وصف رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب أن المعركة في سوريا لازالت على نفس الامتداد منذ أيام الاستعمار العثماني ومروراً بالانتداب الفرنسي وصولاً الى المؤامرة اليوم، لكن مع عثمانية جديدة مدعومة من بعض الأوروبيين الذين يدعمون الإرهاب في سوريا.
وأكّد وهاب خلال حديثه لقناة “سما” السورية، بمناسبة الذكرى السابعة والستين لـ “عيد الجلاء”، يوم جلاء الجيوش الفرنسية عن سوريا، على أن الدول الأوروبية بتصرفها بسذاجة مع سوريا ستدفع الثمن غالياً، موضحاً أن المعركة التي يخوضها الجيش السوري اليوم هي امتداد للمعركة التي قادها القادة السوريين أمثال سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وابراهيم هنانو وغيره للدفاع عن سوريا والحفاظ على وحدتها بالرغم من الإغراءات التي قُدِّمت لهم.
ولفت وهاب الى أن “ما يحصل اليوم في سوريا هو أكثر من مؤامرة خارجية أو معارضة داخلية”، إذ “هناك أموال تُدفع وخطة ممنهجة ومعارضة داخلية مجتمعة اليوم في المؤامرة على سوريا الهدف منها نهب الثروات والنفط وقطع جسر المقاومة والممانعة”، ما يجعل “الدولة السورية اليوم أمام تحدٍّ للإرهاب في محاولته تدمير الجيش والبنى التحتية والمؤسسات، متسائلاً، لماذا أردوغان وأمير قطر هم المستفردون بالمؤامرة على سوريا؟
وحذّر وهاب من أن “الأردن سيكون الهدف الثاني بعد سوريا، لأن الإخوان المنافقين في الأردن بحاجة للأردن كي يكون الأخير ساحة حاضنة للإرهاب”، إلا أن تركيبة ما في الأردن حالت دون ذلك، لافتاً الى أن حركة حماس أصبحت ضمن قيادة المنافقين الدوليين”، موضحاً أن الرئيس ياسر عرفات تجاوب مع مساعي السلام ووصل الى قناعة بأن “إسرائيل” لن تقدم تنازلاً في المفاوضات، فاصطدم بشيئين في المفاوضات مع “إسرائيل” هما القدس واللاجئين.
وأكّد وهاب على أن الإخوان المسلمين المنافقين هم أبناء الإنكليز ومن اختراعهم، وأن الملف السوري يدار من قبل بعض القادة العسكريين الدوليين، وهم غير “قادرين على فتح معركتين في آن: في سوريا والأردن”.
وحول انعكاس ما يجري في سوريا على لبنان أوضح وهاب “أن هناك قرارين يحميان لبنان اليوم: القرار الدولي حفاظاً على القوات الدولية والحدود اللبنانية مع “إسرائيل” والقرار السوري بإبقاء لبنان مستقراً، مؤكّداً “أن “حزب الله” لن ينجر لمعركة تفصيلية في لبنان”، وبالتالي “لن ينجر الى فتنة”، موضحاً أن السيد حسن نصر الله يقرأ خارطة المنطقة جيداً ويتصرف على أساسها لحفظ الاستقرار في لبنان”.
ولم ينفِ وهاب “وجود الفلتان الأمني في الساحة اللبنانية”، مؤكّداً على أنه “لا يوجد قرار للحرب” طالما أن “عائلات المسلحين في سوريا مختبؤون ومحميون في لبنان”، مستغرباً “اتخاذ الدولة اللبنانية قرار إرضاء السفراء الغربيين”.
وتعليقاً على حديث الرئيس بشار الأسد للـ “الإخبارية السورية”، أكّد وهاب أن “لا خيار لسوريا إلا الانتصار”، وبأن “سوريا لن تسقط”، متمنياً على كل الأجهزة الأمنية في سوريا أن تواكب موقف الرئيس الأسد من عوائل الشهداء والشعب السوري ووقوفه الى جانبهم ومساندتهم في محنتهم، لافتاً الى المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في لبنان التي لا تتعدى الحد الأدنى”، موضحاً أن هناك “قراراً كبيراً بعدم سقوط سوريا إلا أن معاناتها ستستمر”، كاشفاً عن صدام شخصي بين أردوغان وحمد حول دفتر الشروط الشبيه لكولن باول المقدم للرئيس الأسد، مؤكّداً “أن التركي كان لديه مهمة بأخذ راية فلسطين من إيران”، وبأن موقفه من “إسرائيل” في أسطول الحرية لم يكن إلا دوراً مفبركاً، موضحاً أن “الخيار الوحيد أمام التركي هو إسقاط سوريا وإعادة إحياء “العثمانية” بجلباب المنافقين”.
ولفت وهاب الى “وجود قرار لامتداد جبهة النصرة في الجولان”، كما أن “هناك محاولة لإدخال الأردن بما يجري في سوريا تمتد من درعا الى الجولان”، موضحاً أن الإسرائيلي لا يخاف من جبهة النصرة لأنه يمسك بها في مكان ما في العالم.
وحول موضوع الدين والطائفية في حديث الرئيس الأسد، أكّد وهاب على أهمية “رقابة المساجد لأنها بيوت الله وليست أمكنة للتخريب”، لافتاً الى أن “الكثير من الناس تلطوا بالمساجد في سوريا للتجارة بالدين”، موضحاً أن الإسلام ليس إجراماً أو تكفيراً”.
وأضاف وهاب: لدى سوريا حربان لا يستهان بهما: حرب على الفساد وحرب على الإرهاب.
وحول الجولان قال وهاب: “أعتزّ وأفخر بانتمائي لأهل الجولان لأنهم نموذج شريف ونادر في هذه الأمة، فهم لم ولن يساوموا يوماً على سوريا وهويتهم العربية والقومية”.
وحول تحليل دم الدروز في سوريا أوضح وهاب أن “النائب جنبلاط تحمس لبيع مواقف في بداية الأزمة السورية وتقديم أوراق اعتماد حفاظاً على مصلحته”، مؤكّداً أن “الدروز في سوريا لم يخطئوا بوقوفهم الى جانب دولتهم وجيشهم، مشدداً على أن “مشايخ سوريا هم وحدهم الذين يقررون موقفهم من الأزمة وليس نحن، لأن دروز سوريا يمثلون ثلثي دروز المشرق”، لافتاً الى وجود موقف شعبي في لبنان مستاء من إعلان البعض لتحليل دم الدروز في سوريا”.
وختم وهاب حديثه بالقول: “متفائل لأن سوريا ستنتصر وبأننا تجاوزنا الخطر منذ فترة وسنشهد تجاوزات على الأرض، وبالرغم من أن “سوريا في أزمة وحرب كبيرة إلا أن هناك وحدة وطنية وإرادة حياة ووحدها إرادة الحياة ستنتصر”.
*