قال رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، خلال حفل إفطار أقامته اللجنة الطبية في مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب في نادي الشقيف – النبطية:” لمسنا خلال الأسابيع الماضية محاولات للضحك على الناس بتأجيل القرار الظني. فالذي يعرف القرار الظني من سنتين ما هو، والذي يقول انه قادر أن يؤجل القرار الظني أشهرا، يعني أن القرار الظني بيده وهو الذي ركبه وشريك فيه”. أضاف “فليسمع الجميع لا تأجيل القرار الظني يعنينا، ولا المحكمة الدولية تعنينا ولا دانيال بلمار يعنينا، ولا كل قرارات لجنة التحقيق الدولية تعنينا، إياكم أن تغامروا بالوضع اللبناني انتم تأخذوننا إلى مغامرة غير محسوبة خدمة لأهداف دولية معينة. ونحن واثقون أن المحكمة لن تحكم في موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه المحاكمة ستستمر لسنوات والمحكمة ستصل الى مكان ستجد أن ليس لديها أي قرائن تستطيع أن تحكم فيها”.
وتابع “سمعنا أن مجلس الوزراء يدعو إلى تخفيف الحملات، المدخل لتخفيف الحملات السياسية والإعلامية هو بأن تبادر الحكومة إلى وقف تمويل هذه المحكمة الفتنة وبسحب القضاة اللبنانيين من هذه المحكمة ولا مجال لأي مخرج آخر، إذا صدر القرار الظني في تشرين أو في آذار نفس الشيء بالنسبة لنا هذا السيف المصلت يجب أن نزيله عن رقاب اللبنانيين”.
وأضاف “إذن رئيس الحكومة يحاول إدخال لبنان في لعبة ليس بحجم لبنان، ومنذ أيام أتاه مستشار لأحد الملوك وليس الملك السعودي فحثه وشجعه على تأييد المفاوضات مع إسرائيل، وهو يحاول إدخال لبنان في لعبة ليست بحجم البلد، ومنذ أيام كان مستشار لأحد الملوك عنده، وليس السعودي، فقال له وشجعه على تأييد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. فهل يستطيع رئيس حكومتنا المصون فعل ذلك؟ ما الحاجة لإدخال أنفسنا في هذا الموضوع، وهل نحن لا نعلم أن نتنياهو لا يقدم أي شيء للفلسطينيين وبالتالي هذه المفاوضات لن تصل إلى مكان، وما هي مصلحتنا بإدخال لبنان في هذه اللعبة. رغم أننا كنا نعتقد لفترة بأن الحريري هو على خط التفاهم السوري السعودي الذي يحاول حماية لبنان من العواصف الآتية، فإذا بنا نراه الآن على خط التفاهم المصري الأردني الأميركي ومحمود عباس والمفاوضات المباشرة، وما إلى ذلك، وهنا اختلف الوضع، وهنا بدأت مرحلة مختلفة من حيث جر لبنان إلى مكان آخر. وهذه مقامرة لن نسمح بانتهاجها ويجب وضع حد لهذه السياسة الغبية في لبنان وهي مغامرات غير محسوبة أو رابحة”.
وتابع “حاولوا في السنوات الماضية الضحك على الناس بتأجيل القرار الظني، ولكن من يقول انه يعرف القرار الظني منذ عامين وهو الآن قادر على تأجيله مما يعني انه هو من ركّب القرار الظني، وهو شريك به. ومن هنا فليسمع الجميع أن لا تأجيل القرار أو المحكمة الدولية ولا ذاك النصّاب دانييل بلمار يعنينا بشيء وكل قرارات لجنة التحقيق الدولية تعنينا. إياكم أن تغامروا بالوضع اللبناني وتأخذوننا إلى مغامرة غير محسوبة خدمةً لأهداف دولية معينة. ونحن مطمئنون، المحكمة الدولية لن تحكم في موضوع اغتيال رفيق الحريري، وهذه المحاكمة ستستمر لسنوات طويلة ولن تصل إلى مكان وستجد انه ليس لديها أي قرائن تستطيع أن تحكم فيها، وقد عرضوا ذات القرار الظني على المحقق السابق براميريتس ورفض يومها قائلاً بأن هذه القرائن ضعيفة وغير كافية ولا تستطيع محكمة أن تحاكم بناءً عليها. ولكن المحقق الحالي بلمار دخل هذه المغامرة، اليوم يدعوا مجلس الوزراء إلى تخفيف الحملات، والمدخل إلى تخفيف الحملات السياسية والإعلامية أن تبادر الحكومة إلى وقف تمويل المحكمة – الفتنة وسحب القضاة اللبنانيين منها. ولا مجال لأي مخرج آخر إذا كان احد يفكر بمخرج آخر. القرار الظني سواء صدر في تشرين أو آذار مثل بعضها وبالنسبة لنا سيان، يجب أن نزيل هذا السيف المسلط على رقاب اللبنانيين، ونتحداكم أن تكونوا انتم تريدون الحقيقة ومنذ ست سنوات وانتم تسعون إلى السلطة فقط وذلك من اجل توسيع سوليدير وسرقة الكهرباء والهاتف على حساب دم رفيق الحريري. ولو كان رفيق الحريري يعلم أن دمه كان سيتسبب بهذه الفتنة لرفض، رغم خلافنا معه على المشروع الاقتصادي والسياسي في بعض الأماكن”.
وسأل “هل فكر دولة الرئيس الحريري كيف يمكنه أن يحكم بعد صدور القرار الظني؟ وكيف يمكنه أن يكمل حياته السياسية بعد قرار فتنة من هذا النوع؟ وهل يتخيل نفسه كما السنيورة لا يمكنه العودة إلى السلطة في المستقبل؟ وهذه الأمور هي رأي كل أطراف المعارضة ولم يعد بالإمكان التلطي خلف الأصابع، لان المسألة اتجهت إلى نواح خطيرة أكثر مما نتصور وأصبحت المسألة تتعلق بكرامتنا، وهم يحاولون تحويل المقاومة التي دفعت آلاف الشهداء والمعوقين، وتحملت عن كل الأمة، من حركة تحرير وطني إلى مجموعة من القتلة تغتال في لبنان. يحاولون تصويرها هكذا كمقدمة لإشغال المقاومة في الداخل، وضربها بالفتنة الداخلية. ونعيدها مرة جديدة الفتنة الداخلية في لبنان ممنوعة وإذا فشلت هذه الحكومة في منع الفتنة وفي انتزاع فتيل القرار الظني فإن لدى المعارضة كل الوسائل منع وقوع الفتنة في لبنان وهناك ثوابت للمعارضة تلتزم بها ولبنان لا يستطيع احد أن يجره إلى الفتنة أو المحور الإسرائيلي الأميركي”.
وأشار إلى أن “هذا الفريق قد وصل إلى السلطة منذ خمس سنوات بقوة المشروع الأميركي في العراق وامتد إلى لبنان ومن أتى مع الأميركيين يجب أن يذهب معهم، لأنهم قد بدأوا الانسحاب من العراق، وحتماً كل ما تركوه بحكم تقدمهم في المنطقة في المرحلة الماضية يجب أن يبدأ بالاستعداد للرحيل معهم، إلا إذا كان منهم من يريد شراكة حقيقية وفعلية وهذه مسألة ليست بالمستحيلة، وهذا الوزير وليد جنبلاط اكبر مثال، والآن يخرج ليقول بكل جرأة، ونحن نحيي جرأته، وهو يقول “أنا كنت أداة صغيرة وأنا أخطأت واستُعملت في هذا المشروع” وعلى الآخرين أن يقتدوا به، ومن يعتقد انه بإمكانه أن يراهن على مشاريع واهية مثل ضرب إيران وقبلها على إسقاط سوريا ومن ثم إسقاط غزة أو سقوط المقاومة في لبنان واليوم رهانهم على ضرب المقاومة بوسيلة أخرى، وهل سنبقى أسرى هذه الرهانات، إلى متى؟ وقبلكم راهن فريق سياسي منذ العام 1976 على صحة الرئيس حافظ الأسد، وقد خسر كل شيء وهو يراهن لمدة 24 عام على صحة الرئيس الأسد، وهو اليوم ما زال يكمل رهاناته الخاسرة، وخاصةً جزء من الإخوة المسيحيين”.
وطمأن إلى أن “القوة والفاعلية على الأرض هي التي تقرر، والمعارضة يبدو أنها تتجه إلى اتخاذ قرار على مستوى معالجة الوضع إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، والبعض يطالب بمنحه فرصة، ونحن على استعداد لإعطاء كل الفرص ولكن ليس إلى مالا نهاية ولن نسمح للغم المحكمة أن ينفجر بنا، وسنفجره قبل وصوله إلينا، ونحن مدركون لعبة الوقت التي يلعبونها معنا، وإنهم كانوا يتحدثون عن صدور القرار في أيلول ولكن تحضيراتهم كانت تعمل على إصداره في هذا الشهر، والآن القرار تأخر وقام بمسرحية شكلية بلمار، انه هو يريد القرائن التي قدمها السيد نصرالله، والقرائن التي قدمها السيد قدمها إلى الرأي العام والقضاء اللبناني وهو لا يثق بالمحكمة الدولية أو بالمحقق بلمار، وأكثرية الشعب اللبناني لا تثق بهذا القاضي الكذاب. هذه القرائن هي أمام الرأي العام اللبناني والعربي كي تعي الناس ما الذي يحضر، ومن شدة غبائه لم ينتظر على الأقل أسبوع حتى يقول ان القرائن غير كافية ونحن نعلم انه يناور ويقوم بخطوات شكلية”.
وختم بالقول “هذه الحكومة إذا كانت قادرة على تجاوز المرحلة دون خسائر فهي تسجل سابقة كبيرة وإذا خرج رئيس الحكومة من هذه اللعبة فانه يكون قد تمكن من تسجيل نقاط كبيرة، أما إذا كان سيستمر في هذه اللعبة سيسجل سابقة خطيرة وهذه اللعبة التي تحاول استخدامه فحتماً إن أول ضحايا لغم القرار الظني ستكون هذه الحكومة”
0