أمين مصطفى
رأى رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب في حديث لـ الوطن أن ميزة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى أنه حوّل قطر من دولة صغيرة الحجم بالسكان الى دولة كبيرة في الدور.. وقال: نحن في لبنان نشعر بالاطمئنان عندما يتحرك سمو الأمير ويتخذ موقفا او يشير الى دعم او يقوم بزيارة لأننا نعرف الموقع الاقليمي والدولي الذي يتمتع به، كما نعرف خلفية هذا الموقف، فسموه لم يترك مناسبة مؤلمة أو مفرحة إلا وكان في طليعة القادة العرب الذين تفاعلوا معها. واضاف: ان أهالي الجنوب استقبلوه كشريك في نصرهم في مواجهة إسرائيل ونحن نراهن على الدور الكبير الذي يلعبه سموه والوضع اللبناني بحاجة دائمة للمتابعة. وقال: في كل المناسبات العربية ظهر الأمير كشقيق كبير لكل العرب.
ووصف وهاب الأجواء اللبنانية الحالية بالرمادية لأن هناك مظلة عربية قادرة على حماية السلم الأهلي. وأكد ان القرار الظني للمحكمة الدولية مصنّع منذ عام 2006 وهو سياسي بامتياز. وقال: من يتفاعل لبنانيا مع القرار سنعتبره جزءا من المشروع الإسرائيلي. واضاف: لن نسمح باستعمال هذا القرار كمشروع فتنة في لبنان ودعا الى سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة ووقف تمويلها.
وأكد ان الصراع هو على السلطة وليس على المحكمة، مشيرا الى ان المشروع الاميركي فشل في المنطقة وعلى فريقه في لبنان ان يرحل معه ولم ير مجالا لتغيير حكومي الآن لكن يمكن ان يحصل ذلك بعد قليل والقرار الظني سيطيح بالطائف وليس بالحكومة فقط. ولفت وهاب الى ان طاولة الحوار لن توصل الى شيء وهي مجرد حوار طرشان. وقال: ان أي ضربة عسكرية لإيران ستدمر المنطقة وستؤدي الى حرب عالمية ثالثة ورأى انه ليس امام الفلسطينيين الا القيام بانتفاضة ثالثة لأن الإسرائيلي لن يعطي شيئا بالمفاوضات. وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقرأون أبعاد ودلالات زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى لبنان وجولته في الجنوب تحديدا في ظل الظروف السياسية والتحديات القائمة في لبنان على غير صعيد؟
-أولا ليس زيارة صاحب السمو الى الجنوب هي الخطوة القطرية الوحيدة الجريئة التي اتخذت طيلة السنوات الماضية، فسمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اتخذ خطوات كبيرة، إن كان في حرب غزة وقبلها اثناء الحرب على لبنان أو في مجلس الأمن الدولي وخلال كل السنوات الماضية لم يترك مناسبة الا وظهر فيها بأنه شقيق كبير لكل العرب ولكل الذين احتاجوه في هذه المواقف خاصة اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والسوريين وكل الإخوة العرب.
ميزة سمو الأمير أنه حوّل قطر من دولة صغيرة بالحجم بالسكان الى دولة كبيرة في الدور ولعب دورا كان يفترض ان تلعبه شقيقات كبريات مثل مصر وغيرها وهذا الدور الذي كنا نفتقده يحاول سمو الأمير سد الثغرة فيه وبكل صراحة أقول نحن في لبنان كنا نشعر باستمرار بالاطمئنان عندما يتحرك الأمير أو يتخذ موقفا أو عندما يشير الى لبنان بدعم أو بزيارة وما الى ذلك نظرا لأننا نعرف الموقع الاقليمي والدولي الذي يتمتع به ونعرف ما هي خلفية هذا الموقف، فسمو الأمير لم يترك مناسبة مؤلمة أو مفرحة إلا وكان في طليعة القادة العرب الذين تفاعلوا مع هذه المناسبة لذلك هو لاحظ ان الجنوبيين استقبلوه كشريك في نصرهم وكشريك في مواجهة إسرائيل وشريك في اعادة البسمة الى ابناء الجنوب بعد الدمار الكبير الذي حلّ بهم جراء العدوان الإسرائيلي وكان افضل شعار عبّر عنه أهالي الجنوب لصاحب السمو هو: «البيت بيتك» لأنهم استقبلوه من كل بيت في هذا الجنوب الصامد ونحن هنا نراهن على الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه صاحب السمو خاصة بعد الدور الايجابي الذي لعبه خلال مؤتمر الدوحة من أجل اعادة الوفاق الوطني. ولكن نحن نعتبر ان الوضع اللبناني بحاجة الى متابعة دائمة لأننا في لبنان نفتقد الى المرجع الحاسم والمرجع المقرر وهذا الأمر هو ليس مسؤولا عنه رئيس الجمهورية، بل مسؤول عنه اتفاق الطائف الذي انتزع من رئيس الجمهورية كل هذه الصلاحيات التي تجعله مقررا وحاكما وحكما بين اللبنانيين.
لذلك نحن في لبنان نراهن على الدور الذي يلعبه باستمرار سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى جانب شقيقه الرئيس الدكتور بشار الأسد والى جانب الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
حرائق محتملة
ما هي توقعاتكم للوضع في المنطقة على ضوء المتغيرات السياسية والأمنية المستجدة وهل توافق البعض أن هناك احتمال حصول زلازل أمنية خلال الفترة المقبلة؟
– هناك تطورات حصلت وعلينا أن ننتظر كيف ستتجه ونحن اليوم غيره قبل يومين نحن اليوم امام إيران جديدة واليوم نحن امام انسحاب اميركي من العراق ونحن امام حوار اميركي ــ إيراني بعيدا عن الاضواء حول موضوع أفغانستان ونحن كذلك اليوم امام مفاوضات فلسطينية ــ إسرائيلية تحتاج الى حرائق معينة في بعض المناطق لذا علينا الانتظار، وعند صراع الدول نحن مع المثل القائل «احفظ رأسك» فنحن لاعب صغير كلبنانيين ويجب ان نتنبه جيدا لهذه التطورات.
أجواء رمادية
كيف تصف لنا الأجواء الحالية في لبنان بعد سلسلة المواقف والمواقف المضادة بخصوص عدد من الملفات الشائكة والساخنة؟
– الأجواء السياسية في لبنان حاليا رمادية لأن هناك مظلة عربية قادرة على حماية السلم الاهلي وهناك تنازع بين المظلة العربية التي تشكلها سوريا وقطر والسعودية بعد زيارة الرئيس الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وبالطبع فإنه مقابل هذه المظلة العربية هناك محاولة اسرائيلية بالدرجة الاولى ثم اميركية بالدرجة الثانية لاحداث عملية تخريب في الساحة اللبنانية يأخذ شكلا قضائيا اليوم عبر المحكمة الدولية.
وما فشلت فيه اسرائيل في عام 6002 بالقوة العسكرية وما فشل فيه فريق سياسي لبناني في عام 5002 وما فشل فيه الاميركيون في عام 3002 بعد المجيء الى العراق هناك الآن محاولة لتمريره عبر ما يسمى بالمحكمة الدولية التي نعتبرها محكمة اسرائيلية بالكامل.
واللبنانيون اليوم مدعوون لادراك خطورة ما يجري، وهناك مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية جارية، وتقديري عندما تحصل مفاوضات مباشرة نكون نحن باستمرار امام تفجير ما في مكان ما ولبنان هو الخاصرة الرخوة في كل المنطقة.. والوضع الحالي في العراق واضح حيث يتراجع الاميركي هناك وهو يحاول ترتيب وضع ما في العراق، والوضع السوري يتقدم اكثر، والوضع الايراني بعد انطلاق محطة بوشهر النووية اصبح مرتاحا اكثر.. اذن هناك تطورات كبيرة وامام هذا الوضع اقول للبنانيين ان ينتظروا ليروا ماذا سيحصل واقحام انفسنا امام هذه المتغيرات في اللعبة الكبرى سيدفعنا ثمنا، لذلك انصح الجميع بان يعتبروا ان موضوع المحكمة الدولية موضوع اسرائيلي بالكامل، موضوع يريد ايقاع الفتنة بين اللبنانيين وما فشل به الاميركيون في العراق لجهة الفتنة السنية ـ الشيعية التي ما زالت قائمة يحاولون نقله الى لبنان.
القرار الظني
هل تتوقع ان تؤدي القرائن والمعطيات التي قدمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشأن اتهام اسرائيل بعملية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الى تأجيل القرار الظني؟
ـ قد تؤجل القرار ولكن لن تأخذه في اتجاه آخر لأن القرار الظني اصلا مصنوع منذ عام 6002 وهذا الكلام ابلغني اياه الوزير وليد جنبلاط مؤخرا حيث قال لي ان جيفري فيلتمان قال له في عام 7002 في واشنطن ان القرار الظني سيطال حزب الله، وهذا الكلام دقيق وموثوق.
اذن القرار متخذ اصلا فعندما فشلوا في استهداف سوريا انتقلوا الى استهداف حزب الله والقرار الظني ليس فيه مستندات قضائية ولا مستندات علمية ولا شيء فالقرار معد سياسيا حاولوا إلباسه للقاضي والمحقق الدولي براميرتس الذي اتى قبل المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بيلمار فرفض فجاء هذا المحتال الجديد بيلمار ليلبس هذا القرار ويتبناه.
سحب الغطاء
هل تتوقعون وضعا آخر في لبنان بعد القرار الظني الذي يتهم حزب الله؟
ـ لن نحمل في لبنان اي فريق لبناني مسؤولية القرار الظني الا من سيتفاعل مع هذا القرار وسنعتبره جزءا من مشروع اسرائيلي وسنتعامل معه على هذا الاساس كائنا من كان سواء كان مؤسسة رسمية او مؤسسة امنية او سوى ذلك، وانا اقول هذا الكلام باسم المعارضة وليس باسمي فقط لن نسمح أبدا بأن يستعمل القرار الظني كمشروع فتنة في لبنان. ونحن يجب ان نستبق هذا القرار الظني بسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية وسحب التمويل عندها تصبح المحكمة ليست ذات شأن وتصبح دون غطاء لبناني وهي طالما محكمة خاصة بلبنان تصبح هذه المحكمة مكشوفة وكذلك تصبح اللعبة مكشوفة مثل اي قرار تصدره الولايات المتحدة الاميركية حول الارهاب وتصنيف الارهاب ومنع بعض الشخصيات والحجز على الاموال، انه يصبح قرارا اميركيا بالكامل وليس له اي غطاء دولي.
وقف التمويل
لكن هناك دولا مستعدة لتمويل المحكمة اذا ما توقف لبنان عن ذلك الا تستطيع المحكمة ان تستمر وفق هذا التمويل؟
ـ لا طبعا.. هناك اصول فلبنان ملزم بـ 15% من التمويل لان المحكمة خاصة بلبنان وهنا اللعبة التي يلعبونها فالمحكمة ليست محكمة جريمة حرب او محكمة مجازر جماعية كما حصل في يوغسلافيا او رواندا فالمحكمة خاصة بجريمة فردية، واصلا كان انشاء هذه المحكمة مستغربا من قبل كل العالم اذ كيف يمكن ان تنشأ من اجل حالة فردية.
ما اريد ان اقوله واكرره ان لبنان ملزم بواحد وخمسين في المائة من التمويل ولا يستطيع ان يحل احد محل لبنان ويقول انا اريد ان امول.
هل هناك احتمال برأيك ان يتوقف لبنان عن الدفع؟
ـ لبنان مجبر ان يتوقف عن الدفع لانه باستمرار الدفع هو يمول فتنة على اراضيه وادعو وزراء المعارضة للتمسك برفض دفع هذه الاموال واذا لم يوقفوا دفع الاموال هذا يعني اننا ذاهبون الى مشكلة ومطلوب من وزراء المعارضة الضغط داخل الحكومة لمنع الحكومة من تسديد المبالغ المتوجبة عليها لان هذه الحكومة تدفع من اموال الناس كي تشعل الفتنة بينهم.
هزيمة المشروع الأميركي
الا تعتقد ان الاقدام على هكذا خطوة من شأنه ان يقود ايضا الى الفتنة.
– لماذا سيوصل إلى الفتنة، فنحن نعمل لمنع الفتنة؟.
هناك فريق يريد تمويل المحكمة بينما هناك فريق آخر يعارض ذلك، ألا يقود ذلك إلى خلاف؟
-هل انت تريد تمويل المحكمة من أجل أن تتهمني زورا، فإذا سكت هذا يعني ان الأمور سائرة بشكل طبيعي، وإذا رفضت أكون غبيا، وأنت تلغيني، وإذا لم أسكت عنك وأقول انك تأخذنا الى الفتنة، أكون بذلك اريد أن أعمل فتنة؟ فإذا أرادوا أن يفعلوا ذلك فليكن ولنرى في نهاية المطاف أين تقود الأمور.
باختصار أقول لك في النهاية ان الصراع على السلطة وليس على المحكمة، ولا على رفيق الحريري، هناك فريق أتى مع الأميركيين وعليه ان يرحل معهم، أتى مع الأميركيين الذين أتوا إلى العراق، هذا الفريق سيرحل «بالمليح، بالقوة، بالجيش، باللياقة» المهم هذا الفريق سيرحل ولن يستطيع ان يحكم لبنان بعد اليوم، وهذا هو الأميركي ينسحب من العراق مهزوما، ويستجير بايران وسوريا الترتيب الوضع السياسي في العراق، هذا الفريق الذي جاء مع الأجنبي يجب ان يرحل معه، نقول ذلك بكل صراحة، وإذا كانوا يعتقدون أنهم قادرون على الاستمرار في حكم لبنان كما فعلوا في عام 2004، هذه مرحلة انتهت، بيسكروا عليهم بالمليح بيسكروا، وإذا ما بيسكروا راح يسكروا عليها غصبا عنهم، لماذا نجامل ونضحك على بعضنا البعض ونقول كلاما غير منطقي، انتم ربحتم المعركة في لبنان بفعل تقدم المشروع الأميركي في المنطقة، وهذا المشروع تقهقر اليوم ويتراجع، هناك من يجب ان تدفعوه، فكما تركنا السلطة عندما تراجع المشروع السوري لم نذهب بحرب، تركنا لأن المشروع السوري هزم، والآن هناك مشروع سياسي آخر هزم ويجب ان تنفذوا موجبات الهزيمة أو «ستأكلون قتلة جديدة» لماذا الضحك على بعضنا البعض، ونراعي بعضنا ونلقي خطبا عبر التليفزيون ونكذب على بعضنا، أنا لا أرغب في الكذب وأتحدث عن الأمور كما هي.
لن يعودوا للسلطة
إذن انت تشير إلى احتمال هبوب عاصفة في لبنان؟
– لا، لا ليس هناك عاصفة ولا شيء، وهناك فريق متهاو وغير قادر على الصمود، دخلت اسرائيل الى جانبه ولم يقو على الصمود، وكذلك دخلت أميركا ودعمته والنتيجة واحدة، هذا الفريق لم يستطع ان يحكم في عام 2005 لم يستطع الحكم، فإنه لن يستطيع الحكم الآن، غير أن هذا الفريق يستقوي علينا بالصراع المذهبي، ويهددنا بالصراع المذهبي، ومشكلتك ان حزب الله حساس في الصراع المذهبي لأنه ينظر الى الأمة كأمة، ولا ينظر الى الأمة كمذاهب وطوائف، حزب الله ينظر الى انه بحاجة الى كل الأمة في الصراع مع اسرائيل، ويحاول ان يحشد كل الأمة في الصراع مع اسرائيل، لذلك يحرص على كل الأمة، وللأسف الفريق الآخر يستغل هذا الموضوع ويقول انه إذا أردتنا ألا نخلق لك فتنة مذهبية أعطنا السلطة، لكننا لن نعطيهم السلطة، انتهى الأمر، ولقد أعطاهم السيد حسن نصرالله السلطة في عام 2005، وأعطاهم مجلسا نيابيا، فبدل أن يردوا له هذا الجميل تآمروا عليه، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والسلطة لن يأخذوها مرة ثانية في لبنان، والأمور ستبقى غير مستقرة في تقديري حتى الاعتراف بأن هناك مرحلة انتهت ومرحلة أخرى بدأت.
تغيير الحكومة
هل هناك احتمال تغيير حكومي وفق هذا التحليل؟
– بعد قليل، لكن الآن ليس هناك تغيير حكومي، وحتما إذا صدر قرار ظني سيحصل تغيير حكومي، بل وتغيير كل شيء أيضا، وبرأيي فإن القرار الظني سيطيح بالطائف وليس بالحكومة فقط.
هل هذا يعني أيضا أن رئيس الحكومة الحالي سيتغير؟
– عندما جاء رئيس الحكومة الحالي تحدثنا جميعا عن ضرورة دعمه، لكنك لا تحس به، لا تشعر بوجوده وتحسه كأنه أصبح يشبه الاشاعة منه كرئيس للحكومة، هناك وزراء ناجحون في الحكومة، وهناك وزراء محترمون، وهذا لا يعني ان رئيس الحكومة ليس محترما، لا لا أقصد ذلك، لكن هناك عقما في إدارة الحكومة، وعقما في إدارة الدولة، هناك مشكلة حقيقية لا أعرف سببها، ان كانت شخصية أم لا، في البداية وخلال الأشهر الأولى كنا نقول انه لم تعد إدارة الدولة، لكن بعد سنة الأمر اختلف، فما الحل، هل تبقى كذلك.
طاولة الحوار
ماذا تتوقع من طاولة الحوار الوطني بعد الجلسات العديدة التي عقدت، وأي استراتيجية دفاعية يمكن ان تعتمد على ضوئها؟
– قلت رأيي بطاولة الحوار منذ البداية وما زلت عند هذا الرأي، طاولة الحوار لن توصل الى مكان وهي حوار طرشان، فعلى طاولة الحوار مشروعان:
المشروع الأول لا يريد ان يترجم ربحه وتقدمه، وهو مشروعنا.
والمشروع الثاني عاهر الى حدود انه بعد خسارته يتمسك بكل عناصر الربح، وهو لا يعترف بكل الواقع الاقليمي الذي حصل.
إذن كيف يمكن ان تعقد طاولة الحوار في ظل هذه المعادلة، ورئيس الجمهورية لديه نوايا طيبة لكن النوايا الطيبة لا تكفي، فالرئيس ليس لديه صلاحيات والمطلوب معركة صلاحيات رئاسة الجمهورية، وإذا لم نستعد جزءا من صلاحيات رئاسة الجمهورية عبثا ان يمشي النظام السياسي الحالي فيه، والطائف كان بالنسبة للبنان جيدا باخراجه من الحرب، لكنه مشروع بصيغة لا يمكن ان تعيش في لبنان، انه مشروع لمشكلة دائمة في لبنان، وهذا رأيي الشخصي وهو لا يلزم الآخرين.
البعض يطرح في استراتيجيته الدفاعية ان المهمة الدفاعية يجب ان توكل للجيش اللبناني دون سواه، ويضرب لذلك مثلا المواجهة الأخيرة في العديسة مع الجيش الإسرائيلي ما رأيك؟
– الجيش لا يستطيع ان يواجه وما حصل في العديسة مواجهة محدودة، بالطبع لدى الجيش الروح القتالية، ولديه العقيدة والنية ولديه رجال مستعدون ان يستشهدوا من أجل بلدهم، لكن من المحرم ان نورط الجيش ونحرقه، فخلال ساعات يمكن ان يدمر الجيش، فإسرائيل تمتلك وسائل قتالية غير متوافرة عند الجيش اللبناني، ومراكز الجيش مكشوفة وهي على عكس مراكز المقاومة، والإسرائيلي قادر على توجيه ضربة كبيرة للجيش اللبناني في مثل هذا الوضع.
حرام ان نزج بالجيش في مثل هكذا مواجهة، فمن أجل ان نوجه سهاما للمقاومة نلجأ الى المبالغة بأن لدينا جيشا قادرا على ان يهزم إسرائيل، إذا قال قائد الجيش انه قادر على المواجهة فأنا معه وانا وراء قائد الجيش.
إيران النووية
دخلت ايران العصر النووي من خلال افتتاح محطة بوشهر، فهل تعتقد ان المنطقة بعد ذلك اصبحت في وضع مختلف عن السابق وبالتالي اصبحت ايران امام معادلة جديدة؟
– طبعا اثبتت ايران ان أي طرف يملك الإرادة، ولديه قدرة الارادة قادر على ان يفرض نفسه وقادر على ان يفرض احترامه. ايران فرضت احترامها على العالم، رغم كل محاولات التشويه التي تقوم بها جهات عدة، وانت تعرف انه على الاقل داخل ايران هناك ديمقراطية اكثر بكثير من الأنظمة التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية. وقد تمكنت ايران من ان تقول للعالم إن هناك دولة تحترم نفسها ويمكن لها ان تدافع عن حقها، وحقها في الطاقة النووية السلمية، والامام علي خامنئي كان واضحا عندما قال إن اقتناء النووي محرّم شرعا، وهذا الكلام يصدر عن أعلى مرجع إيراني، ومن يعرف ماذا يعني هذا الأمر دينيا، يعرف ان الامام الخامنئي يعني ما يقول، لكن ان تحرم ايران من الكهرباء والطاقة النووية، ويعاقب شعبها فهذا أمر رفضته الجمهورية الاسلامية واثبتت ايران انها قادرة على الوقوف بوجه الطاغوت الأميركي، وقادرة ان تقول للولايات المتحدة الأميركية لك مصالحك في العالم وفي المنطقة ولنا مصالحنا.
0