اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ان “الخطر فيما يخطط له في بعض الدوائر وما يتخذ من قرارات فيها، بعد ان عجزت تلك الدوائر عن تحقيق قدرتها في السيطرة العسكرية على كل من العراق وغزة ولبنان”. وتابع “كل هذا بعد ان اسقطت المقاومة الشريفة قناعهم الخبيث المرتبط مع اسرائيل وحلفائها في الداخل والخارج، ولذلك فإن قراراتهم كلها لن تمر، اكان قراراً ظنياً ام قضائياً، وسوف تتحطم كل قراراتهم، ولن نسمح بوقوع فتن مذهبية او طائفية، وسنحول تراب هذا الشرق الى براكين تنفجر فوق روؤسهم، وسنقطع اليد التي ستمتد للنيل من مثلث صمودنا القومي، ومحور الممانعة الاقليمي وفي طليعتهم الدولة الصديقة والحليفة الجمهورية الاسلامية الايرانية ونؤكد من جديد، على ان قوتنا غدت في مقاومتنا، وفي وحدة شعبنا وجيشنا، وفي ارساء أقوى العلاقات الاخوية والمرتبطة مباشرة مع موقع القرار في دمشق الابية الصامدة”.
واضاف وهاب، خلال حفل افطارٍ رمضاني اقامه تيار التوحيد في مجمع يعفور السياحي في مدينة دمشق، لدعم بناء المركز الصحي لمنطقة الشوف، حضره مفتي عام سوريا الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حسين جربوع ممثلاً بالشيخ كميل نصر، حشد من القيادات السياسية والحزبية ورجال الاعمال وحشد من المشايخ من مختلف محافظات لبنان وسوريا، ومن اصدقاء التيار والمواطنين، ان “التجارب من عمر لبنان قد اثبتت بانه كلما ابتعد عن محوره الطبيعي كلما تمزقت اوصاله، وكلما تلاحم وتماسك مع هذا المحور كلما اشتدت قامته وانتصبت في مواجهة المشاريع والمخططات الاجنبية. ولقد أتت الى لبنان ومنذ الخمسينيات، جحافل الجيوش الاجنبية، وما سمي بقوات الردع العربية، وما يسمى اليوم بالقوات الدولية، وبالنتيجة، عبثا يحاولون الوصول لتحقيق اهدافهم: فلسطين عربية وستبقى عربية، وجنوب لبنان وما تبقى من ارضه المحتلة وسفوح الجولان وبلاد مابين النهرين، بالنتيجة ستبقى لنا ولاولادنا، لشرفاء ومجاهدي ومقاومي الامة الاحرار التائقين لملاقاة ربهم في اليوم الموعود”. وتابع “اما اولئك المتسكعين امام السفارات، والمراهنين على انظمة التبعية نقول: عودوا في هذا الشهر المبارك، شهر التوبة والغفران والتسامح، عودوا الى إيمانكم بربكم، بشعبكم بحقكم، بوطنكم، بامتكم، علكم بذلك يتقبل منكم، ويغفر ذنوبكم انه غفور رحيم”.
وتابع وهاب “في زمن الصوم، والشهر المبارك، شهر الغفران والفضيلة، نقف امام انفسنا للتأمل والصفاء والمحاسبة، للعودة الى ينابيع الايمان وكتاب الله العزيز، نعود الى حيث تنبعث الارادات الخيرة، والنفوس الكريمة، في لحظة العطاء من اجل الخير ولا شي سواه، في لحظة نفض الغبار وما لحق بنا من اخطاء، علنا بذلك يكتب لنا الغفران ويأخذ بيدنا نحو الخلاص والانعتاق من قشور الدنيا الى اعماق الوجود والمعرفة والنجاة، في زمن الصوم نلتزم الثوابت والمبادئ، ونذهب لمحاسبة الذات، وفي هذه الايام المباركة ترتسم امامنا صور الناس المعذبة والمحتاجة والمقهورة، بفعل احكام او ضائقة او ظلم، لذلك كان توجهنا في تيار التوحيد ملامسة الواقع الانساني، وتقديم العون لكل محتاج في حقه بالعلاج والاستشفاء، بعيداً عن مظالم القوانين، والارتهانات الفئوية. فأطلقنا في رمضان المبارك، المبادرة لبناء المركز الصحي في منطقة الشوف من لبنان، واخذنا قرارنا بالطلب من اصحاب النفوس الكريمة والمرجعيات القادرة، لمد يد العون ونجدة المحتاجين الذين لاحول ولاقوة لهم الآ بالله العظيم”. وتابع “لذلك، اتينا الى دمشق الحاضنة لهموم الناس، الى شآم الحاملة قضايا العروبة والاسلام، الى عرين الاسد الرابض في عرينه لحماية الرّبع والديار والمصير وارتضينا الافطار الرمضاني ايماناً بجوهر عقيدتنا التوحيدية والوحدوية، وبحقيقة التاريخ، التي لن تستطيع كل معاهدات واتفاقيات الدنيا ان تغير في واقعه شيئاً، فها هي سوريا اليوم، وبعد كل ما تعرضت له من ضغوطات، تثبت صحة خيارها الممانع والمقاوم، وتؤكد على انها قلب الأمة النابض ومستقبل مشرقنا العربي الجديد”.
وتابع “ايها السادة، إن الخير والصدق والوفاء، لايقتصر على تقديم الخدمات والمساعدات، بل بصدق الالتزام بالتعاليم السماوية، والثوابت الوطنية والقومية، والوفاء لتلك التعاليم والثوابت. إن صدقنا في الوفاء لمن كتبوا تاريخنا الجديد، بدمائهم الزكية، وارواحهم الخالدة، يدفعنا وفي هذا الشهر الفضيل، للوفاء لهم والدفاع عن تضحياتهم، التي اعادت للأمة بريقها وللاسلام سيفه ودرعه المجيد. الشكر الكبير لسوريا التي حفظت كرامة هذه الامة، واشكر سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حسين جربوع على حضوره ممثلاً بالمشايخ الافاضل نظراً لوضعه الصحي الدقيق. كذلك الشكر الكبير لصاحب السماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور بدر الدين حسون، وهو قد كان خير معين لنا في الايام الصعبة. كذلك اشكر لرجل الاعمال السيد محمد حمشو مساهماته الكبيرة معنا، وسماحة القاضي الشيخ مرسل نصر، ولكل من ساهم معنا”.
وختم بالقول “انني اذا اشكر لسوريا العربية الصامدة ، استضافتنا لهذا الأفطار المبارك ،اشكر لكم حضوركم ودعمكم لانجاح مشروعنا الصحي،طالبين من الله سبحانه وتعالى ان يبقيكم بأوفر الصحة والسعادة، كل عام وانتم بالف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتبقى احب اللحظات لدينا للمسافر الى ان يعود ، وللصغير الى ان يكبر، وللمريض الى ان يشفى”.
المفتي حسون
من جهته القى مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور احمد بدرالدين حسون كلمة اكد فيها على ان “رسالتنا ان يعود لبنان الحبيب بأطيافه لا بطوائفه، وان نرى مجلس النواب منتخب على اساس اطياف لبنان لا على اساس الطوائف. واننا نريد من مجلس النواب ان يكون مجلساً فيه كل لبنان بكل فئاته، وهذا مجلس للامة وليس مجلس للجماعات، يجب ان يكون تحت قبة البرلمان الانسان المصابر في امته. ورداً على من يريدون ان يقسموا العالم الى مذاهب وطوائف نقول: لقد ارهقناكم، وان اخشى ما اخشى الشهر القادم وبعد هذا المؤتمر الذي سيعقد في واشنطن بإسم المفاوضات، ما رأيت مفاوضات بدأت الا وبعدها فتنة في لبنان او سوريا او مكان آخر، لماذا يا ترى؟ هل يريدون من كامب دايفيد ان تمزق الناس مرة اخرى؟ لذلك فإن لبنان وسوريا اليوم هما الصخرة بأبنائهم بفكرهم بثقافتهم برسالتهم وبقيادتهم، وارجوا الله ان يمد الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد بالعون على مواجهة الصعاب والازمات المحدقة بنا”.
واضاف “واخي الاستاذ وئام اليوم يدعونا لبناء مدينة التوحيد الطبية، وهذا دائماً يعطي الامل في المستقبل، وبذلك يرد على من يهدم بالبناء، وهناك بناء الفكر في جامعاتنا وبناء الروح في خلواتنا ومساجدنا، وبناء العقل في مؤسساتنا الفكرية وبناء الجسم السليم في مؤسساتنا الصحية وكلها متكاملة مع بعضها لا تتفرق ولا تنفصل. اخي وصديقي والذي اعتز بصداقته واشعر به دائما العربي المتجذر في عروبته، المتوحد دائماً في رسالته، الموحد في خطواته، اخي الذي لم يتراجع يوم صرصار زلزال الردة، وثبتت قدمه يوم توسعت سوق النخاسة لمن يبيع نفسه فأبى الا ان يكون حراً ابياً. ولما سمع جاهليتهم تهاجم ارضهم وعرضهم وبلدهم لبنان وسوريا، نادى فيهم {الا يجهل احد علينا فإننا نجهل فوق جهل الجاهلين} اخي معالي الاستاذ وئام وهاب. فكنت كلما انتهى من حديث في التلفاز اهتف اليه فأقول حماك الله، اني اخاف عليك، لانك في زمنٍ الحر فيه يدفع ضريبةً اليمة، من حريته وكرامته، ومن يطأطأ رأسه يعطى المناصب والمواقع، وانت لبيت ان تطئطئ فتحمل نتيجة موقفك، وها انت تتحمل”.
وتابع “يا من نبتم في ارض لبنان الحبيبة وازهرتم في ربوعها وجبالها، اذا كان رمضان هو شهر يجمع الاسرة الصغيرة، فجماله انه يجمع الامة. فهذا اللقاء اليوم في هذا الشهر المبارك، الذي جعله الله خير الشهور لانه حرك فيه العقول، فحين يمنعك من الطعام انما يريد ان يحرك فيك شيئاً آخر، ولذلك انزل القرآن في رمضان لنتلقاه بعقولنا لا ببطوننا، فالبطن اذا امتلأت وجعلت من القرآن سوقاً تبيع فيه وتشتري وتتفرق باسم القرآن الى مذاهب وطوائف، فإن هذا القرآن الذي انزل في شهر رمضان ما جاء الا ليوحد، ويسموا بالثقافة الانسانية، لذلك اول آية فيه {الحمدلله رب العالمين} ولهذا دلالات عظيمة وعميقة”.
واردف “اخوتي الاعزاء، في لبنان وسوريا، وسامحوني اذا قلت بأنني لا اعترف بالحدود بين كل اقطارنا العربية والسبب ان القرآن جعلنا بلداً واحداً، وهناك ثلاث مواقع تلقت رسالات السماء: سيناء وسوريا ومكة. وردت جميعها في صورة واحدة من القرآن الكريم {والتين والزيتون وطورسيني وهذا البلد الامين وقد خلقنا الانسان في احسن تقويم}. اي انه لماذا جمعت سيناء مع التين والزيتون مع البيت الامين؟ تكلم عن الامكنة ولماذا يتكلم عن الثمر؟ ما الجامع بين طور سيناء ومكة والتين والزيتون؟ التين والزيتون هي بلدكم سوريا من غزة الى انطاكيا ومن البحر الى معان، هذه هي ارض التين والزيتون، التي تحدها طور سيناء برسالة موسى.
ايها الاحبة في هذه الليلة الرائعة التي نظم عقدها وجمع فرائدها الوئام، والوئام دائماً مهمته الجمع لا التفريق، بما وهبه الله فهو وهاب في وئامه ان شاء او ابى. ان هذا الجمع الذي جمعته اليوم ليس غريباً، فقد كان اجدادنا هكذا يعيشون، كان البيت الواحد يضم الاسر المتعددة التي وان اختلفت فكرياً ومذهبياً فهي كأطياف الشتاء، وطيف الشتاء ما اجمله يوم ينزل المطر ثم تستطع شمس الحكمة والعقل والفكر اثر تلك الالوان، بالله عليك لو بقيت لوناً واحداً لبقي لها روعةٌ وجمال؟ كلما تعددت الالوان زاد الطيف جمال، وليعلم العالم اننا طيف واطياف لا طوائف ومذاهب. كل يكمل الآخر، فإذا كان الفكر السني فكر الفتح، واذا كان الفكر الشيعي هو فكر الولاء، فالفكر التوحيدي هو فكر التصوف الاسلامي الذي يسموا بالانسان فكراً وروحاً، ويجعل من الاحكام الشرعية ثمرات لا صوراً فقط، وهذا ما قرأته في كتب شيوخ الموحدين الاوائل يوم بنوا الازهر ليجمع الامة الاسلامية لا ليكون لجماعة واحدة او مجموعة واحدة، فيحق لكم اخوتي ابناء معروف ان تفتخروا ان ازهركم لا زال يزهر اليوم وغداً حينما اسسه اجدادكم بالامس. ولكن ارجوا ان تدعمه دائماً بالثقافة ولا تخافوا وتنفصلوا وتمنعوا ثقافتكم عن الانتشار فأنتم مسلمون حملتم راية الاسلام للعالم وبشرتم بها في الكون، فلماذا يعزلنا الآخرون، لا تقبلوا ان يعزلكم احد فأنتم اصحاب رسالة منهجها القرآن ونبيها محمد عليه الصلاة والسلام، وعلي والزهراء والصدّيق وسلمان هم اعمدة اعمدة النور فيها الى يوم القيامة….”.
وختم “ايها الاخوة، انه عقد جميل استطاع ان يجمعه اخي وئام من الوطن الواحد من لبنان وسوريا، وارجوا الله ان لا نغمض عيوننا متجهين الى الآخرة الا وفلسطين قد زالت الحدود بيننا وبينها، فننطلق من جنوب لبنان ومن الجولان لنصلي في القدس دون ان نخرج بطاقة شخصية لأحد في البرية لأننا في ارضنا نسير وفي عرضنا نعيش وفي صفاء رسالات السماء نستنير. والسلام عليكم”.
شيخ العقل حسين جربوع
كذلك القى الشيخ كميل نصر كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، بعد تعذر شيخ العقل الشيخ حسين جربوع عن الحضور بعد اجرائه عملية جراحية، وقد قال فيها :
سماحة الشيخ الدكتور العلامة الشيخ بدر الدين حسون مفتي عام الجمهورية العربية السورية،
صاحب الكلمة الشجاعة في المواقف الصعبة الثابت معالي الاستاذ وئام وهاب
السادة الحضور،
كان من المقرر ان يكون بيننا سماحة الشيخ حسين جربوع شيخ عقل طائقة الموحدين الدروز لكن الحالة الصحية له كانت حاجزاً امام حضوره فحملني اليكم التحية والمحبة والاحترام والتقدير لكل الحضور،
وبإسمه واسم الوفد ان نحييكم تحية الاسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا الحفل الكبير من امسيات شهر الخير والبركة والتسامح والتقوى، شهر رمضان المبارك المقدس بقدسية ما انزل فيه ليلة القدر التي ليلة خير من الف شهر وانزل القرآن على قلب رسول البشرية صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمةً للعالمين بدليل قوله تعالى {وما ارسلناك الا كافةً للناس بشيراً ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون}. حمل الرسالة وادى الامانة وجعل من الاسلام نوراً في الفكر وصلاحاً في العمل”.
ايها الحضور الكريم
يعيش العالم اليوم في عصر متهاتف خلقياً تقوده قوة عمياء لا شرف لها ولا اخلاق، فيه الارهاب والقتل والدمار واحتلال اراضي الغير ونهب ثروات الشعوب، وفيه الخونة والعملاء وكل ما يضر بالانسان.
ونحن يا سماحة المفتي نطالب بالوسطية في الاسلام الذي لا يعرف التطرف والشطط، يحاكي ايمان المؤمن وانسانية الانسان ونؤمن بكل حاجاتنا وطاقاتنا الى عوامل تبني وسواعد تحمي وقلوب مؤمنة. نحن نعيش في معركة السلام كما نعيش في معركة الحرب والاعداء قد وضعونا في سلةٍ واحدة لذا يتحتم علينا ان نكون في خندق واحد.
ومن هنا نحييكم ونشد على اياديكم ونبارك لكم خطواتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
0