رأى رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب في موقف النائب وليد جنبلاط الذي تمنى فيه لو لم تكن المحكمة بأنه تطور ايجابي، ودعا بقية القوى الأخرى أن تذهب إلى ما ذهب إليه جنبلاط الذي أدرك خطورة الوضع الذي كنا قد حذرنا منه طيلة الخمس السنوات الماضية، لأن المحكمة الدولية تريد وضع لبنان تحت نير دولي واستعمار جديد .
ووصف وهاب خلال حديث على إذاعة النور مع الإعلامية بثينة علّيق من الذين وقفوا على الحياد طيلة السنوات الماضية بالأغبياء، أما الآخرين فهم متورطين في المشروع الأميركي الذي تحوّل فيه سعد الحريري إلى أداة بأيدي السماسرة واللاهثين وراء العملة والراغبين في ضرب لبنان .
واعتقد وهاب أن استثمار اغتيال الرئيس الحريري لم يجلب غير الظلم على اللبنانيين وهذا الموضوع اعتقد بأنه ” جاب سعره”.
وتابع وهاب: يحاول جنبلاط منذ فترة أن يوازن بين التطورات الجارية وفي علاقته مع الحريري، ويهمّه أن يطوّر في الوقت نفسه علاقته مع سوريا وحزب الله. وميزة جنبلاط انه يمتلك من الجرأة الكافية حين وصف نفسه ب ” أدوات صغيرة ” في لعبة كبيرة .
وإذا كان جنبلاط لديه من التراث السياسي الذي يمكّنه من الدخول والخروج في أيّة لعبة سياسية بحسب ما أشار إليه وهاب، فان الحريري بالنسبة له لا يمتلك مثل هذا التراث وهو لا يستطيع الالتزام بما قد وعد به لأنه يقول شيء في دمشق ونقيضه في لبنان وفرنسا والسعودية.
ودعا وهاب المسؤولين الاستماع ولو لمرّة لمشاكل الناس والاهتمام بمطالبهم الاجتماعية بعد أن تفاقمت في الآونة الأخيرة وتفشي ظاهرة الهجرة في صفوف الشباب واستشراء حالات الفوضى لا سيما في القضاء الذي بات يحتاج إلى إصلاح كامل في ظل وجود قضاة يعملون على إهانات الناس والاعتداء على كراماتهم .
ولهؤلاء أبشرّهم بأنهم سيدخلون إلى السجن في وقت قريب. وتساءل وهاب ما المطلوب اليوم؟ هل المطلوب أن نموت وراء رفيق الحريري؟ هؤلاء الموظفين لدى السفارة الأميركية الذين يتاجرون اليوم بدماء الحريري هم ارخص من أن يكونوا رجال دولة بعدما حاولوا قتل الناس بالحقيقة، وهؤلاء يريدون السلطة وليس الحقيقة .
وحول المواقف التي دعت مؤخراً إلى التمييز بين المحكمة الدولية والقرار الظني سخر وهاب من هذه المقولة واعتبر أن المحكمة هي أساس المشكلة وتقوم بتوزيع الأدوار، لذلك دعا الحكومة إلى التوقف عن تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها. أمّا إذا كان للحريري التزامات تجاه الأميركيين فقد دعاه وهاب إلى تنفيذها في مكان آخر غير لبنان خاصة بعد أن أصبح زعيم زاروب و يدور في شرنقة غير قادر على الخروج منها .
ووصف وهاب الطائفة السنية بالأمة ولديها الكثير من الوجوه الكريمة والمقاومة وهي طائفة مقاومة في أكثر من ساحة في المنطقة، ولن تكون أداة في أيدي الأميركيي.
ولدى سؤاله عن الخطوات التي سيقوم بها حزب الله في حال صدور القرار الظني حسب ما أشارت إليه بعض الصحف المحلية قال وهاب: حزب الله حزب منظّم وقد توقع كل السيناريوهات لمواجهة أي طارئ، ونحن اليوم نعيش حالة انقلاب منذ اغتيال الحريري لكننا نحاول الخروج على هذا الوضع الذي انتهت مفاعيله وإفرازاته على الصعد الأمنية والقضائية واستخدام للسلطة والأموال من قبل الرئيس فؤاد السنيورة الذي سخّر كل إمكانيات الدولة لمحاربتنا، وهو يحاول اليوم أن يوهم الخارج بأن الحريري غير قادر على تنقيذ المؤامرة الأميركية على لبنان .
ورأى وهاب أن الوضع لا يستقيم في لبنان إلاّ بسياسة الغالب والمغلوب، وهذا أمر طبيعي اعتادت عليه السياسة في لبنان، فعندما أتى بشير الجميل على الدبابات الصهيونية انبرى رجل اسمه حبيب الشرتوني واستطاع أن يغيّر المعادلة بمفرده ولو تمت محاكمة الشرتوني لكنا رأينا إدانة واضحة لبشير الجميل ولسياسته في تلك الفترة السابقة. لذلك طالب وهاب باستقالة الحكومة حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار ومنع الفتنة بين اللبنانيين .
ونوّه وهاب بموقف رئيس الجمهورية واصفا كلامه بـ” الجديد ” بعد دعوته المحكمة الدولية إلى استعادة مصداقيتها أمام الرأي العام، لكنّ وهاب طالبه في الوقت نفسه بوضع يده على مؤسسات الدولة والحفاظ على هيبة رئاسة الجمهورية وحضورها، ودعاه بالوقوف إلى جانب وزير الداخلية بعد الهجمة الشرسة عليه من قبل اشرف ريفي الذي يبدو انه قرّر العمل في السياسة من خلال بياناته المتكررة على الصحف ووسائل الإعلام. وشرّع في منافسة مصطفى علوش في الشمال وتساءل وهاب: هل هذا الأمر كان ليحصل لو كان الياس المر وزير الداخلية؟ ودعا وهاب الوزير بارود إلى ممارسة دوره الذي يستدعي معه سجن ريفي لفترة ستين يوماً .
وحول تقييمه للوضع الإقليمي والدولي رد وهاب بأن مصر دولة عاجزة ينخرها الموساد، واصفاً رئيسها بالخرفان الذي بات همّه الوحيد توريث ابنه، وهو أمر لن تقبل به مصر بجيشها وشعبها الذي جوّعه حسني مبارك وقهره، ولكنّه لم يستسلم .أمّا السعودية فقد رأى وهاب أن لديها ما يكفي من الملفات، لكن جهودها محدودة وهي تريد تعزيز علاقاتها مع سوريا. ولكن ربما تكون على تماس مع إيران وسوريا نتيجة حقد سعود الفيصل الذي بدا وكأنه على تماس من سياسة عبد الله ومن آراء مستشاريه حتى انكشف سره وهو يقوم بتنفيذ رغبات الأميركيين في المنطقة .
وقال وهاب انه من الممكن أن يكون للسعودية موطئ قدم في لبنان في حال تصرفت كما هو لازم في موضوع المحكمة، لكن من المؤكد أنّ السعودية ستخسر هذا الموقع في حال صدور القرار الظني . وأكد وهاب بأن سوريا لن تكون في يوم من الأيام على الحياد في موضوع المقاومة، وهذا أمر غير قابل للنقاش. ووسام الحسن موفد من قبل الرئيس الأسد للتنسيق مع رستم غزالي المكلّف من قبل الرئيس بشار الأسد حول الشؤون اللبنانية. أمّا الفرنسيون الذين شاركوا في تصنيع المحكمة وشهود الزور أيام شيراك، فإننا نلمس اليوم دور قذر تحاول أن تقوم به بعض الأوساط الفرنسية والسفير الفرنسي في لبنان، لأن المطلوب منهم أمريكياً تطويع حزب الله وتشويه سمعته، ولكنّهم على قناعة بأن المحكمة الدولية غير قادرة على تحقيق أية نتيجة. ونفى وهاب في ظل هذا المشهد الإقليمي أن يكون لفرنسا أي دور فعّال وهي التي تعاني من وضع داخلي مأزوم وعدم القدرة على التأثير في المنطقة، لذلك قلّل من أهمية الحديث عن جهود تبذل من هنا أو هناك، لان هناك قرار أميركي لا يستطيع احد على معالجته وبات همه الوحيد الهاء حزب الله من خلال المحكمة الدولية وفبركة شهود الزور. سوريا بغية تمرير المفاوضات الثنائية التي شاهدنا فيها تنازلات محمود عباس وهي وعلى كثرتها غير قادرة حتى على وضع حد للقرار الإسرائيلي في استمرار الاستيطان. وأكد وهاب أن أبو مازن سوف يصل إلى قناعة كان قد توصّل إليها قبله الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأن الإسرائيلي لن يعطيه شيء لا بل عمد على قتله. ولكن في الوقت نفسه، استبعد وهاب إمكانية حدوث حرب خارجية على لبنان لطالما المقاومة قوية والجيش قوي، واتهم الذي يريد أن يتصدى للانقلاب بأنه هو الذي انقلب على المسيحيين وأمين الجميّل ورفاقه، محذراً إياه القيام بأي خطوة قد تقوده مجدداً إلى السجن.
وختم وهاب حديثه عن الزعامات التي أتت بالوراثة لكنه ميّز بين زعامة وليد جنبلاط الذي أثبت وضعيّة معينة من خلال حرب الجبل وبين قيادات سخيفة لا تتباهى بشيء غير عمرها، والتي يصح معها قول للنبي محمد (ص)
إنّ رائحة العجلان أفضل من رائحة شخص لا شيء يتباهى فيه الأنسبة.
0