بالتزامن مع اقتراب الذكرى الخامسة عشرة لدحر العدو الصهيوني عن جنوب لبنان، كانت إطلالة سيد المقاومة أمين عام “حزب الله” سماحة السيد حسن نصرالله وفي وقت دقيق وبالغ الأهمية، ركّز سماحته على توصيف ما يجري على أرض الواقع وفي الميدان، وأشار الى الأولويات التي يجب التركيز عليها من خلال رؤية واضحة وتلازم عمل قوى المقاومة في مختلف الجبهات وعلى مساحة الإقليم وحيث العدوان والمشروع والأدوات تعمل من أجل تحقيق أهدافها، ولكنها تفشل في تحقيق ما تبغيه، وشدّد على وحدة المواجهة وكان هناك أكثر من رسالة مضمنة.
وفي الوقائع وساحات المواجهة، فشلت عواصم الوهم والإرتهان في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وما نراه من مؤتمرات هو مجرد مواعيد لتوزيع الهبات والأكل على موائد السلطان وبيع معلن للمواقف وتثبيت لصفقات جديدة مع أصحاب المشروع الذي يعادي أمتنا ويحاول أن يجعلها رهينة لمصالح الدول الإستعمارية، وفي المقابل، تستمر المقاومة في ترسيخ معادلات جديدة وتستطلع بالنيران وتكبد العصابات المسلحة من “نصرة” وأمثالها الخسائر الكبيرة.
وأوضح سماحته، أن العدوان السعودي الذي يستهدف اليمن تحت مسمى “عاصفة الحزم” وخلال 21 يوماً من العدوان، أعلن بأنه حقق أهدافه، وهذا مجرد خداع وتضليل، وبعدها أطلق العدوان تسمية جديدة تحت مسمى “عملية إعادة الأمل” باسم العرب والعروبة واستمر التضليل، والسؤال، هل أعادت السعودية الشرعية المدعاة لـ “عبد ربه منصور هادي”؟
في الواقع استمر الجيش اليمني و”أنصار الله” واللجان الشعبية في التمدد، والسؤال أيضاً، هل تمكّنت السعودية أن تعيد هيمنتها على اليمن وهل قضت على الهيمنة الإيرانية المدعاة؟، لذلك نحن أمام إنتصار يمني واضح بفضل صمود اليمنيين وشجاعتهم وصلابتهم وأمام هزيمة سعودية واضحة، ودليل على ذلك هم يبحثون عن جنود يستأجرونهم للإستمرار في عدوانهم، وأما أهدافهم المعلنة فهي مجرد تضليل وخداع، وأين العملية السياسية التي يتحدثون عنها؟ وأين الإستمرار في مكافحة الإرهاب، أرادوا الهيمنة على اليمن وعندما فشلوا يحاولون تدميره وهذا ما يجري، وبعد أربعين يوماً من العدوان السعودي على اليمن، يرفض الشعب اليمني وقواه منطق الخضوع وبدأوا يأخذون زمام المبادرة.
وعن الوضع في العراق قال سماحته: “إن مشروع التقسيم الأميركي يُدخل المنطقة في حروب عرقية قد تستمر مئات السنين”، والسؤال أيضاً ما جدوى “التحالف الدولي” الذي أُعلن تأسيسه؟ ويعمل الجانب الأميركي في توظيف خطر وسلوك “داعش” كي ينجز مشروعه في المنطقة وتقسيم دول المنطقة على أسس عرقية وطائفية، وبذلك يكشف الأميركيون عن نواياهم الحقيقية، ويعمل الكونغرس الأميركي على استصدار قرار “لتسليح مكونات عراقية” وبشكل مباشر والهدف إضعاف الدولة العراقية وجعلها تبدو عاجزة أمام “داعش”، ومثل هذه الخطوة إذا مرت ستؤسس لخطوة تؤدي الى تقسيم العراق وبقية دول المنطقة وحتى تلك الدول المتواطئة مع الولايات المتحدة وفي المقدمة منها السعودية.
لذلك فإن مصير هذه المنطقة وتحدياتها واحدة، وهي تواجه العدوان والحرب النفسية التي تشن عليها، وفي محور المقاومة ليس هناك من حسابات فئوية، والدفاع عن سوريا ولبنان وفلسطين يتم من خلال تشخيص ورؤية واضحة.
وقال سماحته بأن المقاومة في أوج جهوزيتها وهي تدافع عن الوطن وليست بحاجة الى إصدار بيانات، لكن الوقائع وميدان المواجهة هو المعيار ونحن نواجه العدوان الذي يستهدف الجيش والمواطنين ويستمر في احتجاز الجنود اللبنانيين، وبالتالي فإن مواجهة الخطر هو تكليف إنساني وأخلاقي ووطني، وعندما تبدأ العملية ستفرض نفسها على وسائل الإعلام، وقرار المقاومة مواجهة العدوان وأخطاره تمّ إتخاذه، وعن أهداف العملية والمكان والزمان سيقول الميدان كلمته.