عقدت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية إجتماعها الدوري، اليوم الخميس في الجاهلية، بحضور ورئاسة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، تناولت خلاله آخر التطورات المحلية والعربية، وتوقفت على وجه الخصوص عند الإستهدافات السياسية لبعض أحزاب اللقاء ( الحزب العربي الديمقراطي وحركة التوحيد)، وأكّد المجتمعون في نهاية اللقاء على ما يلي:
أولاً: إستنكار وإدانة الحملة المشبوهة التي تستهدف بعض الأحزاب المنضوية في لقاء الأحزاب، والتي يحاول البعض النيل من وطنيتها عبر إلصاق التهم المفبركة بأحداث أمنية، في وقت لم يصدر القضاء فيه حكمه بعد، ما يجعل مثل هذه الإتهامات محاولة مكشوفة ومفتوحة للتأثير على القضاء وتسييسه، كما فعلوا في إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وغيره من الإغتيالات والإتهامات المزورة للضباط الأربعة، وسوريا والمقاومة، وتبيّن عدم صدقيتها، وقد استهدفت هذه الإتهامات إحداث فتنة تطيح بالسلم الأهلي والإستقرار في البلاد، حال دونها وعي المقاومة والقوى الوطنية.
واعتبرت أن مثل هذه الإتهامات الساخرة في وقاحتها وخطورتها على الأمن والإستقرار إنما تندرج في سياق محاولة فريق المستقبل إعادة البلاد الى أجواء الإستقطاب المذهبي للخروج من مأزقه وأزمته بعد إفلاس مشروع الحريرية سياسياً ومادياً.
ثانياً: إن محاسبة الفاسدين، في فضائح الإنترنت غير الشرعي، والقمح المسرطن والنفايات وغيرها من الفضائح أمر لا مساومة عليه، معتبرة أن مَن يعيق دور القضاء في محاكمة الفاسدين وإنزال العقاب القانوني بحقّهم، إنما هو الذي يقف وراء حماية الفساد وسرقة أموال الدولة ويعرقل دور أجهزة الرقابة والمحاسبة، ويتسبب بالأزمات الإقتصادية والخدماتية والإجتماعية التي يرزخ تحت وطأتها اللبنانيون.
وبعد اللقاء شكر وهاب الأحزاب والقوى الوطنية مشاركتهم باللقاء التضامني اليوم مع حزب التوحيد العربي الذي لا يؤمن لا بالعنف ولا باستعمال العنف، وإن كان أحد العناصر في الحزب قام بردة فعل على استفزازات معينة، لافتاً الى ما حصل في طرابلس، التي هي بالنسبة لنا كالنبطية وصور وبيروت أو أي مدينة أخرى عزيزة علينا ولا نقبل أن يصيبها أي سوء، وأعتقد أن الأخوة في الحزب العربي الديمقراطي وحركة التوحيد الإسلامي كذلك هو موقفهم لأنهم أبناء المدينة وقد أثبت القرار الظني بأن الحزب العربي الديمقراطي غير متورط وحركة التوحيد في هذه التفجيرات المستنكرة التي حصلت مستغرباً الإستعجال في الحكم.
وإذ أنوّه بموقف الرئيس برّي الذي تحدث عن استعجال في هذا الأمر قبل صدور الحكم، فلا أحد يصدر قراره على أساس القرار الظني القابل للتأويل أو لأن يُعدل بالكامل عندما يصدر الحكم في هذا الموضوع وبكل القرار الظني لم يذكر الحزب العربي الديمقراطي، دعا وهاب الجميع الى التروي في هذا الأمر وعدم إتخاذ أي قرارات غير صحيحة في هذا الموضوع.
وأكّد وهاب على إصرار لقاء الأحزاب على تأييد معركة الفساد ومتابعتها حتى النهاية، ونحن كأحزاب لسنا متورطين في ملفات الفساد، ونحن كأحزاب وكقوى 8 آذار نملك قاعدة شعبية متضررة من هذا الفساد ومما يحصل من فساد في هذه الدولة، لذلك نحن نقول بأن المعركة ستستمر بتأييد كل الأحزاب المشاركة في اللقاء وستتصاعد هذه المعركة للدخول الى أوكار الفساد الحقيقية، فنحن لا نقبل في الوقت الذي يخوض أطراف منا (حزب الله، الحزب السوري القومي الاجتماعي) وأحزابنا المعركة القومية الكبرى في سوريا وقدّموا مئات الشهداء في سوريا، ولا نقبل أن تصرف هذه التضحيات في حملة فساد من هنا أو هناك في لبنان في حملة فساد صغيرة، لذلك نحن نصر بأن هذه المعركة هي معركة شاملة وكاملة.
وفي سياق آخر أوضح وهاب أن مؤسسة أمن العام هي مؤسسة لكل اللبنانيين، ولم تكن هذه المؤسسة ولا قائدها اللواء عباس ابراهيم يوماً يتصرف لا بخلفية مذهبية ولا بخلفية طائفية بل تصرف بملفات كل اللبنانيين وعمل على ملف المطرانين كما عمل على ملف العسكريين ولم يسأل يوماً عن هوية هذا أو ذاك، مستنكراً والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية أي استهداف لمؤسسة الأمن العام لأنها كمؤسسة الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى التي نعتبرها خطوطاً حمراء لا يمكن أن يستهدفها أحد لأمر سياسي ما لم يعجبه لأنها كشفت جريمة أو تورط قوى فيها، ما يدعونا للتأكيد بأن الكثير من العمليات الإرهابية مصدرها تركيا وهنا أقول بأن المطلوب طالما أن البعض طالب بعد جريمة طرابلس بقطع العلاقات مع سوريا وكلنا نعرف بأن الدولة السورية لا علاقة لها بكل ما حصل، هناك إسم أو إسمان يتحدثون عنهم ولا أحد يعرف مَن هم، ورغم الركاكة في الإتهام هنا نحن نطالب بقطع العلاقات مع تركيا طالما هي مصدر للإرهاب الذي يلتقي فيها، نحن نطالب بقطع العلاقات مع تركيا وطرد السفير التركي من لبنان لأن كل التنظيمات الإرهابية تلتقي في تركيا، وتبيّن أن الكثير من العمليات الإرهابية والتفجيرات والقتل الجماعي التي حصلت في الأراضي اللبنانية مصدرها تركيا، فلنبادر الى قطع العلاقات مع تركيا لأنها دولة راعية للإرهاب وتقوم بتشجيع إجتماعات الإرهابيين على أراضيها.
صالح
من جهته أكّد منسق لقاء الأحزاب قاسم صالح أن الأحزاب الوطنية تبنّت منذ اللحظة الأولى معركة الفساد ومواجهته، معتبراً أن الإتهام الذي وُجّه لحزب التوحيد العربي سببه الأساسي هو الصوت العالي والنبرة العالية التي أطلقها منذ فترة رئيس الحزب والتي أكّدت على محاربة الفساد وسمت الأشياء بأسمائها لأن هذا الفساد ليس فقط جانبه مالي بل أيضاً سياسي وأن البعض مثل ملف الإنترنت يتعاملون مع العدو الإسرائيلي في هذا الملف، ما يعني أن المسألة أكبر بكثير وهي مسألة وطنية بإمتياز، فنحن في هذا المجال سنستمر في محاربة الفساد الذي تقوده جماعة 14 آذار وعلى رأسها “تيار المستقبل”، ولا يمكننا أن نقول إن عبدالمنعم يوسف المتورط بملف الإنترنت هو من حزب التوحيد العربي أو الحزب السوري القومي الاجتماعي ولا من “حزب الله” بل هو من “تيار المستقبل” ومغطى منهم وجميع الفاسدين هم من هذا التيار الذي حمل الفساد منذ اللحظة الأولى لتبوئه الحكم منذ العام 1993 ورتّب على اللبنانيين ديوناً فاقت الـ 75 مليار دولار.