لم يواجه أي شعب آخر في العالم ما واجهه الشعب الفلسطيني من استعمار استيطاني – إجلائي عمل من خلال القتل والجرائم البشعة من تدمير للمدن والقرى الفلسطينية واقتلاع شعب من أرضه بغطاء من الدول الإستعمارية عام 1948 التي عملت على تهيئة كل السبل لإقامة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين كثكنة متقدمة في قلب أمتنا العربية ومانعة بذلك أي نهضة ومستنزفة قدرات بلادنا من أجل الإبقاء عليها ضعيفة ومستباحة بما يسهل على القوى الإستعمارية الهيمنة ونهب الموارد وتأمين مصالحها على حساب مصلحة الأمة جمعاء.
واجه الشعب الفلسطيني المحتل الصهيوني بكل ما يملك من إمكانيات متواضعة ولم تتوقف إنتفاضاته من أجل دحر الإحتلال وصولاً الى يوم التحرير والعودة الى دياره، وكانت ثورته المعاصرة عام 1965نقطة إنطلاق هامة جعلت من القضية الفلسطينية عنواناً لكل حركات التحرر في العالم، وعملت على جعل القضية الفلسطينية حية في نفوس الجماهير العربية والفلسطينية بشكل خاص.
وأصبحت القضية الفلسطينية بوصلة الأمة، وتلازم النضال الوطني لأي قطر عربي بنضاله القومي من خلال المساهمة الفعالة لنصرة الشعب الفلسطيني وتمكينه من المقاومة من خلال تقديم كافة أشكال الدعم.
ورغم التآمر وظلم المجتمع الدولي والإنحياز الأميركي والغربي للكيان الصهيوني رأس حربتهم في المنطقة، استمر نضال الشعب الفلسطيني من خلال إنتفاضات متواصلة ومستمرة، وهو اليوم يواجه قطعان المستوطنين الصهاينة بكل ما أوتي من إمكانيات وهو بذلك يعبّر عن مدى إصراره لدحر العدو عن أرضه ودفاعاً عن كرامته ومحاولات تهميش حقوقه في العودة الى دياره.
لقد شاهد شعبنا الفلسطيني مدى عقم التسويات المزعومة مع المحتل الصهيوني وهي التي رسخت بقاء الإحتلال جاثماً على أرضه وأعطته مزيداً من القوة ليقتلع المزيد من الأراضي والعمل على تهويدها أمام سمع وبصر العالم أجمع.
ويستمر شعبنا في ثورته المتجددة ومعه كل الشرفاء في أمتنا، فقضية فلسطين هي قضية الأمة بأسرها وهي بوصلة الأحرار فيها وبمقدار البعد أو الإقتراب منها يتحدّد مقياس الإلتزام بقضايا الأمة وهي في مركزيتها أمانة للأجيال، تقدم من أجلها التضحيات.
لقد أثبتت الأحداث مدى عقم التسويات المذلة، تلك التي كرست الإحتلال وسمحت بتهويد الأرض والقيام بمحاولات إفراغها من السكان من خلال مصادرة الأراضي ومحاولات الترهيب المستمرة واستخدام قطعان المستوطنين للقيام بهذه المهمة التي تضاف الى مهام جيش الإحتلال.
اليوم يستمر شعبنا في نضاله من خلال إنتفاضته المستمرة ليؤكّد للعالم أجمع بأن حقه لن يضيع بسبب ظلم المجتمع الدولي الذي تتحكم بقراراته الدول الإستعمارية ذاتها التي أنشأت الكيان الصهيوني، وهي ماضية في طريقها حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة.