* جنبلاط حسم موقفه السياسي وسيكون بعد زيارته للرئيس الأسد إلى جانب القوى الداعمة للمقاومة
* مصير الحوار الفشل وسينتهي كما بدأ والطاولة لن تصل إلى أي نتائج فهي مجرد تقطيع للوقت ليس أكثر
* الإفلاس في المعطيات هو سيد الموقف لدى المحكمة الدولية فضلاً عن تسييسها خدمة للمشروع الأميركي
بيروت ـ زينة طبارة
رأى الوزير السابق وئام وهاب ان ما قاله عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ما كان يستأهل كل ما صدر من ردود فعل عليه، وذلك لاعتباره أنه أدلى به بهدف تحسين الاداء والمواقف السياسية تجاه المقاومة، لاسيما بعد أن ارتكبت بحقها الاخطاء والتي كان آخرها موضوع طاولة الحوار بتوقيتها وبعناوين البحث عليها، لافتا الى ان ما قاله كان رأيه السياسي الخاص به، وان ما قيل عن جهات اقليمية ومحلية تقف وراء كلامه هو مجرد استنتاج للبعض لا يمت الى الحقيقة والواقع بصلة، مؤكدا ان ما يهمه في كلامه بكل جوانبه هو موقف الرئاسة الاولى من مسألة المقاومة، مؤكدا ايضا انه لن يغير كلامه سواء كان وحده أو كان حلفاؤه معه، كون الموضوع غير خاضع للعددية في طرحه.
وردا على سؤال حول انتقاده الرئيس سليمان حيال عدم انجازه للاصلاحات الدستورية، أكد وهاب في حديث لـ الأنباء انه علق على ما كان الرئيس قد وعد به وانه لم يتفوه بأمور أتى بها من العدم، مستغربا اثارة البعض لكل ذلك الضجيج الاعلامي حيال موضوع أساسي كان الرئيس قد وعد بإصلاحه، وأيضا ردا على سؤال ما اذا كان الرئيس سليمان استقصد الخطأ تجاه المقاومة، أعرب وهاب عن عدم معرفته بموقف الرئيس الضمني، معتبرا انه سواء استقصد الرئيس الخطأ أو لم يستقصده فالخطأ قد وقع، وجل ما كان مطلوبا لحظتها هو التحذير من الاستمرار فيه سواء عن حسن نية أو سابق تصور وتصميم، خاصة في ظل ما تشهده الساحة الاقليمية من تهديدات اسرائيلية للبنان والمنطقة.
بعض الحلفاء تكلم بلغتين مختلفتين
وفي سياق متصل وعن سبب تعرضه للانتقاد حتى من قبل حلفائه، أعرب وهاب عن استغرابه تكلم البعض بلغتين مختلفتين، بحيث يصرحون في العلن عكس ما يقولونه في مجالسهم الخاصة، مؤكدا انه لا يتكلم سوى لغة واحدة ألا وهي لغة المصارحة والمكاشفة سواء أكان كلامه علنيا أم في لقاءاته الثنائية والجماعية.
وعن طاولة الحوار الوطني، رأى الوزير السابق وئام وهاب ان مصيرها الفشل، وانها ستنتهي بالشكل الذي بدأت به، بانيا رؤيته على معرفته بمواقف الاطراف وبحجم التباين السياسي فيما بينهم، وكذلك على الانقسام الحاد والعمودي حيال نظرة كل من الفرقاء المتحاورين الى المقاومة ومهمتها والى مفهوم وجودها، بحيث ان هناك من يعتبر بينهم ان المقاومة هي لحماية لبنان واللبنانيين في وقت يعتبر فيه الآخرون ان مغزى قضيتهم هو نزع سلاحها، مؤكدا بناء على ما تقدم ان طاولة الحوار لن تصل الى أي نتائج مرجوة وهي لمجرد تقطيع الوقت ليس اكثر، معتبرا ردا على سؤال، ان الرئيس سليمان قد يكون لديه كل النوايا الطيبة في وصول الحوار الى خواتيم مرجوة، انما في ظل الصراع الجوهري حول مهمة السلاح ومفهوم وجود المقاومة فلن تصل الى أي مكان أبعد من الذي انطلقت منه.
المحكمة الدولية لا صفة لها
على مستوى آخر وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لفت وهاب الى ان الافلاس في المعطيات الجنائية وفي التحقيقات هو سيد المواقف لدى المحكمة الدولية، فضلا عن تسييسها في خدمة المشروع الاميركي في المنطقة، وانه لم يعد لديها ما تقوله وتعلنه اكثر مما قالته وأعلنته زورا خلال السنوات السابقة، معتبرا ان المحكمة الدولية تحاول تبرير استمراريتها في العمل وفي تبرير اعطائها الموازنات من خلال ما يصدر عنها من تقارير دورية، خصوصا بعد اعلانها براءة الضباط الاربعة.
وأشار وهاب الى انه بعدما تبين حجم الكذب والادعاءات في قضية الضباط الاربعة، يواجه لبنان اليوم كذبة اخرى ألا وهي اتهام كوادر من حزب الله بملف الاغتيال، مؤكدا ان تحقيقات المحكمة الدولية لم تذهب منذ بدء التحقيقات باتجاه قتلة الرئيس رفيق الحريري، انما بالاتجاه الذي أراده الأميركي ان يكون، أي باتجاه الاستهدافات السياسية، معتبرا ان الاميركيين يتعاطون مع المحكمة الدولية كإحدى مؤسساتهم وكدائرة من دوائر الادارة لديهم، تصنف الناس بحسب بعدهم وتقاربهم من السياسة الاميركية في المنطقة.
زيارة جنبلاط إلى دمشق
وعن زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لسورية، ختم وهاب مؤكدا ان الموعد سيحدد له في خلال وقت قريب جدا، معتبرا ان جنبلاط قد حسم موقفه السياسي حيال الداخل اللبناني، وسيكون بعد زيارته للرئيس الاسد الى جانب القوى الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية، وردا على سؤال ما اذا كانت سورية ستعير جنبلاط ثقتها مجددا اثر مواقفه السابقة تجاهها، لفت وهاب الى انه لا مكان للعواطف في تعاطي الدول مع الآخرين، وان الرئيس الاسد كان قد أوضح ان هناك مواقف سياسية معينة من يلتزم بها نتعاطى معه على أساس التزامه، مؤكدا من جهة اخرى ان سورية بعيدة اليوم عن تفاصيل اللعبة اللبنانية الداخلية، كون نظرتها للامور اكبر من موضوع أحزاب داخلية، بل تمتد الى رؤية كبيرة تتمحور حول الصراع في المنطقة الشرق أوسطية ككل.
**