اعتبر رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، أن “لا وجود للبنان من دون المسيحيين، وأن الوجود المسيحي القوي والفاعل هو ضرورة للبنان والمنطقة قبل أن يكون للمسيحيين”، ولكنه استغرب كلام البطريرك الماروني نصرالله صفير، وأن “كلامه لا يليق بموقع البطريركية ويدخلها في سجال هي بغنى عنه”، مشيرا إلى أن “كل اللبنانيين ينظرون إلى موقع البطريرك باحترام، ولا يجوز لصفير أن يدخل نفسه في تفاصيل لن تؤدي إلى أي مكان”، مؤكداً أن “البطريرك صفير لا يستطيع أن يقيّم “حزب الله” في وطنيته، ولا يمكنه أن يعطي دروساً في الوطنية لأشخاص دفعوا دماء آلاف الشهداء دفاعاً عن لبنان وترابه، وأبناء الطوائف جميعاً يشكون من رجال الدين في طوائفهم لكن لا يمكن مقارنة هؤلاء مع سماحة السيد حسن نصرالله وما قدمه شخصياً، ولا يمكن للبطريرك أن يستغبي الناس ويعتبر أن مسيحيي مصر بألف خير كون النظام المصري عميل للأميركيين”. مطالباً إياه “بالتوقف عن النقاش في الموضوع، وليسمح لنا غبطته هو لا يمكنه تقييم حزب الله”. وسأل “هل “الوطنية” أن يعود البطريرك صفير إلى لبنان خلال حرب تموز على متن طوافة عسكرية أميركية ربما كانت قبل ساعات تنقل أسلحة إلى إسرائيل؟” وأشار إلى أن “هجوم صفير على حزب الله وإيران وسوريا وميشال عون يغطي مشكلة داخلية في البطريركية وخلال الأشهر المقبلة يتبين السبب”.
واعتبر وهاب، خلال حديث إلى قناة المنار ضمن برنامج “مع الحدث” مع الإعلامي علي قصير، إلى أن “العلاقة الدرزية المسيحية في الجبل هي صمّام أمان لكل لبنان، ولكن جزء قليل من المسيحيين يلعب باتجاه مغامرة خطيرة وسنخوض المواجهة معه حفاظاً على مسيحيي لبنان والمنطقة”. ونبه “من رهان بعض اللبنانيين الموهومين، لكن موقف النائب وليد جنبلاط وجرأته في النقد الذاتي فيه درس كبير لهؤلاء وما قاله عن “أننا كنا أدوات صغيرة في السنوات الأخيرة ولم نكن ندري ماذا نفعل” اكبر دليل على ذلك”.
وأضاف “أن يستقبل حسني مبارك سمير جعجع هو تنازل كبير من جعجع، لأن مبارك أسفل شخصية عربية جعلت من مصر العروبة والوطنية دولة هامشية لا دور لها”. أما لقاء “جعجع مع كوشنير فإنه ليس غريباً لأن كوشنير إنسان مجنون ووضعه الرئيس ساركوزي في الخارجية ضمن لعبة فرنسية داخلية لتفكيك الأحزاب المواجهة له، ولكن كوشنير ليس لديه أي ملف جدّي ووزير الخارجية الفرنسي الحقيقي هو غيّان. أما لقاء جعجع مع وزير خارجية اسبانيا موراتينوس فإنه يندرج ضمن استقبالات موراتينوس كل القيادات اللبنانية. وفي المحصلة يبدو أن جعجع يستدرج هجوماً عليه حتى يبدو كبيراً، لإظهار نفسه وكأنه الشغل الشاغل لكل الناس، لكنه جزء من لعبة صغيرة جداً، لكن معظم القيادات والشخصيات اللبنانية فيما كان يسمى 14 آذار انتهى دورها الإقليمي”.
وأكد أن “التوطين والتقسيم كانا أمراً واقعا لولا وجود سلاح المقاومة، والسلاح هو ضمانة عدم التوطين والتقسيم”، مشددا على “ضرورة معاملة الفلسطيني في لبنان بشكل جيد وحقه في العيش الكريم”.
من جهةٍ أخرى اعتبر وهاب أنه “أمر طبيعي جداً أن استقبل جنباً إلى جنب مع النائب وليد جنبلاط السفير السوري في المختارة، ويكفينا شرف أننا كنا على حق عندما نسمع النقد الذاتي الجريء الذي اجراه جنبلاط للسنوات القليلة الماضية، وعودة الجبل، كما كان في الماضي، إلى جانب المقاومة وسوريا والقضايا العربية”. ورد على اتهام جنبلاط بأنه ينفذ شروط خارجية بالقول “الدروز ليسوا تفصيلاً في لبنان منذ ألف عام وهم يلعبون دورهم العروبي وهم من صنع لبنان، وجنبلاط ليس ممن ينفذون شروط خارجية”. وتمنى “على الرئيس أمين الجميل أن يميز بين من ينفذون الأجندات الخارجية ومن لا يستزلمون، وأن يلعب هو شخصياً دوراً أكثر ايجابية ولديه الإمكانية لذلك”.
وعلق على فكرة “حياد لبنان” بأنه “طرح سخيف يهدف إلى مساعدة إسرائيل”، وسأل “أي حياد والإسرائيلي يهدد لبنان ويحاول منعه من استغلال ثروته النفطية المكتشفة في البحر؟. لماذا طاولة الحوار وان يعطي حزب الله البعض شرف الجلوس معه؟ ماذا يعرف فريد مكاري في الإستراتيجيات العسكرية؟”. وقال “تسامحنا بالملفات الاقتصادية وصمتنا عن نهب المال العام وغيره ولكننا لن نتساهل في الموضوع الوطني والصراع العربي الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن “الإرادة الفردية تغيّر الواقع، وعندما تكون قوياً فإن العالم يخطب ودك ويحترمك وهذا ما حصل مع المقاومة، ونحن منذ عقود نشتكي إسرائيل إلى كل المؤسسات الدولية ماذا قدمت هذه المؤسسات؟ كل هؤلاء الذين يجولون العالم يستمدون حضورهم من قوة المقاومة ولولا المقاومة لما كان يستقبلهم احد، واحترامهم المصطنع يأتي من شتمهم للمقاومة التي هي علة وجودهم”. ولفت وهاب إلى أن ” رئيس الحكومة الأسبق النائب فؤاد السنيورة يجول في العالم ولديه مشروع واحد هو إزاحة رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري، ويطرح نفسه لقيادة أي مشروع غربي جديد في لبنان والمنطقة، ولكنه لن يعود إلى رئاسة الحكومة مطلقاً”.
ونبه المعارضة إلى “ضرورة العمل على ملفات اقتصادية واجتماعية وبيئية ومعالجة ملف الكهرباء وتقليص الفوارق الاجتماعية بين المناطق اللبنانية وإنماء الأرياف بشكل يثبت المواطنين في أراضيهم ويوقف الهجرة إلى الخارج والنزوح نحو المدينة والضواحي”. وتمنى لو لم “توافق المعارضة على مشروع الموازنة الأخير الذي لا يقدم إلا طروحات كيفية خدمة الدين العام الذي ورطنا به مشروع فؤاد السنيورة”.
وانتقد وهاب دور الإمارات العربية المتحدة في “دفع الأموال بأوامر أميركية لتسليح ميليشيات في لبنان، عبر الشيخ محمد بن زايد، وهذا الشيخ المجنون يدفع لأن هذه الميليشيا فقط تشتم حزب الله، وهؤلاء القلة يتوهمون بأنهم قادرون على الوقوف في وجه المقاومة، وينسون أنهم قد جربوا ذلك من قبل في 7 أيار. ولو كان الأمر بيدهم لشنوا الحرب على المقاومة ولبنان ولكنهم موهومون والإسرائيلي سيدفع الثمن وكذلك دول الخليج ستدفع الثمن، ونطمئنهم إلى انه لا بحث في موضوع نزع سلاح المقاومة حتى إشعار آخر طالما إسرائيل قائمة على ارض فلسطين ولو بعد مئة عام”.
وانتقد وهاب دور “السفراء الأجانب في لبنان الذين يعودون إلى بلادهم ومعهم الملايين جراء الفساد والرشاوى من قبل بعض السياسيين اللبنانيين “اللحيسة” والعبيد لمن يحكم من السفراء الأجانب”.
واعتبر أن “من مصلحتنا أن يبقى القضاء قوي لكن هناك بعض التعديات على كرامة الناس وبعض القضاة يجب أن يعودوا إلى منازلهم، ويجب ان نعمل على معالجة ملف القضاء ووزير العدل رغم خلافنا السياسي معه يعمل بجدية. لكن هناك بعض القضاة يتصرفون بـ”سادية مقيتة”، وأتمنى أن يحافظ القضاء على استقلالية ما بوجه السياسيين، رغم أن القضاة خاضعون لسيف التعيينات فكيف يمكن بناء قضاء صحيح؟. كذلك الأمر في تعيينات أجهزة الأمن بناءً على الولاء السياسي مما يضعف هذه المؤسسات”.
وتوقع انه “طالما أن الحكومة الحالية معطلة عن العمل يجب أن نذهب نحو تغيير حكومي ولو برئاسة الحريري”. مؤكداً أن “سوريا ليست مهتمة بالوضع اللبناني وهي لا تتدخل وعملها اليوم ينصب على ملف العراق”. وأضاف “وضع المنطقة تغير جذرياً بعد الموقف التركي وصمود دول الممانعة والمقاومة، ولبنان سقط في يد الأميركيين في السابق بفعل الجاذبية ولكن اليوم يسقط بفعل جاذبية المشروع المضاد”.
وكشف وهاب عن حديث يدور عن “قرار ظني للمحكمة الدولية في شهر تموز المقبل”. ودعا الحكومة اللبنانية إلى “وقف التعاون مع المحكمة لأن دانييل بلمار شخص نصّاب ويجب وضع حد لعبث المحكمة في التوازن والاستقرار الوطني اللبناني، والرئيس سعد الحريري جاد بعدم وقوع فتنة في لبنان، والاستقرار اللبناني أهم بكثير من قرارات المحكمة الدولية”.
وعن وضع تيار التوحيد الداخلي قال أن “هناك ورشة داخلية وخلال ستة أشهر سيكون الوضع مختلف، ويلقى التيار التأييد الشعبي على ارض الواقع”.
وأشار بأنه سيتقدم بدعوى ضد “سمير جعجع والدائرة الإعلامية في القوات على شتائمهم بحقي. وأتمنى على محكمة المطبوعات أن لا تدخل في متاهات تسييس القضايا القانونية”.
واعتبر وهاب “أننا لم نكن بحاجة إلى حادثة “أسطول الحرية” كي يفتح حسني مبارك معبر رفح، وقد كان بإمكانه أن يأخذ قرارات “أشرف” من تلك التي اتخذها في السنوات الماضية، ولن نسمح له بمحاكمة من يساعد الفلسطينيين ويقف إلى جانبهم”.
ولفت إلى أن “هناك الكثير من الدول التي لا تغطي الحرب على إيران في حال حصولها”، معتبرا أن “الولايات المتحدة الأميركية غير مرتاحة لشن حرب على إيران ولديها مشاكل في العراق وأفغانستان، والحرب على إيران هي مشروع دائم لإسرائيل، ولكن هل يعلم بعض حكام الخليج ماذا سيحصدون من أي ضربة لإيران وماذا سيحصل في مدنهم ودولهم”. واعتبر أن “الأمر الخطير اليوم هو تصاعد العقوبات تجاه إيران بمساعدة عاصمة عربية عملت على تعويض الصين عن بعض خسائرها في العقوبات على إيران وفي ظل غياب مؤسف للدور الروسي، لكن إذا ما وقعت الحرب فإن دول الخليج ستدفع ثمن كبير”.
*