حاوره: حسّان الحسن
بعدما وصلت الامور الى ما وصلت إليه اليوم، وبلغ التأزيم ذورته، هل تتراجع المعارضة عن مطلبها بتصحيح الوضعين القضائي والأمني، وهل من تسوية معينة، أم وصلت الحال الى حائطٍ مسدودٍ، ولم يعد يلوح أي حلٍ في الأفق القريب؟
في هذا الصدد يؤكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن رئيس الحكومة سعد الحريري أوصل نفسه الى خيار من أثنين لا ثالث لهما، أما أن يكون هو خارج الحكومة، وأما أن يكون شهود الزور خارج مراكزهم، مشيراً أن الى الحريري أقر بوجودهم، فلا يستطيع إنكار معرفته بهم.
ويقول: “هناك أبرياء زجوا في السجن ظلماً، وهذا الامر لا بد من تصحيحه باجراءاتٍ بسيطةٍ، فالقضاة اللذين ارتكبوا هذا الخطأ، على رئيس الحكومة إزاحتهم ، وكذلك الامر بالنسبة للضباط الأمنيين الذين فبركوا شهود الزور”.
ويضيف: “لكن الحريري لم يقدم على أي خطوةٍ إيجابيةٍ في الشأن، وتمسك بشهود الزور على رغم إقراره بوجودهم، واعترافه بدورهم بضرب العلاقات اللبنانية- السورية، ولم يبادر الى معاقبتهم، ولا يزالون يتصدرون شاشات التلفزة، ويصدرون البيانات والتصريحات، ويمارسون نفوذهم في بعض المراكز”.
ويتابع: “يجب أن يدرك ما تبقى من ما يسمى بـ فريق 14 آذار أن مفاعيل إنقلاب 2005 إنتهت، ورموز هذا الانقلاب من قضاة وعسكريين وسياسيين يجب أن يذهبوا الى منازلهم”.
وعن إمكان تحديده الرموز المذكورين، يجيب وهاب: “هم معرفون ولم أمنح أحدهم شرف ذكر اسمه”.
ويعتبر أن لبنان يمر في مرحلةٍ جديدة، وأن لدى الحريري الفرصة لكي يتفاعل معها، مؤكداً ألا يمكنه ذلك مع فريقه الراهن.
ويقول:” أن الطائرة التي تتعرض لخطر ما في الجو، ترمي الحمولة الزائدة، وعلى رئيس الحكومة أن يرمي الحمولة الزائدة”.
وفي شأن الذين يتلطون وراء المتاريس المذهبية، يشدد وهاب على ضرورة ان يعلم الجميع أن الطائفة السنية هي أمة، ولا أحد يستطيع أن يجعلها طائفة، ومن يحاول اليوم التلطي وراء الطائفة السنية هم أزلام الأمركيين والاسرائيليين.
ويلفت إلى أن ليس خفياً على أحد بان أهل السنة والجماعة واجهوا الاميركيين في العراق، ويواجهون الاسرائيليين في فلسطين المحتلة.
فرموز أهل السنة هم : (جمال عبد الناصر وأحمد ياسين والمقاومة في العراق وفلسطين) وليسوا مجموعة مرتبطة بالسفارة الأميركية، تحاول التلطي وراء الشعارات المذهبية.
ويرى وهاب أن أهل السنة غير مستعدين للسير خلف المضللين مجدداً، بعدما خدعوهم في السنوات الخمس الفائتة، مؤكداً ألا احد يستطيع ان يأخذ الأمة السنية نحو التقوقع.
وعن مدى تأثير فريق الحريري في الشارع السني، يعتبر وهاب ان تأثير هذا الفريق اصبح محدوداً، خصوصا بعد التجربة المريرة معه. مؤكداً عدم السماح له بأخذ البلد نحو الفتنة.
وهاب يجدد تأكيده عدم استهداف موقع الرئاسة الثالثة، سائلاً اذا كنا نريد تصحيح الوضعين القضائي والامني، فهل هذا بمثابة اعتداء على رئاسة الحكومة؟
ويقول: ” كل ما نطالب به ونسعى اليه أن يكون القضاء اللبناني غير منحاز، والأجهزة أمنية للجميع”.
وفي حال تمسك الفريقين الامني والقضائي المعنيين بمراكزهما، يؤكد وهاب انهما يلفظان انفاسهما الأخيرة، وأن تسمكهما بمراكزهم سيؤدي حتماً الى إغراق سعد الحريري معهم، وان المعارضة لن تعود الى الوراء قيد انملة في معركة تصحيح المفاعيل الانقلابية، وانه لن يكون بعد اليوم قضاء وأجهزة أمنية في خدمة السياسة.
ويشدد على عدم جواز ان يفتح اشرف ريفي جمهورية على “حسابو”، من دون العودة الى وزارة الداخلية”.
وعما أقدم عليه حزب الله بفتح صالة الشرف في مطار بيروت لاستقبال اللواء جميل السيد من دون العودة الى الأجهزة المختصة، يسأل وهاب من الذي قال ان الحزب لم يراجع احداً، مشيراً أن للسيد الحق له بان يستقبل في صالة الشرف، مؤكداً عدم وجود اي مسلح في حرم المطار، مستغرباً كيف للسلطات العليا التي واكبت جوني عبده المحكوم قضائيا، ان تعترض على استقبال اللواء السيد.
وهل هناك بشائر حل في المدى المنظور؟
يقول وهاب: مادامت اعمال الحريري متعثرة وديونه متراكمة، فلينصرف الى اعماله هذه الفترة، ليرتبها، وتأتي حكومة لجميع اللبنانيين تمنع استهداف المؤسسات واستخدامها، وتمنع الفتنة التي ستنتج عن المحكمة الدولية، وبعدها اذا وجد وقتاً لرئاسة الحكومة، فليعود”.
وختم بالقول: “لا ضرورة لبقائه”.
@