أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “سوريا اليوم تقف إلى جانب لبنان للخروج من أزمته التي أدخلنا بها القرار 1559 ومشروع جورج بوش الذي قتل الرئيس رفيق الحريري في طريقه، وسوريا تقف إلى جانب كل اللبنانيين وعلى مسافة واحدة من الجميع، ولكن لديها ثابتةٌ لا ننصح أحداً بأن يلعب بها أو يراهن عليها وهي المقاومة في لبنان”. وتابع “سوريا دفعت الكثير لحماية المقاومة في السنوات الماضية، وبعد أن تغيرت كل الأجواء في المنطقة وانتصر خيارنا، خيار المقاومة والممانعة، حتماً فإن سوريا لن تتخلى عن هذا الخيار في لبنان وفلسطين والعراق وكل الأمة”.
كلام وهاب جاء خلال كلمةٍ له في مهرجان بلدة صدد في محافظة حمص السورية، والذي كان تحت شعار “من صدد ارض السريان تحية إلى الجولان”، وسط احتفال شعبي كبير تضامناً مع الجولان المحتل، شارك فيه آلاف المواطنين، وأضاف “من خلال هذا اللقاء الجامع، اصبحنا نفهم لماذا صمدت سوريا وقيادتها ورئيسها وتمكنت خلال السنوات الماضية من إسقاط عملية الاستهداف التي تعرضت لها، وتعرض لها لبنان، وشعب مثلكم لديه إحساس قومي ووطني يمكنه فعلاً الصمود طيلة هذه السنوات”. وتابع “ليس تفصيلاً أن نكون اليوم في حمص، في منطقةٍ شهدت انتشاراً كبيراً لرسالة المحبة، الرسالة المسيحية، وهذه المنطقة ليس غريباً أن تأت اليوم لتتضامن، وفي سياق مهرجانات الفرح والفن التي تقيمها، مع الجولان العربي السوري المحتل. إنها بادرة جميلة وكبيرة ومشكورة، وهي أن نتذكر باستمرار أن هناك إخوة لنا منذ أكثر من 43 عاماً ما زالوا يقاومون ويرفضون الهوية الإسرائيلية أو التطبيع مع المحتل، ويرفضون وجود هذا الكيان الغاصب ويعتبرون سوريا هي عمقهم الطبيعي وهي بلدنا، وان العروبة هي انتمائنا، وجميل جداً أن نتذكر هؤلاء ونتضامن معهم من صدد بلاد السريان إلى ارض الجولان. ولا بد لي أن أشكركم فرداً فرداً على هذه المبادرة، أن أشكركم لان الجولان يعني لي قضية فلسطين”.
وأشار إلى أن “سوريا التي دفعت أثمان باهظة لحماية المقاومة في كل الأمة فإنها رفضت كل المقايضات خلال السنوات الماضية، ولو قبلت هذه المقايضة لكانت بقيت في لبنان لعقود طويلة مقبلة، ولكنها اتخذت خيار الوقوف إلى جانب المقاومة حتى ولو خسرت بعض الشيء، وقررت الانسحاب من لبنان وتركت أصحاب القرار 1559 ينفذون القرار بأيديهم إذا استطاعوا، وحاولوا في أكثر من مناسبة ذلك حتى وصلت الأمور بهم إلى حد المباشرة بشن حرب العام 2006 على لبنان. يومها وجدت المقاومة أن سوريا إلى جانبها بالقول والفعل، ويومها كنتم تشاهدون كيف كانت دبابات العدو تحترق على ارض الجنوب، ويومها كانت الصواريخ التي تحرق الدبابات هي صواريخ سورية. ويومها كانت سوريا مستعدة لدخول الحرب لو احتاجت المقاومة إلى ذلك، ولكن إذا كان أحدكم قلق على المقاومة فأقول له اطمئن لا تقلق، لأن هزيمة المقاومة في لبنان ممنوعة مهما كلف الأمر ولو احترقت كل المنطقة، وهي من المستحيلات مهما كلف الأمر ، ولن نتراجع تحت التهديد بحرب إسرائيلية أو عالمية أو بمحكمة فتنة ونفاق دولية أو حرب وفتنة داخلية، باختصار هزيمة المقاومة ممنوعة، وهذه ثابتة سورية منذ الرئيس المغفور له حافظ الأسد إلى الرئيس بشار الأسد”.
وأكد أن “سوريا اليوم مطلوبة في العراق، ومن الجميع لان لديها مشروع، وهي منذ البداية كانت ضد الاحتلال ولم تتخل يوماً عن وحدة العراق، وكانت دائماً إلى جانب شعب العراق ومقاومته، لذلك الكل يأتي إليها ويطلب مساعدتها لإيجاد المخرج. الأميركي وغيره من القوى الإقليمية والمحلية في العراق يريد مساعدة سوريا ليتخلص من مأزقه. وكانوا يقولون بتغيير السلوك السوري بينما اليوم فإن السلوك الأميركي قد تغير في المنطقة، وهذه هي المعادلة الجديدة”.
ونبه إلى أن “المعركة لم تنته، وعدونا ما زال متربصاً، ولكن اطمئنوا فإن قيادة المنطقة قادرة على مواجهة لعبة المنطقة بحكمة وروية وصدق، وخلال الفترة القليلة الماضية فإن ما يقوم به الرئيس الأسد وحلفائه هو مراسيم دفن الشرق الأوسط الجديد الذي سعى إليه الأميركيون، والسعي إلى بناء مشرق جديد لا مكان فيه إلا للشرفاء من هذه الأمة، وبناء معادلة جديدة قوامها أن تحفظ حقوق وثروات وكرامات العرب وعلى رأسهم حفظ قضية فلسطين في القلب التي تناساها بعض العرب. والابتعاد عن الصراعات الجانبية من صراع مع إيران أو تركيا وصراعات داخلية من طائفية ومذهبية واثنيه وغيرها. ويبقى العدو الرئيسي لنا جميعاً هو الكيان الغاصب في فلسطين ومن يأتي لنهب ثرواتنا على حساب الشعوب العربية”.
وختم بأن “المرحلة الجديدة يمكن أن نطمئن لها جزئياً ولكن علينا الانتباه لجهة استهداف المقاومة والاستقرار خاصةً في لبنان. وما يجري في لبنان هذه الأيام يبشر بفتنة جديدة، ولن نقبل بأي فتنة مهما كلف الأمر ويمكن أن تتدخل سوريا بشكل مباشر كما فعلت في العقود الماضية، والفتنة اليوم تطل برأسها عبر المحكمة الدولية”.
كذلك أكد والمحلل السياسي ميخائيل عوض، في كلمةٍ له في المناسبة، أن سوريا “أضحت اللاعب الرئيسي على مستوى الإقليم، وهي بقيادتها الحكيمة، جعلت من هذا البلد محط أنظار الجميع لطلب مساعدته ودعمه في حل المآزق التي يتخبط بها الأميركي في العراق أو في لبنان أو غيره”. وأشار إلى أن “المقاومة الجذرية لكل هذا الواقع العربي المهترئ هي الحل وهي سبيلنا من اجل غدٍ أفضل”.
كذلك حاضر وهاب في المركز الثقافي العربي في مدينة التل السورية.
0