أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “لبنان كان ساحة للصراعات واليوم لم يعد كذلك، رغم أن البعض يحاول أن يعيده مجدداً إلى ساحة الصراعات ولكن نقول لهذا البعض بأننا لن نسمح بتحويل لبنان ساحةً للصراعات أو ساحة للألاعيب الإسرائيلية، اليوم لبنان بات ساحةً للمواجهة والمقاومة والممانعة بجيشه وشعبه ومقاومته التي يحاولون استهدافها اليوم، يوماً من خلال حرب تموز، أو يوماً آخر من خلال قرارات شهر أيار ونتمنى أن لا يعود، ويوماً آخر بالعدوان القضائي عبر ما يسمى بالمحكمة الدولية ليست إلا صورة من صور النفاق والكذب الأميركي الإسرائيلية”. وأضاف “إن أي محكمة دولية تستهدف أي عنصر مقاوم من حزب الله سنعتبرها تستهدفنا جميعاً، تستهدف وجودنا وعزنا وكرامتنا وسنمنعها من أن تستهدف أي شعرة من رأس أي رجل مقاومة، هذه المحكمة لا نعتبرها ولا نعترف بنتائجها أو قضاتها أو بكل النصابين الذين يتولون تعليم قضاتها أو تلقي تعليماتهم، وهذه المحكمة مزورة منذ الأساس، وهي تستطيع أن تصول وتجول في كل العالم إلا في لبنان. فليعلم الجميع بأننا في لبنان إذا كانت هذه المحكمة للفتنة فإننا سنكسر رقبتها ورقاب الذين يقفون ورائها“.
كلام وهاب جاء خلال حفل تكريم أقامه على شرف السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي وأركان السفارة بحضور نائب رئيس تيار التوحيد الشيخ سليمان الصايغ، قاضي المذهب الدرزي الشيخ مرسل نصر، وفد من مشايخ جبل العرب ومن مشايخ منطقة جبل الشيخ يتقدمهم الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي، وفود من المشايخ والمراجع في الطائفة الدرزية في لبنان، رؤوساء بلديات ومخاتير من منطقتي الشوف وعاليه وحشد من المواطنين.
وأضاف وهاب “إن تشريفكم لنا، وفي هذه الأيام بالذات، من أيام تموز الفداء والمقاومة، يحمل في أبعاده دلائل ومؤشرات…على أن الصراع في وجه الطواغيت والمستكبرين هو حق من حقوقنا المقدسة، وواجب من تعاليمنا المؤمنة، وشرعة حقوقية ارتضيناها بملء إرادتنا ووعينا لجوهر الإيمان الراسخ في جذور توحيدنا، وعقيدة وجودنا، وديمومة رسالتنا حتى قيام الساعة”. وتابع “إن اشد المظالم قسوة، تلك الآتية على حساب الإنسان والأوطان والشعوب…وقد شهدنا ذلك على امتداد الداخلية والقومية والإقليمية…بفعل الهيمنة والتسلط والاستكبار، فكانت سايكس-بيكو وبلفور، وكانت معاهدات الذل والخنوع، والاتفاقات المنفردة، وكانت الحروب والمجازر والاجتياحات وزرع الفتن والمفاسد، والإمساك بأنظمة العار والخيانة، شهدنا كل ذلك، ودخل اليأس والإحباط لنفوسنا وعقولنا، لكن ذلك لم يستمر طويلاً، إذ انفجرت في سماء هذه الأمة إشعاعات الأمل والعزة والوفاء، ولاحت بيارق المقاومة المجاهدة فوق مدننا وقرانا، فخرجت فراشات الربيع، وعصافير الحقول، وأزهار الليمون، لترصّع جبين الأمة بشامة الجهاد حتى تحرير كل شبر من أرضنا الحبيبة وترابنا المقدس، عندها، يا سعادة السفير خرجنا من زمن الهزائم، وخرجنا من الشرانق والأقفاص المذهبية والكيانية التي نشأنا عليها، والتحقنا بإرادة الحياة المنتصرة بفعل إيمانها وجوهر رسالتها وتوحيدها، وغدونا امة تعرف ذاتها، وتدرك المخاطر المحدقة بها، فأمسكنا بالمفاصل وقبضنا على الزناد، وطاردنا التنين، وأرديناه جنوباً تحت أقدام المجاهدين الشرفاء، وعلى تراب غزة تحت نعال الصابرين والصامدين“.
وأضاف “إننا يا أصحاب المناسبة، نعلنها من قلب الجبل المقاوم، بان هذه القيامة ما كانت، لولا الاحتضان والدعم والمساندة والمتابعة من رحم الثورة الإسلامية الإيرانية، وروح قائدها وملهمها وباعث نهضتها آية الله الخميني قدس سره، ولولا استمرارية الإحاطة والرعاية من بعده إلى صاحب العهد والوعد آية الله خامنئي دام ظله، وقدرة قادتها السياسيين والعسكريين وشعبها العظيم وعلى رأسهم سيادة الرئيس احمدي نجاد. كما نعلن أمامكم اليوم، بان ذلك الحدث الذي بدأ يغير وجه التاريخ ما كان لولا سوريا صاحبة القرار الممسك بالدفاع عن حقوقنا القومية، وراعية المقاومة في كل من لبنان وفلسطين والعراق، رغم كل التهديد والوعيد والحصار، كان خيارها المقاومة حصناً ودرعاً لكل الشرفاء والمناضلين والثائرين على الظلم والاستبداد، وعلى كل عوامل القهر والعهر الدولي وريببته إسرائيل وعملائها الصغار. ونحن يا سعادة السفير، أهل التوحيد والإيمان، سلالة الصحابي الأكرم سلمان الفارسي، نردد القول الكريم: ” لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى” لذلك نعلنها أيضاً ومن خلالكم صرخة مدوية، تشق عباب الكون: بأن امة التوحيد هي امة الوحدة والتوحد. امة الأقصى والكعبة وكنيس القيامة، امة الحق في وجه الباطل، امة الأنبياء والمرسلين… امة الأرض والعرض والشرف والكرامة، امة لا تستجدي الحياة ذل وهوانا، بل قتالاً وصراعاً واستشهاداً عملاً بالية الكريمة: وقاتلوا في سبيل الله ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، لان الله حق والله معرفة ووجود، والله رسالة عشقناها في رحاب الإسلام بالوحدانية والتجرد والإخلاص“.
وختم بالقول “إننا إذ نتكرم بوجودكم، لأنكم كرمتم الوجود بحد ذاته… فقد عرفناكم منذ سنوات، وخلال عدوان تموز على لبنان، مجاهداً ومناضلاً ومقاوماً ومدافعاً عن كرامة الأمة التي انتصرت بالتقوى حتى غدوتم عنوان الرسالة بان الدم قد انتصر على السيف ولان التقوى التي أشار إليها النبي الأكرم، تجسدت فعل جهاد ونضال وإيمان، ففدوتم البعث الذي اشتقنا، إليه وغداً الفرح ينتابنا ويدخل إلى خلايانا، مرددين مع سيد المقاومة: بأن زمن الانتصارات قد بدأ وجاء زمن سقوط المعاهدات والقرارات والاتهامات الباطلة. معكم سنبقى، أوفياء لأهل الوفاء وعلى الرحب والسعة في بيتكم ووطنكم وبين ربعكم أهل الإيمان والتوحيد والإسلام“.
وبعد تعريف وتقديم من مسؤول الإعلام في تيار التوحيد هشام الأعور، ألقى الشيخ حسام نصار كلمة هيئة العمل التوحيدي، وشدد فيها على أن “الأنظمة العربية التي ارتعبت من فكرة تصدير الثورة تعمل جاهدة على مواجهة كل حركة مقاومة تحت شعارات خطر المد الإيراني، وبكل فخر واعتزاز نقول أن ثورتنا التوحيدية التغييرية ذات البعد المصيري تلاقي الثورة الإيرانية المظفرة“.
أبادي
من جهته أكد السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي انه “يشرفني أن أكون بينكم في هذه الدار الكريمة، وفي رحاب هذه البلدة الشوفية الكريمة في هذا الجبل النضالي الأشم… بين إخوة وأهل تميزوا بانحيازهم إلى الحق وأهله في مواجهة الباطل وأهله، يرفدهم تاريخ مفعم بالإباء والعنفوان، وشجاعة في مواجهة الظلم والظالمين. لذلك كانوا مع الحق في فلسطين ولبنان ضد الباطل الصهيوني الذي استباح فلسطين احتلالاً واغتصاباً وقتلاً وإرهاباً منذ نيّف وستين عاماً وامتد ظلمه واحتلاله إلى لبنان فمارس جرائم يندى لها جبين الإنسانية منذ مجزرة حولا عام 1948 إلى غيرها من المجازر التي ارتكبها بحق الإنسانية وصولاً إلى قانا الأولى والثانية كل ذلك من اجل تطويع إرادة شعوب المنطقة وإخضاعها للهيمنة الصهيونية الأميركية… لكن إرادة الشعب اللبناني ومقاومته العظيمة حطّمت جبروت هذا العدو الغاصب وكسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر بإرادة الحق والصدق والإخلاص التي جسدها شباب لبنانيون عظماء مقاومين كتبوا بدمائهم الزكية الطاهرة على جبين الدهر والتاريخ أن شعباً عظيماً في لبنان يأبى الظلم والانكسار ويرفض الذل والهوان. فكان الخامس والعشرين من أيار عام 2000 فجراً اطل بالعزة والكرامة والشموخ والعظمة ليس للشعب اللبناني فحسب بل للشعوب العربية والإسلامية ولكل أحرار هذا العالم.. وتألق لبنان بمقاومته مجدداً في حرب تموز عام 2006 ونحن اليوم نعيش أمجاد ذلك النصر الإلهي العظيم عندما اجتمع العالم بأسره لاستئصال هذه المقاومة العظيمة الشريفة بدعم وقيادة أميركية دولية إلى جانب العدو الصهيوني الذي أباح لبنان لآلته الحربية طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً مستهدفاً البشر والحجر ليرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط تقوم على الفتنة والشرذمة والتقسيم في دويلات طائفية مذهبية تسود فيها إسرائيل هيمنة وتسلطاً واحتلالاً.
لكن من جديد اثبت هذه المقاومة الإسلامية الوطنية اللبنانية عظمة صدقها أمام ربها وشعبها فهزمت الإرادة الدولية الظالمة التي وقفت إلى جانب العدو الصهيوني وسجلت أعظم انتصار الهي عظيم للبنان ولفلسطين وللعرب والمسلمين“.
وأضاف “وتستمر المؤامرة بأشكال متعددة وبوجوه مختلفة من اجل النيل من سر عظمة وقوة ووحدة لبنان…
لكن الأمل كل الأمل بوعي اللبنانيين وحكمتهم وتنبههم للأخطار التي تحيق بهم ستفشل كل هذه المؤامرات التي تستهدف لبنان في مكمن قدرته وقوته ألا وهي مقاومته الشريفة العزيزة.
إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة للولي القائد الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وحكومة الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد متمسكون بحقنا في الاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
لن يرهبنا نعيق أو زعيق من هذا العالم المستكبر الذي أفل نجمه وولى زمن تسلطه واستكباره على الشعوب المظلومة المقهورة عندما أشرقت على هذه الدنيا شمس الإمام الخميني الحبيب فأنارت لنا وللشعوب الحرة درب الضياء والجهاد والمقاومة. فالشعب الإيراني الذي اهتدى بهذا النور الرباني لن توقفه كل هذه العقوبات التي ما توقفت يوماً منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لذلك نحن متحصنون بقوة الحق. الحق في أن نكون أقوياء تنعم شعوبنا بالعزة والكرامة وتحقق القوة في اقتصادها والرفاهية والرغد والازدهار في حياتها وهذا يحتاج إلى الاستفادة من الطاقات البديلة المتمثلة في الاستفادة من التكنولوجيا النووية ونحن ماضون في ذلك وهذا العالم يغض النظر بل يدعم ويؤيد الترسانة النووية الحربية للعدو الصهيوني الذي يملك مئات الصواريخ النووية التي تهدد منطقة الشرق الأوسط بكاملها“.
وختم كلمته بالقول “إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نجدد وقوفنا إلى جانب لبنان حكومة وشعباً ومقاومة في وجه كل المؤامرات والتهديدات الصهيونية“.
في منزل الشيخ أبو ذياب
ثم انتقل الوفد في زيارة إلى منزل المرجع الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، حيث تحدث الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي باسم مشايخ جبل العرب حيث أكد ترحيبه بالوفد وقال “ارفع باسم مشايخ الوفد من محافظات السويداء والقنيطرة وريف دمشق أسمى آيات الحب والتقدير إلى معالي الوزير وئام وهاب والشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب وأهلنا في جبل لبنان والى سيد المقاومة اللبنانية البطلة الشريفة والتي قهرت جيش العدو الإسرائيلي سماحة السيد حسن نصرالله والى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعه نحمله أمانة محبة إلى الشعب الإيراني الصديق، والى كل قادة إيران الشرفاء المناضلين وعلى رأسهم الإمام الخامنئي حفظه الله وفخامة الرئيس محمود احمدي نجاد. وكذلك نوجه التحية باسم الشرفاء في الأمة العربية والإسلامية إلى أهلنا الصامدين في غزة الجريحة وفي جولاننا الغالي الذين رفضوا ويرفضون الهوية الإسرائيلية ويدوسونها تحت أقدامهم، ونحن نعاهدكم أيها الإخوة عهد الرجال الرجال أن هذه العمائم البيضاء ستكون في مقدمة الجيش العربي السوري لتحريركم من هذا العدو الجبان“.
وختم بالتحية “إلى كل الشرفاء والوطنيين في لبنان ولمن قدروا وشكروا واعترفوا بالجميل لوقفة قطرنا العربي السوري الصامد بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد ومن ثم بقيادة الرئيس المناضل بشار الأسد“.
الشيخ أبو ذياب
كذلك رحب المرجع الشيخ أبو ذياب وقال “نرحب ترحيباً وفيراًً بحضور سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكريم الوفي في وطننا الغالي لبنان عموماًَ وفي بلدتنا المحبة الجاهلية خصوصاً ونشكر لحضرتكم وجميع الضيوف الكرام الحاضرين زيارتكم الكريمة كنا في داركم ومحلكم ونقدّر مواقف الوزير المكرّم المخلص الموفّق الأستاذ وئام وهاب ابن هذه البلدة التي تحبه ويحبها الذي من نتائج مواقفه الصحيحة هذه الزيارات الموقّرة المقدرة. وأننا في حضرتكم يا سعادة السفير الكريم نحيي قيادة إيران وقيادة سوريا وقيادة لبنان التي بدلت شعار لبنان السابق إن قوة لبنان في ضعفه إلى أن قوة لبنان في قوته التي أثبتتها مقاومته الباسلة وجيشه القوي وشعبه المتماسك فتم النصر للوطن المدافع وتم الكسر للعدو الظالم الطامع ونعم الكسر بمن الله وعونه ومساعدتكم ومؤازرتكم فلله الحمد ولكم الشكر هذا وتجمع بيننا وبين إيران قرابة وثيقة عريقة مؤسسة على قاعدة ثابتة مبني على ركن إسلامي قوي شديد هو الصحابي الجليل الكريم السيد سلمان الفارسي الولي المؤمن التقي الذي نور الله قلب بالإيمان وملأه بالعلم والحكمة والرحمة والإحسان وقد كان مغيث الملهوفين الآخذ بأيدي المستضعفين مشتكي هم المجهودين المحزونين وشافي آلام المتألمين وكاشف كروب المكروبين والقدوة الفاضلة الحسنة لرد ظلم الظالمين وإعانة المظلومين وأول الشيعة المصاحبين ومن أهل البيت المخصوصين الذي علم علم الأول والآخر البحر الذي لا ينزف الذي من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً والذي يناديه زوار ضريحه قائلين: اسأل الله عز وجل الذي خصك بصدق الدين أن يحييني حياتك ويميتني مماتك والذي إليه تشتاق الجنة وأهلها السابق الأول وصاحب الكتابين المبجل كما أكدت الأحاديث الصحيحة المسندة إلى الكتاب الكريم والسنة الشريفة“.
وختم “نحن وإياكم يا سعادة السفير الإيراني الموقر بحبه نتشرف وبه نهتدي ونقتدي ونتعارف ونرفع الصوت عالياً في وجه الظالمين المعتدين المستكبرين ونساعد ونساند المظلومين ونرفد الضعفاء الأوفياء المحتاجين والله جل وعلا ناصرنا المعين ونعم النصير المعين جلت الاؤه وجل ثناؤه“.
0