أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “العلاقات اللبنانية السورية تعود أفضل مما كانت في السابق، ولكن ليس بمنطق بعض الذين كانوا يستغلون هذه العلاقات ليبنوا أمجاد وزعامات عليها في لبنان خاصة. وبجردة حساب أمام الوقائع السياسية نرى أن لبنان أمام واقع جديد، الأكثرية النيابية لم تعد أكثرية في مكانها السابق وقد أصبحت في مكان آخر وأصبحنا في معادلة جديدة”.
وأضاف وهاب، خلال حفل كرمته فيه مدينة بانياس السورية في احتفال شعبي أقيم في قاعة المركز الثقافي العربي في المدينة بدعوة من محافظة طرطوس وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي في المدينة بحضور المحافظ د. عاطف النداف وأمين فرع الحزب د. عدنان وسوف ومسؤولي المحافظة، وقدموا له سيفين عربيين عربون تقدير لدوره ومهامه العربية، أن “الرئيس الحريري قد قام بخطوات جريئة وشجاعة لإعادة مراجعة العلاقات مع سوريا، ونحن نشجعه على ذلك لأنها مراجعة مطلوبة، وندعوه أن يذهب باتجاه المزيد منها، وتعميق العلاقات التي هي حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية، ولا يستطيع احد أن يعمل في السياسة أو الشأن العام وأن يغفل الحقائق الجغرافية في هذه المنطقة. لذا فإن تطوير العلاقات اللبنانية السورية هو ضرورة، خاصةً للبنان قبل أن يكون ضرورة لسوريا وبالأخص تعميق العلاقات الاقتصادية وتطويرها بما يتناسب مع التغيّرات الإستراتيجية بين دول وأقطار المنطقة لما فيه من مصلحة تحرر هذه الدول من التبعية والارتهان وهي لديها القدرة والموارد شرط أن تستثمر في مكانها الصحيح”.
وتابع “لقد لعب البعض على تشويه العلاقات البينية ومحاولة التباعد ولكنها ستعود بأفضل الأحوال، ونحن اليوم في لبنان أمام معادلة جديدة وقد سقط الفريق الذي ركب على ظهره الأميركيون، أي فريق 14 آذار ولم يبق منه إلا بعض الأشلاء التي لن تؤد إلى أي تعديل في موازين القوى، وهذه القوى التي حرضتها إدارة بوش طيلة السنوات الخمس الماضية واعتقدت أنها ستغير العالم، ولكن الصمود في سوريا ولبنان غيّر المعادلات، ولو نجحت إدارة بوش في القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان لكانت الإدارة الأميركية قد أعيد انتخابها والتجديد لها، لكن الصمود غيّر في معادلات العالم وأدى إلى نجاح إدارة جديدة في أميركا على الأقل أنها ترفع شعارات الخروج من مستنقع الحروب السابقة. وتحولت سوريا، التي كانت محاصرة منذ خمس سنوات ويهددونها بالويل والثبور وعظائم الأمور، إلى ممر إلزامي وضروري في كل أمور وقضايا الشرق الأوسط، ويؤكد ذلك الأميركيين بالتأكيد على انه يجب التعاون مع سوريا لمعالجة كل الملفات والكلام الفرنسي عن أن سوريا هي الممر الإلزامي لمعالجة كل قضايا المنطقة يؤكد هذه الوقائع. أما الذين حاولوا التحريض في لبنان والمنطقة طيلة سنوات طويلة ودفعوا الأموال الطائلة قبل الانتخابات، شكلاً اعتقدوا أنهم قد ربحوا الانتخابات النيابية، لكن الوقائع السياسية جاءت لتغير كل هذا الأمر والأكثرية النيابية أصبحت في مكان آخر”.
وتابع “لقد فرض قائد هذه الأمة الرئيس بشار الأسد وسماحة السيد حسن نصرالله قائد المقاومة معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، ولن يستطيع أياً يكن أن يتجاوزها بعد اليوم. معهما نشعر بأننا أقوياء ونحن الذين عشنا الهزيمة وذقناها طيلة تاريخنا، وأقنعونا كل يوم بأنكم مهزومون وقدركم باستمرار أن تهزموا أمام إسرائيل وتركعوا لها. الآن تغير الأمر وفي زمن بشار الأسد وحسن نصرالله أصبحت معادلة السيف أقوى ومختلفة. نحن لسنا واهمون بأن إسرائيل قادرة على أن تدمر وان تعتدي، ولكن تأكدوا أن كل ذلك في الحسبان، وإذا ما اعتدت إسرائيل على لبنان أو سوريا، والطيران الإسرائيلي قادر على قصف بعض المواقع والأماكن وان يلحق بنا الأذى في بعض المدن، ولكن تأكدوا بأن القوة الصاروخية السورية واللبنانية ستحافظ على آلاف الصواريخ يومياً حتى آخر يوم من الحرب، وستتساقط على المدن في فلسطين المحتلة، وان معادلة الصواريخ لن يستطيع الإسرائيلي معالجتها مهما كان لديه من تقنيات ومن أسلحة متطورة ولو تدخلت كل دول العالم، وستبقى هذه المعادلة تتحكم بمسار الحرب حتى اللحظة الأخيرة، وهذا قرار اتخذ على مستوى القيادات. والمعادلة انه بين رضا كل العالم وبين الكرامة الوطنية، فإن سوريا اختارت الكرامة الوطنية، وانتم إلى جانب الرئيس بشار الأسد والى جانب دولتكم فقد اخترتم الكرامة والعزة الوطنية، والنصر حتماً إلى جانب أبناء الأرض وحافظوا الكرامة الوطنية”.
0