أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “يوم أمس كان يوماً مشوباً بالفرح والحزن، يوم فرح حين قرن العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني القول بالفعل وأكد مرة جديدة انه مؤتمن على الحدود مع فلسطين المحتلة والأمن في الداخل، ولكنه كان يوم حزن بعد سقوط شهداء الجيش اللبناني وشهيد الصحافة عساف بو رحال”. وأضاف “بعد 4 سنوات من الانقسامات الداخلية استعاد العماد قهوجي هيبة الجيش اللبناني في الداخل واستكملها أمس في الحفاظ على سيادة لبنان، وسقطت إلى الأبد نظرية تحويل الجيش إلى حارس حدود مع “إسرائيل”، وهذا الجيش الوطني كان باستمرار داعم أساسي للمقاومة واثبت بالأمس انه قادر على الكثير لو تأمنت له متطلبات الصمود، ومن هنا نتوجه بالتحية إلى القائد المقاوم قهوجي وللجيش اللبناني فرداً فرداً، ونعزي بالشهداء الأبطال الذين سقطوا وستكتب أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ لبنان”.
وتابع وهاب، خلال حديث في برنامج “مع الحدث” على قناة المنار مع الزميل محمد شري، إلى أن “الدولة مقصرة مع الجيش، وهو بحاجة إلى موازنة تليق به، من اجل بناء تحصينات وتجهيزات له ولكن هناك قرار دولي بمنع ذلك”.
وأشار إلى أن “المقاومة أثبتت حرصها على سلامة الناس وأمنهم وعدم تعريض لبنان لأي عدوان جديد رغم مرارة القرار، وهناك خروقات للقرار 1701 بما يعد 7000 خرق خلال الفترة الماضية، رغم أنني ارفض هذا القرار الذي وقعه لبنان تحت ضغط الحديد والنار”. وتابع “بكل أسف “كان ممكن أن تعلو أصوات تقول أن الحادث مفتعل من قبل البعض، ونحن نقول لهذا البعض عودوا إلى صوابكم وتوقفوا عن خدمة “إسرائيل” التي هي الخطر الأساسي”. وشكر وهاب “لأمير قطر الشيخ حمد خليفة زيارته إلى الجنوب اللبناني، الذي تجرأ على زيارة الجنوب والتحدث عن المجاهدين بينما بعض اللبنانيين لا يرون إلا أن يكون بعض شوارع وسط بيروت فيها سهر ولا يهمهم غير ذلك، لأنه اجبر بعض أركان السلطة على رؤية الجنوب، كون السلطة اللبنانية هي الغائب الأكبر عن ارض الواقع هناك”.
وأشار وهاب إلى انه “لو كان حادث يوم أمس وقع على الحدود السورية-اللبنانية ولو مع احد المهربين ماذا كانت ردة فعل ما يسمى بالمجتمع الدولي؟ الموقف الأميركي والغربي منحاز بالكامل لإسرائيل، وضعف الموقف اللبناني الرسمي بسبب بعض الأصوات النشاز، وفقدان لأي حس وطني والسيادة الوطنية. وهناك مناطق ما زالت محتلة ومنها منطقة مزارع شبعا هي المنطقة الأكثر غناً بالمياه في منطقة الشرق الأوسط، وموقف الجيش اللبناني بالأمس وضع البلاد في حالة وحدة وطنية، وحشر كل السياسيين في موقف وطني”.
وعن المحكمة الدولية قال وهاب “عندما سقط المشروع الأميركي في المنطقة، لجأت أميركا إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبدأ منذ اللحظة الأولى بالاستغلال السياسي لكسب المعركة مع سوريا. والفتنة الداخلية عبر الفتنة السنية الشيعية هو الأسهل أو المحصن لبقاء دولة إسرائيل، وبعض التافهين يتخيلون أن سوريا ممكن أن تترك حزب الله والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها”. وعن اليونيفيل قال “الموساد الإسرائيلي يخترق اليونيفيل، وكان هناك في الأسابيع الماضية استدعاء من القيادة الفرنسية لحوالي 15 عنصر من قواتها وبينهم بعض الرتباء وهم من اليهود ويعملون لصالح إسرائيل دون مال وبدافع عقائدي”. وتابع “رغم موقفنا السلبي من مشروع الشهيد رفيق الحريري إلا انه كان يشكل نقيضاً للمشروع الإسرائيلي، وبإغتياله تحول لبنان إلى ساحة مفتوحة أمام الاستهداف الإسرائيلي وتراجع المشروع الأميركي. ومن هنا أطالب القضاء اللبناني من رالف رياشي والعاكوم وغيرهم إلى قطع علاقتهم بالمحكمة وإلا لن يعودوا إلى لبنان وهذا خط احمر لن نسمح لهؤلاء باستكمال الفتنة بين اللبنانيين، واحذّر كل الناس من التعامل مع المحكمة وعلى الحكومة اللبنانية وقف تمويلها، فريق الحريري لم يعد يستطيع العودة عن القرارات الدولية وهم استعملوا كأداة في معركة دولية”. وسأل “هل أن دماء شهداء أمس أغلى من دماء رفيق الحريري”. وأضاف “القمة الثلاثية كانت واضحة أنها حريصة على وحدة لبنان والخروج من المأزق، ويبدو أن دول المنطقة قد فقدت سيطرتها على موضوع المحكمة والمحكمة أداة فقط في يد إسرائيل وأميركا، القرار الاتهامي موجود ولكن لمن سيتهمون، بالأمس كانت سوريا واليوم حزب الله”. وتابع “الحريري قتل في سياق مشروع كبير وعلينا تحصين وطننا بالوحدة والتوافق، وإذا ما وقعت الفتنة في لبنان فان سوريا ستدخل بجيشها إلى لبنان لمنع الفتنة. والسيد نصرالله حريص على الوحدة الوطنية وهو سيعطي الحقيقة على جرعات حتى يحتمل البلد ذلك، ويجب أن يستمع أركان 14 آذار لرأي وليد جنبلاط ومراجعته النقدية وتجربته مع الغرب وكيف ترك أتباعهم خلال ساعات الحشرة. وإذا أرادوا اللعب إلى الآخر فليكن، ولتكن الفوضى ونحن على حدود فلسطين، ولن نكون رهينة عند الأمم المتحدة بل جنودها رهائن عندنا، وعندما تستعمل الأمم المتحدة من قبل عدونا علينا رد هذا الصاع صاعين، وإذا ما وقعت الفتنة وبدأت الأحزمة الناسفة تتفجر فلن يكون بمقدور احد حماية جنود اليونيفيل، وإذا ما قرروا الهجوم علينا وقتلنا فان المعركة أصبحت مفتوحة”.
وأشار إلى أن “المحكمة الدولية ساقطة أصلاً وهي لم يوقع عليها رئيس الجمهورية يومها الرئيس إميل لحود وهربها فؤاد السنيورة، رأس المشروع الصهيوني في لبنان، ونحن لا نعترف بالمحكمة الدولية وليذهبوا وينقعوها ويشربوا مياهها. رغم أن السيد قد أعطى فرصة للحلول وعلينا مساعدة الرئيس الحريري لتجاوز المرحلة الصعبة، وممنوع أن تقع فتنة سنية شيعية ونحن اتخذنا قراراً بحماية لبنان. وكاسيزي هو إسرائيلي بالكامل وعلى القضاة اللبنانيين الخروج من هذه اللعبة ورفع الشرعية عن هذه الأداة الفتنة، والحكومة ستسقط إذا مشت بقرار الفتنة، وجنبلاط لن يكون خارج هذا السياق ولدينا ثقة بذلك انه لن يكون جزء من الفتنة. وسوريا ستقف إلى جانب كل الشعب اللبناني ولكن لن تقبل بالتآمر على المقاومة ووحدة لبنان والعروبة، وهي لن تساوم بأي شكل على المقاومة، وهي تعتبرها جزء من جيشها وقيمها الوطنية”.
وختم أن “هناك إدارة إعلامية وتنظيمية منذ ست سنوات وتوزع أوامرها على عملائها في الداخل اللبناني، والإسرائيلي لديه نقص في المعلومات واليونيفيل تتجسس لصالحه، ومنها عبر استعمال دبابات فرنسية لتحسس الأنفاق، لذلك وجب الاحتياط والترقب لتجاوز الفتنة ودور هذه القوى”.
0