يحاول أصحاب المشروع الأميركي المتصهين أن يفرضوا أجندتهم في الهيمنة على المنطقة بأسرها، وهذه المرة عن طريق أدوات تكفيرية تحاول تحريف مجرى الصراع وتسويقه على أنه نزاع طائفي ومذهبي، بينما هو في الواقع، حرب سياسية بامتياز وهدف المشروع الأميركي إخضاع المنطقة العربية وفرض الهيمنة عليها من خلال سياسة استعمارية قديمة “فرق تسد”، واستخدام عناوين جديدة هدفها إثارة الخلاف بين الشعوب، تماماً كما فعل الإستعمار البريطاني في العراق من قبل بين أبناء الدين الواحد، واليوم يعمل الأميركيون في خلق الجماعات الإجرامية التكفيرية كأداة لإيجاد الخلافات المذهبية في الظاهر بين الشعوب واستخدام السذّج الذين خدعوا بهذه الخطة والمؤامرة الإستعمارية.
وعندما سقطت أدوات المشروع الأميركي في مصر، سارعت الدوائر الإستعمارية لتفعيل الخطة (ب) المعدة سلفاً وجاءت بأدوات جديدة من خلال شعارات “إسلامية”، والهدف من ذلك تدمير قوى المقاومة في أمتنا، وليس صدفة إختيارهم سوريا وهي رأس حربة في مواجهة المشاريع الإستعمارية وأدواتها في المنطقة العربية، والمدافعة عن قضايا الأمة والمتمسكة بخيار المقاومة.
إن إستخدام القوة “التركية – السعودية” كحلقة جديدة لإستهداف سوريا واليمن، هو أقصى درجات الغطرسة والتيه وانعدام البصر والبصيرة، وهذه الأعمال تخدم المشروع الصهيوني وتتقاطع معه في الأهداف الضمنية.
ومحاولات الإصرار على الحسم هي نوع من حالات الهروب من الإستحقاقات القادمة والخشية من دفع الأثمان سياسياً واقتصادياً عن الجرائم التي ترتكب من خلال العدوان المتواصل.
والسؤال، كيف لأمير قطر، أن يعلن عن استعداده لدفع مائة مليار لإسقاط الدولة السورية ورموزها الوطنية والقومية، هذا يدل على الرعب من صمود سوريا وخياراتها الإستراتيجية سياسياً واقتصادياً، والمعركة تدور حول هذا الهدف مهما كانت الذرائع والمبررات، والسؤال أيضاً هل يجرؤ الأمير القطري على دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده؟! أم أن الأموال تصرف للخراب والدمار خدمة لحماتهم الغربيين، وهذا يدلل على أن هؤلاء على خصومة مع حضارة الأمة وهويتها وتاريخها ودورها ويحاولون بذلك البحث في دور وظيفي.
وعنصر المال وحده لا يبني دولة محورية وهامة ولا يصنع جغرافيا أو تاريخاً، أن العروش أصبحت تعاني مع عقدة النقص والدونية لأنها مأزومة بالتبعية والإرتهان لمن يحمي عروشهم بعد أن فقدوا التواصل مع شعوبهم الغارقة في الفقر والحرمان والبؤس.
ومحاولات التصعيد الميداني في الآونة الأخيرة هدفها تغيير موازين القوى على الأرض وتحسين شروط التسوية السياسية، لذلك رفع السعوديون من سقف تصريحاتهم وهي رسالة الى سوريا وقيادتها وشعبها، وكحركة لقطف ثمار الحركة الدبلوماسية الناشطة للبحث عن حلول سياسية وترتيب الأولويات وتعزيز الحرب على الإرهاب لذلك يحاولون استغلال هذا التوجه وتحقيق بعض الإنجازات في سوريا واليمن.
الميدان وحده مَن سيحسم الصراع وقبر المشاريع الأميركية ومشاريع التبعية والإفساد، وأصبح الإنتصار التاريخي ضرورة حتمية لقيام مشروع حضاري تنموي وخلق واقع جديد.