أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الوضع الصعب في الماضي قد انتهى واستطعنا أن ننتقل خلال الفترة القصيرة الماضية من الصراع إلى التعاون والعمل سوياً ضمن خط سياسي واحد، وهذا يلقي بظلال من الراحة على الجو العام ويحصن الساحة في وجه العواصف القادمة، وكما هو الآن موحد فإننا نستطيع المواجهة بسهولة ونتمكن من حماية أنفسنا ومجتمعنا”. وأشار إلى أن “هناك حملات تشن بالجملة وتستهدف من جملة ما تستهدف النائب وليد جنبلاط ومواقفه الأخيرة وهي مواقف حصنت وضع الجبل والوضع الداخلي اللبناني، وكل هذه الهجمات تستهدف أن يكون الدروز في مقدمة أي مواجهة يمكن أن تحصل، لكن أهم ما في الأمر أننا قد سحبنا فتيل أي مواجهة في البلد ندفع نحن ثمنها، ومن لديه أي حسابات أخرى فليذهب إلى خوضها بنفسه وليس بالآخرين ولسنا مستعدين أن ندفع ثمن هذه الحسابات”.
وأضاف وهاب، من منزل نائب رئيس بلدية الورهانية قضاء الشوف عثمان عساف، خلال جولة زيارات في البلدة، أن “جزء من هذه الحملة هو بسبب هذا الموضوع، لان البعض كان يراهن أن يكون الدروز إلى جانبه في مشاريع ومعارك سياسية، لكننا تمكنا، كقوى سياسية في الطائفة، من الانتقال إلى موقع آخر جميعاً، ونحن متضامنون لحماية هذا المجتمع، والحماية تأتي من خلال الموقع الذي ننتمي إليه، ونحن في موقع يستطيع أن يحمي الدروز، ليس في لبنان وحسب بل في كل المنطقة، ونحن دفعنا منذ زمن ثمن هذا الموقف والحفاظ عليه، ولسنا ملحقين بأحد في السابق أو في المستقبل، ونحن من اخترع فكرة وجود الكيان اللبناني”.
وتابع “كل هذا بالتعاون مع الشريك المسيحي، ونصر على عودتهم الكريمة إلى الجبل كما كانوا في السابق، وهذا الشريك لديه دور كبير ومهم وأساسي في الجبل على كل الصعد. ونتمنى أن يتم التعاون مع الجميع من اجل ضمان عودة كريمة لهؤلاء، لإعادة إحياء واقع الجبل والنهضة باقتصاده وواقعه الصعب، وعلينا التفرغ لمواجهة استحقاقات الإنماء ورفع مستوى المعيشة، ولكن معركة الإنماء أصعب من أي معركة أخرى. وعندما يكون الجبل موجود ومتفاعل بجناحيه تكون أسهل”.
وأضاف “يبدو أن الدولة وبهذا النهج لا تفكر بطريقة صحيحة وهناك موازنة ذاهبة إلى النقاش في مجلس النواب وهي لا تلحظ أي بند يتعلق بإنماء حقيقي للمناطق، بل كناية عن موازنة محصورة ضمن معالجة الدين العام ودفع الرواتب، وهذان الأمران لا يختصران البلد، أين أولوية الزراعة؟ أو تشجيع الصناعات الريفية؟ أو الصناعات المتوسطة؟”. وتابع “هذا يشجع العودة إلى الجبل والتصدي لحالة النزوح نحو الساحل والعاصمة بيروت والهجرة إلى الخارج، وما يتركه هذا الواقع من آثار اجتماعية واقتصادية على العائلات والأسر وعجز القسم الأكبر عن شراء مساكن في العاصمة نظراً لارتفاع الأسعار”.
ورأى من جهةٍ أخرى أن “وزارة المالية بدأت بالقرصنة على وزارة الأشغال كونها تعمل على تأمين بعض الخدمات بالحد الأدنى المتوافر لديها لمنعها من استكمال مشاريعها، وبدلاً من مساعدة هذه الوزارة وتشجيعها، التي تعمل بمبادرة فردية بنشاط وزيرها لأن الحكومة مجتمعةً شبه مشلولة، وحتماً عدد من الوزراء لا يعلم واقع المناطق من أقصى الجنوب والجبل وعكار والبقاع، وهنا في محافظة جبل لبنان الناس تقوم بأداء واجباتها تجاه الدولة من دفع الضرائب والميكانيك وغيرها، وكل اهتمام الدولة يصب على بقعة صغيرة في وسط بيروت، وكيف يمكن خدمة أصحاب الرأسمال. وفي ظل غياب أي سياسة إنمائية اعتقد أننا متجهون نحو معركة اقتصادية اجتماعية كون الاقتصاد اليوم يعتمد على أموال المغتربين التي قد تكون مهددة في أي لحظة بالتوقف ولا يمكن بناء اقتصاد فقط بالاعتماد على أموال المغتربين، أو أموال الريع من ارتفاع أسعار العقارات. نحن بحاجة إلى سياسة اقتصادية ثابتة تنظر إلى إنماء حقيقي في المناطق”. وأشار إلى أن السياسيين “يخترعون الأزمات لإلهاء الشعب اللبناني عن قضاياه الحقيقية، وينسى الناس همومهم مقابل تشنجات لا تغني ولا تسد من جوع، ولا انصح أي مواطن بأي خلاف مع مواطن آخر على موضوع سياسي كون السياسيين يختلفون ويتفقون دون العودة إلى هذا المواطن ويعملون مصالحهم، وأي إحصاء في هذه القرى ربما يبرهن أن نصف شبانها قد غادرها والأرض تترك دون استصلاح”.
من ناحية اخرى كشف وهاب عن جهد يبذل مع النائب جنبلاط وبعض المرجعيات على ملف الأوقاف والمجلس المذهبي، وقال انه “لا يجوز أن يكمل الملف على هذا المنوال وهناك مثلاً في بلدة بعورته قضاء عاليه أراضٍ للوقف الدرزي تبلغ مساحتها ما يزيد عن 400 ألف متر مربع يمكن بناء مجمعات سكنية عليها بأسعار تشجيعية مخفضة للشباب في سن الزواج، ويمكن أن تتسع لأكثر من 20 ألف عائلة”. وأشار إلى أن “وحدة الموقف السياسي بين قيادات الطائفة يجب أن تنعكس على وحدة المرجعية الروحية القانونية أي مشيخة العقل، ويجب بحث الموضوع بجدية ويعالج وان لا يبقى على حاله من اجل الاستفادة من الأوقاف، واعتقد أن أبناء الطائفة بحاجة إلى خدماتنا أكثر مما هم بحاجة إلى صراعاتنا، ويكفي ما دفعناه خلال قرون من الصراعات الداخلية.
ويجب أن نشير إلى واقع الدروز ودورهم على مستوى لبنان والمنطقة، وهذا الموضوع تدركه كل القيادات من خلال التحالف مع سوريا والمقاومة، ومع كل القوى التي تؤمن مثلنا بالعروبة والمقاومة، وهذا التحالف يجب أن يترافق مع ترجمة إنمائية فعلية، وهي أفكار للنقاش”.
وختم “الدروز لم يقصروا في تاريخهم يوم ناداهم الواجب الوطني والقومي واستجابوا لزعمائهم في سبيل الدفاع عن الأرض وهم يستحقون التفاته منهم ترد لهم جزءً من حقهم”.
كذلك زار وهاب المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين الذي “أثنى على دور وهاب التوفيقي وعلى مواقفه الوطنية”، وأكد ولي الدين أنه مرتاح للعلاقة الجيدة بين جنبلاط وسوريا.
كما قدم وهاب واجب التعازي في بلدة بعقلين وقدم التعازي عند آل القعسماني، و زار بلدة نيحا وقدم التعازي عند آل فرحات بحضور حشد من أبناء البلدة.
0