين جنباتها نفائس الكتب ونوادر المؤلفات والمخطوطات ما يربو على مليون وسبعماية الف مجلد فعمدوا الى حرقها ومن ثم اغرقوا النيل فيها حتى بقي شهراً منصبغ بلونها وهي التي كانت تحتوي على فقه الائمة وعلمهم الغزير.
لذلك أتمنى ان تتضافر الجهود لاحياء هذا التراث الذي دأب المتضررون على التزييف والتمزيق بحق هؤلاء الجهابذة المعصومين وان تزول من صفحات الكتب البغيضة تلك المطاعن ليملئ بدلا عنها الاشراقات والارهاصات الفاطمية التي عجزت ان تحويها صفحات الكتب وصدور التابعين…
تلك هي عقيدة التوحيد وان كان هنالك من فوارق بين المذاهب الاسلامية فيعود الى الاختلاف في تفسير بعض الايات والاحاديث ولا يجوز ان تشكل هذه الفوارق حاجزاً بين وحدة المذاهب كي تشكل سداً منيعاً بوجه الطامعين في هذه الامة وخيراتها.
ايها السادة،
ان الارتكاز للأيمان وفعله هو المقدمة الاولى للوصول الى المعرفة بحقيقة الوجود والتاريخ وكما عرفنا الماضي والحاضر من خلال ما تقدم فلا يساورنا الشك بالقدرة لمعرفة المستقبل بوضوح ويقين.
وعليه كانت الخطوة باطلاق تيار التوحيد حيث نسقط من قاموسنا كل عوامل التفرقة والتجزئة والانقسام ونعمل للوحدة والتوحد حول تحرير مقدساتنا وارضنا من براثن الاستعمار ومن ايدي الطغاة والمفسدين.
لذلك فنحن في خندق المقاومة التي استعادت للبنان وجهه العربي والتي شكلت طليعة العمل المقاوم لكافة ابناء امتنا حيث تتلاقى مواجهة القهر والاغتصاب في فلسطين مع مقاومة الاحتلال في العراق.
ان تمسكنا بالمقاومة الشريفة والمجاهدة هو تمسك بالتعاليم والقيم والمبادئ التي نشأنا عليها بل هو امساك بزمام المبادرة التي تنقذ امتنا من الانظمة الرجعية المرتبطة بقوى الذل والاستكبار وان ارادة الصراع حق من حقوق الشعوب المظلومة والمقهورة وان القتال في سبيل استعادة الارض والمقدسات هو قتال جهادي الهي مقدس. لذا كانت الهزيمة للعدوان الاسرائيلي علىلبنان في تموز وعلى قطاع غزة نموذجين تفتخر بهما اجيال الامة ومستقبلها.
وما يؤسفنا اكثر استمرار انظمة العبودية في الارتهان للمشروع الاستعماري واقامة الحصار على كل الشرفاء والمجاهدين في سبيل الله وعز الامة اننا وفي هذه المرحلة من تاريخ امتنا والعالم نؤمن بأن الذي غير المعادلات وبدلها ذلك التلاحم الوطني والقومي والاسلامي من لبنان ومقاومته الى فلسطين والعراق الى دولة الصمود والتصدي وقيادتها الحكيمة والعاقلة في سوريا حيث اكدت قدرتها على ادارةالصراع فشكلت مع ايران الثورة الاسلامية المظفرة سداً منيعاً في وجه الطغاة واستطاعت ان تفتح مع تركيا صفحة جديدة من العلاقات التي تصب في خدمة القضية الواحدة. فسارعت كل الدول العالمية للاتصال بها واقامة افضل العلاقات معها.
ايها الحضور الكريم:
انني وفي هذه المناسبة الكريمة التي تقلدوني بها قلادة الدولة الفاطمية المباركة ازداد ايماناً ويقيناً بكل ما تقدم بل حمّلتموني مسؤولية تاريخية جديدة اطلب من الله سبحانه وتعالى ان يوفقني في ما نبتغيه جميعاً.
الى المزيد من التلاقي والتشاور عبر الاقنية المناسبة لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف متوجهاً من الجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادتها وشعبها بأصدق المشاعر في العيد الحادي والثلاثون لانتصارها على امل ان نلتقي واياكم مجددا لما فيه خير امتنا وعالمنا العربي والإسلامي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
كذلك تحدث فيه الدكتور محمد سعيد الرميحي باسم المجمع العلمي الفاطمي – جامعة الكوفة، المرجع الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، أمين عام اللجنة الأسقفية للجنة الحوار الإسلامي المسيحي الأب أنطوان ضو، الباحث الدكتور مازن يوسف صباغ.
*