بدا الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مسجلة بثتها قناة “الإخبارية” السورية امس بمناسبة عيد الجلاء بمظهر رجل السلم إذا ما لاح بارق السلم ورجل الحرب إذاما أوقدت نيرانها ، ورجل السياسة حال خوضه ميادينها ، ورجل إنساني في طبعه ودود ه ، لا يحب الظلم وإذا ما وقع فيه سريع الاستغفار والاعتذار ، رجل توافقي يحرص على وحدة الموقف الوطني وألفة الشعب السوري مؤثر مصالح سوريا على كل المصالح الضيقة .
لقد وصف الاسد ما يحصل في بلاده “بالحرب الحقيقية” متهما العديد من البلدان العربية المجاورة وفي طليعتها الاردن بتسريب المقاتلين الى الداخل السوري ، محذراً في الوقت عينه من امتداد الحريق السوري إلى الخارج لا سيما بعد قيام الغرب والولايات المتحدة بدعم “تنظيم القاعدة ” والإرهابيين في سوريا.
وقد يفخر البعض من اطلالة رئيس دولة يعلن وبالفم الملآن ما عجز عنه حكام وملوك عرب حربه على مجموعة من المرتزقة والارهابيين الذين يحاولون اذكاء النعرات الطائفية والمذهبية وجر سوريا الى اتون الاقتتال الداخلي وسفك الدماء والحاق الدمار والمآسي بالبلاد والعباد .
وبات واضحاً أن الرئيس الاسد مدركا للحرب النفسية التي تمارس على بلاده مقللا من اهمية ما ينشر من خرائط تقسيم لسوريا العصية على التفتييت ،وفي ذلك اشارة واضحة الى ايمان الاسد بالشعب السوري المشهود له بالوطنية وبالحرص على مستقبل سوريا واستقرارها .
وفي الوقت الذي ظهر فيه الاسد بالحريص على الحوار الوطني والمتمسك بارضه وعدم المساوم على سيادة وطنه والمدافع عن كرامة الشعب السوري، اصر على تصوير عدوه اللدود “اردوغان ” بالمقامر عندما اتهمه ببيع تركيا كلها مقابل مكانه الخاص ، وقيامه بمناورات لكسب الوقت ليس اكثر.
كان فى مقدور الاسد أن يحصل على ضمانات من الولايات المتحدة تعفيه من سقوط النظام في سوريا كشرط للتنازل عن موقع بلاده ودورها في الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة ، لكن الاسد رفض أن يساوم الخارج على اعتبار أن “ممانعة” سوريا هي موقف شعبي ومسؤولية وطنية لا يجوز التنازل عنها مهما اشتدت العواصف والرياح الاطلسية وان تطلب ذلك الموت على ارض سوريا .
^