الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس بشار الأسد الى موسكو في 20 تشرين الأول 2015، هي حدث تاريخي هام في مدلولاته السياسية والعسكرية، وهو يأتي في بعده الاستراتيجي ومداه الأعمق ليعيدنا الى أمجاد جرب تشرين الأول 1973، يومها أكّد القائد الخالد حافظ الأسد وفي ذروة تلك الحرب: “نحن لسنا هواة حرب وإنما ندفع العدوان عن بلادنا”.
ما أشبه اليوم بالأمس، وبوفاء القائد الشجاع لهذه المسيرة وعلى طريق هزيمة الإرهاب وداعميه جاءت زيارة الرئيس بشار الأسد الى موسكو وبعد أسابيع ثلاثة على بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا، والإجتماع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة هي الأهم لما لها من نتائج على مستوى المنطقة والعالم ومسار جديد للحرب الكونية التي تشن على سوريا بعد ما يقارب السنوات الخمس، واليوم تعمل سوريا وروسيا معاً لضرب الإرهاب وهزيمته واجتثاثه من سوريا والمنطقة.
وفي مضمون الزيارة ما له علاقة بالميدان والرسائل الصاروخية التي لا تقل قوتها ومدى تأثيرها عن قوة ما استخدمته روسيا حتى الآن من خلال حضورها القوي وكمؤشر لما تحتويه جعبتها للقادم من الأيام حتى يتم اكتمال صورة المشهد.
ويمكن القول، رسائل الزيارة واضحة ومفهومة ولا تحتاج الى مزيد من الضوء، فهي تتم أمام سمع وبصر العالم أجمع، ولمن لا يستوعب الآن بسبب هول الصدمة، نقول، عليه الإنتظار ليرى خيار الشعب السوري الذي يتمسك بقائده لتضاف خياراته الى ما يقوله بوتين من خلال الميدان وفي ميدان السياسة “الرئيس بشار الأسد رجل المرحلة والمراحل اللاحقة”.
وروسيا أثبتت بأنها لا تعقد الصفقات ولا تفاوض على حساب حلفائها وكذلك هي سوريا، والأهداف واضحة، وقد وصلت رسائلها الى كافة الإتجاهات، ونتائجها الأولية أوضحت حقيقة الواقع السوري والإقليمي، أن أحلام الأعداء أصبحت من الماضي بعد أن انقلبت الموازين، وثبت بأن الجيش السوري هو الأقدر على مواجهة الإرهاب وهزيمته.
ومَن يسأل عن مرحلة إنتقالية؟ نقول له إنتهى عهد المناورات الأميركية وتوابعها بعد أن أبعد الرئيس الأسد كل الأوهام والتكهنات، وتمّ نقل المرحلة الى الثابتة الروسية المتحالفة مع محور المقاومة.
وثبت أن “البترودولار” لا يقدم ولا يؤخر أمام صلابة المواقف وامتلاك الإرادة لمواجهة التحديات، وانتهت الى غير رجعة، خدمات الأجندات المصلحية، أو مسرحية الأدوار التابعة والمشبوهة.
وفي سوريا كما في روسيا، يلتف الشعب خلف قيادته لأنه مصمم على العيش بكرامته وعزة أوطانه وطريقه ومساره وهدفه واحد، هزيمة الإرهاب وصانعيه.
سوريا هي عقدة الوصل في عالمنا العربي، وهي قلب الأمة والمعبّرة عن طموحاتها والمتمسكة بثوابتها والمدافعة عن قضاياها، وفي تاريخها عبرة وهو تاريخ حافل بالمواقف والتضحيات، وفي حضارتها مجد مشرق، كثيرة هي المعاني والدلالات وهي بعيدة عن الوصف وتدخل في المضامين، وهي الجامعة والموحدة والرافعة لنهضة أمتنا وعزتها والمحافظة على شرف الإنتماء في الفكر والممارسة، وهي الأبية والمدافعة الصلبة التي لا تلين والمسلحة بإرادة أحرار الأمة والمدافعين عن كرامة الإنسان في حياة حرة عزيزة، لذلك حاربت سوريا الجهل وتسلّحت بالمعرفة وساهمت في بناء الإنسان وهو الأساس في قوتها ومواجهتها المشاريع الإستعمارية، واستطاعت بفضل حكمة قيادتها من أن تكون لاعباً هاماً في المنطقة ومواقفها يحسب لها الحساب في المحافل الدولية.
وتستهدف سوريا لأنها قلعة الأمة وحصنها المنيع، وتاريخها المعاصر يروي لنا كيف صمدت سوريا وقاومت وانتصرت رغم شدة الهجمة وهول المأساة والحرب الكونية التي شُنّت عليها.
وحيال الأزمة الراهنة في سوريا وتداعياتها الإقليمية والدولية، رفضت القيادة السورية كل التسويات التي لا تلبي رغبات وطموحات الشعب السوري ومصالحه وحافظت على ثوابتها الوطنية والقومية ورفضت أي تسوية تمس بسيادتها ووحدة أراضيها، وفي هذا المجال أكّدت المصادر العالمية “أن موقف سوريا كان واضحاً أثناء محادثات فيينا الأخيرة بين الجانبين الروسي والأميركي، عندما كاد وزيري خارجية البلدين من التوصل الى “تسوية” خلال شهر آب الماضي، والثابت أن الرئيس بشار الأسد لعب دوراً في رفض أي صيغة كانت تُعد إذا لم تلبِّ رغبة سوريا ومصالحها”، ما دفع الى تسخين جبهات القتال على كافة المحاور، ومن ثمّ كان الخيار الحالي الذي تمّ بطلب سوري وتأكيداً للتحالف القائم بين سوريا وروسيا، ويأتي هذا التصرف ليتوافق مع مصلحة البلدين ، ويسمح لروسيا بترجمة دورها بشكل عملي في الشرق الأوسط ويعكس مكانتها الدولية. لقد أكّد الرئيس بشار الأسد: “أن الجهود التي تبذلها الدول الصديقة وفي مقدمها إيران وروسيا تأتي لتعزيز صمود سوريا والتعاون معها في حربها ضد الإرهاب وهي محل تقدير الشعب السوري، وأن ثمار هذه الجهود والتعاون سيحصدها جميع الشعوب في المنطقة والعالم”.
جبهة واحدة لمحاربة الإرهاب
وتؤكّد إيران على أهمية العلاقات الإستراتيجية مع سوريا وحرصها على توطيدها ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب بما يحفظ الأمن القومي المشترك للبلدين، وهذا ما أشار إليه علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني خلال زيارته الأخيرة لسوريا حيث أعرب عن ارتياح بلاده للتقدم الحاصل على صعيد محاربة الإرهاب بعد تشكيل الجبهة السورية – الإيرانية – الروسية – العراقية، والذي كشف فشل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وزيف إدّعاءاتها بمكافحة الإرهاب، وأوضح أن أي مبادرة تطرح لحل الأزمة في سوريا يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية حتى يكتب لها النجاح، وأشار الى أن العمليات العسكرية الروسية الداعمة لسوريا في مكافحة الإرهاب هي أيضاً تدعم الجهود التي تبذل في مجال الحل السياسي للأزمة فيها.
أما روسيا وفي سياق توصيف ما تقوم به من جهد لمحاربة الإرهاب في سوريا، يؤكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “إن الحروب لا تُشن من أجل قتل الناس، بل من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو إقتصادية”، وهو بذلك يشير الى ضرورة اجتراح عملية سياسية واسعة تبدأ بإنتخابات مبكرة تشترك فيها المعارضة المعتدلة.
وما بين الحل الإفتراضي والوقائع على الأرض مسافة يمكن أن يملأها التوافق على حل الأزمة، وهذا لم يتوفر بعد، لذلك تظهر المسألة السورية معقدة وكأنها بداية لحرب سياسية باردة لا تخاض إلا على نار المدافع والصواريخ، ومع أن روسيا والولايات المتحدة تؤكّد أن “داعش” هو الهدف المشترك لتحالفهما القصري، إلا أن الأحداث الأخيرة أثبتت، أن الدولتين تتفقان في كل شيء ما عدا الهدف المشترك.
وتدور تساؤلات حول النقلة النوعية في السياسة الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط وسوريا بشكل خاص، واتهام البعض لروسيا بأنها تقوم بلعبة خطرة في المنطقة، مثل هذه التساؤلات أجاب عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اللقاءات التي تمّت بينه وبين عدد من زواره، حيث عبّر عن صلابة المواقف التي أبداها الرئيس بشار الأسد خلال أزمات مختلفة في العالم وموقفه المبدئي والشجاع خلال أزمة جورجيا وتأكيده يومها “أن من حق روسيا في حماية فضائها الأمني”.
والموقف الروسي في سوريا يأتي على ضوء العلاقة التحالفية الوثيقة بين روسيا وسوريا التي تعمّقت خلال عقود من الزمن، ومن الطبيعي أن يكون الموقف الروسي بهذه القوة وتكامله مع الجهد الذي يبذله الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
أوراق القوة وصناعة النصر
وأمام صمود سوريا وحلفائها، وانسداد أفق الأعداء، تقدمت روسيا وهي تعي تطلعات الشعب السوري، وكان اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، وطبيعة اللقاء والأرضية الجديدة تتمحور حول الظروف الجديدة والتداعيات الخطيرة التي يشكلها الإرهاب على العالم، وتمّ البحث في إمكانية تحقيق تقدم يبدأ من سوريا ولا ينتهي في أوكرانيا، وهذا اللقاء أيضاً يعني، دفن مساعي الولايات المتحدة “عزل روسيا” واستند بوتين الى أوراق قوة في سوريا حيث بدأت قواعد اللعبة في سوريا بالتغيّر لمصلحة سوريا وتحالفاتها.
وفي وقت لم تثمر رهانات اللاعب الأميركي، استطاعت سوريا بقيادتها وجيشها وتضحيات شعبها أن تصبح الرقم الصعب في المنطقة، وهي مَن هيّأ الفرصة للحليف الروسي للتحرك وبكل قوة وأصبحت روسيا اللاعب الأهم في العالم وصاحب الدور الجديد، وبالتوازي مع الوجود العسكري الروسي في المنطقة والبحر الأبيض المتوسط وإعلانها الحرب على الإرهاب دون هوادة، إلتقطت أهمية اللحظة الراهنة واستفادت من عبثية الإستراتيجية الأميركية والغربية القائمة على إطالة أمد النزاع لإستنزاف سوريا وإضعاففها، حيث فشلت تلك الإستراتيجية بعد أن انكشفت “المعارضة” المصنّعة وهي أشبه ما تكون بمسرح لوكلاء دول إقليمية ودولية لا يهمها سوى تسوية حساباتها النفعية على حساب تدمير سوريا.
لذلك جاءت روسيا الى سوريا، وفي الأبعاد هناك تطور جديد وموقف واضح يعكس حسابات الميدان، وموقف روسيا حيال الأزمة في سوريا وتفسير ما يعنيه جنيف – 1 على ضرورة إتفاق الأطراف على شكل الهيئة الإنتقالية من خلال إشراك المعارضة البناءة، والحوار سوري – سوري، وفي المضامين وما تحمله تفيد بأن جنيف -1 ومكرّر في طبعته الأميركية قد أصبح من الماضي، لذلك كان بوتين مع أوباما مختلفاً، وتسلح الرئيس بوتين باستنتاجات المطبخ السياسي في الكرملين بعد التطورات المتسارعة على الأرض وتغيّر قواعد اللعبة، وتأكيدات روسيا بأنها لن تسمح بتكرار تجربة ليبيا، ولها حساباتها ولا تريد أن تفاجأ بذات السيناريو في آسيا الوسطى، وقرار روسيا بأنها ستحارب الإرهاب ولكن بطريقتها وليس من خلال اللعبة التي ابتدعها الآخرون.
مساهمة سورية في كسر الأحادية الأميركية
ومن سوريا اختارت روسيا نقطة إنطلاقها لكسر وضعية الأحادية الأميركية للعالم، ومنذ الفيتو الروسي في شأن الأزمة السورية في مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول 2011، كان هذا أول إعلان روسي بأن الكرملين بدأ بالمصارعة لزحزحة وضعية “القطب الواحد للعالم” نتاج الحرب الباردة، وهو ما كان معلناً قبل سنتين مع تشكيل “مجموعة دول البريكس” مع الصين والهند والبرازيل ثم جنوب أفريقيا.
ومن الباب الدمشقي هزت روسيا وضعية الأحادية الأميركية وأجبرت واشنطن على عدم الإنفراد بالأزمات العالمية كما جرى في كوسوفو 1999 وغزو العراق في العام 2003، ومن الناحية العملية كانت الأزمة السورية ميداناً لإثبات جدارة روسيا ودورها العالمي في حل الأزمات وهو ما تمّ ترجمته في بيان جنيف – 2، في 30 حزيران 2012، ثمّ في إتفاق كيري – لافروف في 7 أيار 2013، تجاه الأزمة السورية، ثمّ تكريس الثنائية الأميركية – الروسية، عبر الأزمة السورية التي كثفت الصراعات والإستقطابات الدولية والإقليمية في إتفاق الكيماوي السوري في 14 أيلول 2014.
وبدأت الخطوة الروسية الثابتة والقوية في وقعها وتأثيراتها مع بدء الضربات الجوية الروسية في سوريا ضد الإرهاب والمسلحين الخارجين عن القانون تحت مسمى المعارضة المسلحة، وجرى ذلك في 30 أيلول 2015، وهو اليوم التالي لإجتماع الرئيس بوتين مع نظيره الأميركي أوباما في نيويورك، ويفسّر على أنه نوع من المجابهة ورسالة بالغة في مضمونها وهي تعني “أن لا حل في سوريا من دون روسيا” وهي العبارة التي قالها وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ في تشرين الثاني 2011 وهي إقرار من الخارجية البريطانية التي تعتبر بمثابة المركز الرئيسي للتفكير السياسي للغرب الأميركي – الأوروبي.
وعلى صعيد المنطقة وفي القراءات الإيجابية، يُنظر للدخول الروسي في معادلة الصراع الدائر على أنه فعل نوعي وتقدمي حرّر الصراعات القائمة من بعدها المذهبي وأعاد إليها وجهها السياسي، وهو دور سينجح في وقف العنف المتفلت واستفزازاته الطائفية التي تشحذ نوازع التطرف في المنطقة.
لقد تمّ الدخول العسكري الروسي الى سوريا بطلب رسمي ورغبة سورية وتنفيذاً لمعاهدات بين البلدين، وهذا يتوافق مع الشرعية الدولية، ومشروعية التواجد لها علاقة بالتكامل في مواجهة المخاطر، وهو في مضامينه دفاع عن موسكو، وبالتالي فإن أمن سوريا أصبح جزءًا من الأمن القومي الروسي، والخطر الحقيقي الذي كان يهدد سوريا، هو دعوة الرئيس التركي أردوغان لإقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا وعلى طول حدودها مع تركيا ولكن في عمق الأراضي السورية، ثم الإندفاع بعد ذلك نحو الساحل السوري بناء على رؤية تركيا وحلفائها بأن الفرصة أصبحت سانحة، ضاعت فرصتهم، حُسم الأمر بسرعة، وتحرّك الروس بقوة ورؤيته كل مَن يتحرك عسكرياً ضد الدولة السورية ومؤسساتها هو إرهابي.
إن دخول روسيا في معادلة الصراع سيعيد الأمن والإستقرار الى المنطقة وسيساهم في هزيمة الإرهاب والقضاء عليه، وسيحمي وحدة سوريا، وبالتأكيد الأمن لا يتجزّأ بين الحلفاء وحسابات روسيا الإستراتيجية واضحة، سوريا دولة هامة في المنطقة وزادها أهمية صمودها في مقاومة الهجمة الشرسة وإفشالها الحرب الكونية ضدها.
سوريا ولحظة الحقيقة والنصر
بين الأمل ولحظة الإنتصار الحاسم مسافة غير مرئية لمن يراقب الأحداث عن بعد، لكن مَن يعيش في قلب الحدث لديه شعور آخر مختلف تماماً، لأن علائم النصر النهائي وتباشيره بدأت تلوح في ربوع سوريا، أنتجت التضحيات عزة وكرامة وأسّست لمرحلة جديدة في تاريخنا الحديث، هذه المرحلة سيكون لها ما بعدها على مستوى المنطقة والعالم.
صناعة الإنتصار ليست لعبة إقليمية أو دولية، هنا في سوريا بالصمود والمقاومة تُصنع الحياة وتتجلى عظمة التضحيات.
وسوريا يحق لها ما يحق لغيرها، العروبة هنا موقف وشجاعة وحكمة وانتصار لقضايا الأمة وليست معزوفة يتغنّى بها أولئك المراهنين على أمجاد مزيفة صنعها لهم النفط والغاز والإرتباط بأوهام لا صلة لها في المضامين.
وما بين الفكر والممارسة، مساحة كبيرة من العطاء أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالاً للشك، بأن سوريا هي المدافع الأول عن قضايا أمتها، حملت الراية وعبرت بها من خلال صمودها ومقاومتها وإلتزامها الذي يصنع الإنتصار وما هانت وما لانت وهي تواجه أدوات الحقد والكراهية وأعداء الإنسانية وشذاذ الآفاق وما أنتجه الإستعمار من أدوات الفتنة والقتل وأفكار الهدم والإرهاب وكل السياسات الرعناء التي أنتجها الفكر الإستعماري – المتصهين.
دمشق اليوم تزهو إنتصاراً ومعها كل المدن السورية وكل القرى والبيوت المتجذرة بحب الأرض، بينما يتقهقر الأعداء وتلوذ أدواتهم بالفرار من جحيم صنعوه بأنفسهم.
دقت ساعة الحقيقة وفتح التاريخ سجلاته المزينة بأكاليل الغار والورود ولسان حاله يقول: هؤلاء هم صناع المجد والكرامة وأغلى ما في الوجود وهم مشاعل من نور تنير درب الأجيال وتعلمهم حب الوطن والدفاع عنه مهما بلغت التضحيات وشدة الهجمة، وأن المعركة التي تتسلح بالإرادة تنتصر بالقضايا النظيفة وهي حق وعدل واستحقاق.
سوريا اليوم تشرح للقريب والبعيد ما معنى أن يكون المرء جديراً بالحياة وكيف يصنع الإنتصار، وعلى امتداد السنوات الخمس الماضية شهدنا فصولاً متتالية وسلسلة طويلة من الأحداث المتشابكة، لم تتحقق خلالها أهداف الأعداء بل تكسّرت أمام الصمود الأسطوري الذي مثّله الجيش السوري بضباطه وأفراده وحكمة وشجاعة قيادته التي إمتلكت رؤية صائبة، ومن نصر الى نصر، تتقدم سوريا ويندحر الإرهاب وصانعيه.