رأى رئيس تيار “التوحيد” وئام وهاب أن “المدعي العام الدولي دانيال بلمار كاذب ومحتال وهو يغش الناس بطلب المعطيات التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري”، معتبرا أن “لا شيء اسمه محكمة دولية بل هناك تحقيق مسيّس يحركونه كما يريدون، وحزب الله لن يقدم معلوماته إلى هذه المحكمة ويعتبرها محكمة إسرائيلية”.
وهاب، وفي حديث لتلفزيون “الجديد” ضمن برنامج مع الحدث مع الإعلامية نانسي السبع، طالب “وزراء المعارضة بطرح سحب تمويل المحكمة الدولية، وإذا لم يوقف التمويل عليهم بالاستقالة”. مشيراً إلى انه “إذا أوقف لبنان تمويل هذه المحكمة فهي ستتوقف كونه يموّل 51% من تكلفتها من أموال الشعب اللبناني”. وأعلن أن “الجهاز الأمني اللبناني الذي سيتفاعل مع القرار الظني للمحكمة “سيُهان ويتكسر وتندعس رقبتو”، معتبرا أن “اتفاقيات التعاون مع المحكمة الدولية هي “معاهدات مزورة هرّبها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزير عدله السابق شارل رزق دون موافقة رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود والمجلس النيابي”. ورأى أن “القرار الظني المُعد هو انقلاب سنرد عليه بانقلاب ولكن تغيير الحكومة ليس انقلاباً وسيتم بالتوافق بين جميع الافرقاء”، معلنا أن “مؤسسات الأمم المتحدة هي الأسيرة لدينا ولسنا نحن الأسرى عندها”.
وانتقد وهاب “غياب رئيس الحكومة سعد الحريري وسفره في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان، ولم يكن اللبنانيين ينتظرونه حتى يتكلم، وهل أن حزب الله ينتظر من يدافع عنه ويبرر موقفه؟”. وتابع “سعد الحريري بات أسير بعض الشعارات، وادعوه للاستقالة والرحيل لسنة ويعود بعدها لأن لا مشكلة معه ولديه شرعية في الطائفة السنية”. وتوجه إلى المعارضة بالقول “يجب أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل، منذ 5 سنوات ونصف وعصابات السلطة تحاول السيطرة على البلد ولا تلتفت إلى حاجات المواطن، والبعض يعبر بطريقته عن كيفية استخدام الغرب له، وهناك 40 أو 50 شخص يفتعلون المشاكل وعندما يوضعون في صناديق السيارات فان اللبنانيون سيعرفونهم وستتحول الأمور نحو الطريق الصحيح، ولن يحدث شيء كبير والهدوء سيبقى في البلد، لكن من يقبضون المال من أجل الفتنة وإنشاء المحكمة الدولية لن نسمح لهم بتخريب لبنان”.
وأضاف “السيد نصرالله قالها لي في 2005 أنه بين لبنان والمجلس النيابي سأختار لبنان وليكن لهم المجلس النيابي، وفي المرات المقبلة نأخذ المجلس ويبقى لبنان”. وتابع وهاب “بناءً عليه هذه المرة الحساب مختلف عن المرات السابقة والناس ستحاسب هؤلاء، ولن نشرّع الاغتيال مهما كان الثمن، ولكن مسببي الفتنة يمكن أن يشحطوا في الشوارع، ولن نسمح بعد اليوم لأصحاب الياقات والوجوه الصفراء أن ينظّروا من على الشاشات ويفتعلوا المشاكل في البلد، خاصةً وان القرار الظني قد صدر قبل اغتيال الحريري وكل ما جاء بعدها كان معدّاً للانقلاب بشكل منظم وهذا ما يقوله كل من ترك 14 آذار”.
وأشار إلى أن “كل من أهان الضباط واللبنانيين يجب أن يحاسب وبعد هذه الممارسات فقدت كل هذه المنظومة مصداقيتها، إلا أن البلد ليس سائباً وكل من يحاول أن يتسلّى بنا سنتسلّى به والناس ستحاسبه، ومقولة “الحقيقة” هي كذبة لتغطية المشروع السياسي الذي سيتسبب بالفتنة السنية الشيعية”.
وقال عن الرئيس سعد الحريري أن “الرجل نيته طيبة، ولكن “الله يساعدو”، وهو ليس مدركاً لما يجري حوله، والفتنة ليست من مصلحته، والتطرف الديني سيلغيه هو نفسه بالدرجة الأولى، والفوضى التي حذر منها هي من صناعة المشروع وليست من صناعة اليد، وإذا اعتبر أن القرار الظني الكاذب ذات مصداقية فان الخلاف معه سيكبر والمحكمة مشروع إسرائيلي لن نتهاون في مواجهته”. وأضاف “رأيي لم يتغير بالمحكمة الدولية منذ 5 سنوات ونصف، وتسبب ذلك سابقاً بمنعي من الظهور على شاشة المنار بسبب موقفي هذا، إلى حدود أن نقلت هذه الشكوى إلى سماحة السيد شخصياً، ويوم أطلق الضباط الأربعة قلت: إياكم أن تصدقوا فإنها خديعة أخرى. لكن حزب الله حاول منذ البداية التعاطي بايجابية مع موضوع التحقيق ولكن الأمور وصلت إلى حد لا يحتمل، وما زال شاهد الزور محمد زهير الصديق يحظى برعاية من قبل جماعة سعد الحريري وهو يعيش في أحسن الفنادق، وممول من شخص من آل البابا من جماعة الحريري”. وأكد انه “يجب محاكمة كل الشهود الزور من أجل حماية البلد، ولن نسمح لهم بتخريب لبنان، ولن ننتظر سعد الحريري إذا تكلم أو لا، وهو لا يعرف قراءة الخطابات التي تكتب له، بل يتوجب مواجهة المحكمة قبل انتظار قراراتها، وأول الأمور يجب وقف تمويلها وإلا فلتسقط هذه الحكومة غير مأسوفاً عليها”.
وأضاف وهاب “يحاولون الهاء الناس بالقرار الظني، وبعده فان البحث سيمتد إلى ما يزيد عن 5 سنوات وأكثر، في وقت يجب أن يتفرغ اللبنانيون لمسألة الوضع الداخلي اللبناني وخاصة الاقتصادي منه، ووقف عملية النهب الكبرى عبر بعض البنوك من خلال سندات الخزينة إلى ما يزيد عن 12 مليار دولار خلال السنوات الماضية، وذلك يتم عبر منح القروض لبعض الأفراد بفائدة 8% ومن ثم تدان المبالغ الى الدولة بفائدة 42%، وبكل أسف ليس هناك من قضاء في لبنان نشتكي اليه، باستثناء بعض القضاة الشرفاء الذين لا يستطيعون فعل شيء، وهنا أنصح الناطقة باسم المحكمة الدولية فاطمة العيساوي أن تتفرغ للعمل في مسلسلات مصرية بدلاً من تقرير مصير لبنان، ومن يتخيل نفسه انه قادر على فرض قرارات المحكمة فانه سيرى شيء لا يتوقعه، وليجربوا، وكل هذه المعاهدات التي وقعها فؤاد السنيورة وشارل رزق هي غير شرعية وليطبقها هؤلاء عبر قواتهم، ولتذهب العيساوي إلى الممثل الكبير والمجرم حسني مبارك وتعمل معه”.
وأشار وهاب إلى أن “عملنا هو وقف هذه المهزلة وحماية البلد ولن نضمر الشر لأحد وعلينا أن نعيش بأمان في بلدنا مع كل اللبنانيين، ولكننا نحذر من اللعب بأمور خطيرة ويبدو أن الحريري قد أضحى أسير هذه اللعبة، وانصحه بالاستقالة والذهاب لمدة سنة حتى تتحسن الأوضاع ولن يستطيع أن يكمل بعقل ثأري أو بلغة التشفي، لكن السنيورة لن يعود إلى الحكم مهما كلف الأمر، وماذا يشكو محمد الصفدي كي يكون رئيس حكومة، أو عدنان القصار أو غيرهم من الطائفة السنية الكريمة، ويبقى وقف تمويل المحكمة أولى مهمات الحكومة الوطنية، والقرار الظني المعد سيكون انقلاب وسنرد عليه بانقلاب”.
وأشاد وهاب بكلام الرئيس ميشال سليمان “في القمة التي عقدت في بعبدا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، وهو كلام مسؤول واستراتيجي حين يعتبر أن الوحدة الوطنية والهدوء في لبنان فوق كل اعتبار”. واعتبر أن “المحكمة انتهت وخلصت مفاعيلها والملك السعودي حذر من خطورتها منذ العام 2006، والنائب وليد جنبلاط أخبرني أن (الرئيس الفرنسي الأسبق) جاك شيراك قد جرّنا إلى المحكمة الدولية وعلينا أن نعالج آثارها الآن، وجنبلاط التقى فيلتمان في اليومين الماضيين صدفةً وأبلغه الكلام الذي يقوله بالعلن، وبعدما انتهى دور الأدوات في الداخل رمى أصحاب اللعبة الكبيرة أمثال فؤاد السنيورة خارج لعبة السلطة”.
وعن صدقية الكلام الذي نقله السيد نصرالله عن الحريري قال “لا يستفزنا البعض حتى لا نكشف محاضر الاجتماعات”. وردّاً على مقالة الوطن السعودية قال “الجبناء أمثالكم يخافون من المحاكم الدولية ومن الأمم المتحدة وغيرها، وفي وطننا وأرضنا نحن نقرر سيادتنا وكرامتنا ولن نخاف من أي قوة في العالم، وأول المتورطين في اغتيال الحريري هو بلمار والمحكمة الدولية وأمريكا عبر إخفاء المعلومات من الصور الجوية، وكذلك مشروع جورج بوش، وادعوا حزب الله إلى عدم نقاش موضوع المحكمة حتى لا يبدو أننا ندافع عن أنفسنا”.
ورداً على بعض الأصوات قال وهاب “ستين بالمائة من اللبنانيين ضد المحكمة وأمثال فتفت لا يمثلون شيئاً حتى أنه قد سقط في انتخابات البلدية في بلدته، وعدنان عضوم (القاضي والوزير السابق) أشرف منهم جميعاً وأمثال قاطيشا القتلة والمجرمين لا يحق لهم الحديث عن أشرف الناس مثل القاضي عضوم الذي ما زال يقطن في شقة بالإيجار مساحتها 90 متر مربع وأتحدى أي شخص أن يقدم دليلاً على أي فساد عنه، وبالنسبة لجوني عبدو العميل التاريخي مع اسرائيل فليذهب إلى جلسات المساج أفضل له وهو لا يمتلك أي شيء من المعلومات”.
وأشاد وهاب بدور الجيش “والعملية الأخيرة التي قام بها عبر قتل عبد الرحمن عوض مرتكب الجرائم في لبنان سوريا، وهو قد كان مراقباً بشكل جيد إلى حدود ماذا كان يأكل ويشرب، وفي مثل هذه العمليات هناك تعاون جدي بين المخابرات السورية واللبنانية. وأمثال عوض لن يسلموا أنفسهم بسهولة إلى السلطات الأمنية ما اضطر مخابرات الجيش إلى قتله، وهذا الأمر يحظى بتقدير اللبنانيين والجيش يسهر على أمن اللبنانيين بدون أي تشكيك وجميع اللبنانيين معه، ونرجو عدم التشكيك بمثل هذه العملية”. وتابع “لا بد من شكر وزير الدفاع الياس المر على خطوته تجاه فتح باب التبرع لصالح الجيش ولا يمكن أن يكمل الجيش بهذا التقشف، ومثال ذلك أن مديرية المخابرات تحصل على 200 ألف دولار بالشهر لا تكفي لفعل أي شيء، ويتوجب على الحكومة أن تعمل على دعم الجيش بشكل جدي، وان توقف مثلاً دفع فوائد الدين العام”. وأضاف “يمكن أن نطلب من الدول الصديقة مثل سوريا من أجل دعم الجيش عبر تجهيزات والذهاب إلى إيران للمساعدة، ويجب أن نكسر الحظر على ذلك والخروج من الشروط الأمريكية، وباب التبرع للجيش مفتوح بلا شروط، وقد كان هناك في السابق مشروع لإنشاء أجهزة بديلة عن الجيش والسنيورة حاول ضرب المؤسسات العسكرية، لكن الآن الوضع يتغير”.
وعن جلسة الحوار قال “لا أحد يسمع أو يتهم أو ينتظر اجتماع جلسة الحوار الوطني، وهناك مشروعين في البلد ولكن احدهما سيهزم نهائيا بالسياسة، وهناك مجموعة استخدمها الأمريكي لفترة وسيتخلى عنها قريبا بشكل نهائي”.
وتوجه إلى قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول “يبدو انك اليوم بعيد عن الواجهة وهذا أمر جيد، وقد دخلت أو أدخلت في العام 1982 في مغامرة، وجميعنا دفعنا الثمن وفقد الجبل شريكه الأساسي، وكذلك في العام 1989 وغطى جعجع اتفاق الطائف وخسر المسيحيون دورهم، إياك أن تكرر الخطأ وتدخل في مغامرة جديدة، لأنه لا مصلحة لنل كأقليات صغيرة بخلاف بين الأقليّتين الكبيرتين، السنة والشيعة، وجميعنا يدفع الثمن. ونحن جيل تربّى على السير خلف أمّة السنة في مواجهة الاحتلال والاستعمار وإسرائيل، ولا يمكن تحويل السنة إلى طائفة، ونحن إلى جانب المقاومة والموقف الدرزي إلى جانبها وليس لنا مصلحة أن نقف إلى جانب الفتنة، وكل من ينظّر للمحكمة ويسعى للقضاء على حزب الله فهو واهم، ولنبدأ بالعمل على بناء بلد طبيعي، وخلال السنوات الخمس الماضية عجزنا عن إدارة شؤوننا بأنفسنا”.
وختم بالقول أنه “إذا عاد الاقتتال إلى لبنان ستعود الدبابات السورية إليه، وأي مشكلة في لبنان فإنها ستنعكس على سوريا حتما وهي لا تسمح بترك الأمور تكبر، وهذا رأيي الشخصي”. مشيرا إلى “عودة الوصاية الإقليمية والدولية إلى لبنان، ومنها الوصاية السورية، وهناك تقدم في التفاوض السوري السعودي على صعيد لبنان ومن يرفع السقف يعتبر ضمن المشروع الإسرائيلي، وقد تخلى الأميركي عن لبنان بعد تقدم المفاوضات بينه وبين السوري على الملف العراقي، يبدو انه دائما في هذه المنطقة ومنذ عدة قرون أن التاريخ يعيد نفسه، والتوافق في المنطقة على تسليم سوريا ملف لبنان قد أضحى قاب قوسين”.
**