حاوره رامي منصور
أكد رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب أن هناك شروطاً لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فيما لو أراد البقاء بالسلطة، مشيراً إلى أن الموقف الحيادي لرئيس الجمهورية اللبنانية من ملف شهود الزور يجعله شبيهاً بملكة بريطانيا التي لا تتدخل في التفاصيل على حد قول وهاب، كما أشاد وهاب بزيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد المقبلة إلى لبنان واصفاً منتقدي هذه الزيارة بالجواسيس الوقحين الذين يخربون لبنان من أجل راتب شهر، وعن الحل الذي يراه لمستقبل لبنان قال وهاب خلال مقابلة مع حصيفة “الوطن السورية” التي زارته في مكتبه ببيروت أن لبنان بحاجة لقوة إقليمية معينة قادرة على حسم الأمور وإدارتها.
وهذا نص الحوار الكامل:
كيف سيتم التعاطي الحكومي اللبناني مع المذكرات القضائية السورية برأيكم؟
لا يوجد تعاط جدي من الحكومة مع هذه القضية وإنما هناك تعاط سياسي، ويجب أن يكون التعاطي علمياً وقضائياً بموجب الاتفاقية الموقعة بين لبنان وسورية عام 1951، وقد يجر هذا التعاطي السياسي مع المذكرات إلى إلغاء هذه الاتفاقية من جانب سورية في حال لم يلتزم لبنان بهذه المذكرات، وهذا الأمر ينعكس سلباً على لبنان أكثر من سورية. ، والمعارضة اليوم تنحو باتجاه التعاطي الجدي مع كل ملف شهود الزور، وهذه هي المعركة الفعلية اليوم، وأعتقد أن الحكومة غير قادرة على الاستمرار بالهروب من ملف شهود الزور، وخاصة بعد موقف الرئيس بري وموقف وزراء المعارضة بشكل عام، والأيام المقبلة ستكون مصيرية فإما أن تتعاطى الحكومة مع هذا الملف بشكل جدي وإلا فإن الحكومة آيلة للسقوط.
تتحدث وكأن الحكومة انتهت؟
هي لم تبدأ حتى تنتهي، هذه الحكومة لا تستطيع أن تعيش أكثر فإما حكومة مشلولة أو لا حكومة، أما أن تعود وتستعيد وضعاً جيداً فهذا مستحيل.
ما ملاحظاتكم على طريقة تعاطي سعد الحريري مع العلاقات السورية اللبنانية؟
طريقة التعاطي بين الدول تختلف عن طريقة التعاطي بين الشركات، فلو كانت لديك شركة خاصة تستطيع ألا تلتزم وتمارس الخداع فهذه شركتك الخاصة بالنهاية وأنت حر بإدارتها، أما في العلاقات بين الدول فإنك سوف تدفع ثمن هذا الأمر بالنهاية، وحسب قراءتي البعيدة لهذا الأمر فإني أرى أن سعد الحريري قاصر عن إدارة ملف مثل ملف العلاقات السورية اللبنانية، وإذا أراد الحريري البقاء في السلطة فليعلم أن هناك شروطاً، وإذا استمر على وضعه كما كان في الفترة الماضية فلا أعتقد أنه سيستمر برئاسة الحكومة.
وما الشروط التي ترونها لبقاء سعد الحريري، هل تقتصر على تبرئة حزب اللـه من دم الحريري؟
لا يقتصر الأمر على هذا الموضوع، فالشروط لها علاقة بكل المسار السياسي لسعد الحريري الذي يحاول أخذ لبنان إلى محاور إقليمية ودولية، وهذا الأمر أصبح مستحيلاً وخاصة أننا نشهد تصاعد الدور السوري في المنطقة، فاليوم الرئيس بشار الأسد هو من يمسك بأوراق اللعبة من لبنان إلى العراق إلى فلسطين، فهناك وقائع سياسية جديدة إذا لم يحسن الحريري التعامل معها وبقي يتصرف على أساس أن مشروع جورج بوش مازال يتقدم في المنطقة بعد احتلال العراق وبعد الهجوم على لبنان فسيكون مخطئاً بالحسابات السياسية كلها.
هل هناك إشارات لم يستطع الحريري التقاطها من الرئيس الأسد؟
سعد الحريري لا يستطيع أن يلتقط إشارات، وإذا تحدثنا عن الإشارات فنحن بالحقيقة نحمله أكثر من طاقته، لأنه دخل بالمصادفة إلى السياسة لأنه ابن رفيق الحريري فقط ولكنه لا يملك أي إمكانيات شخصية حسب التجربة، ومن الأفضل له لو كان يرغب بالإكمال بالسياسة أن يقرأ ويستمع ويزيد من ثقافته، فمن غير المعقول أن يدير لبنان رجل أعمال ورث المال عن والده، والبلد لا يمكن أن يديره هذا الرجل، فحتى اليوم لا يستطيع الحريري أن يدير جلسة مجلس وزراء وهذه كارثة كما أن هذا الكلام ليس كلامي، إنه اعتراف الوزراء الموجودين معه.
من يستطيع أن يدير البلد محمد الصفدي أم نجيب ميقاتي؟
الصفدي شخصية متوازنة ومحترمة والرئيس ميقاتي كذلك، ولكني لست من الذين يعتقدون أن سياسة الرئيس نجيب ميقاتي ولبسه للكفوف البيضاء يمكن أن توصل للخلاص، ففي بعض الأوقات يجب أن يكون هناك موقف لمن يدير الحكومة.
في أي إطار تدرجون موقف نواب أمل من موضوع إدراج ملف شهود الزور خلال جلسة مجلس الوزراء؟
الرئيس بري يتدخل في اللحظات الضرورية وقد أدرك خطورة ما يحدث وشعر أن الموضوع لو استمر فسوف ندخل في كارثة لذلك حاول وضع يده على الموضوع وأخذ الأمر باتجاه ملف شهود الزور، وهنا يجب أن يتم التعاطي مع هذا الموضوع بجدية في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء لأننا بدأنا نسمع تسريبات اليوم من تيار المستقبل بأن شهود الزور هم المعتدى عليهم، ولذلك من الضروري أن نرى كيف يصنفون شهود الزور، فليس من الضروري طرح الملف بقدر أهمية التعاطي معه، فهناك سياسيون وقضاة ورجال أمن مقربون من الحريري هم من فبرك شهود الزور، واللواء أشرف ريفي واحد من هؤلاء.
وماذا عن مروان حمادة؟
لا أستطيع أن أتهم الناس من دون مستند وأنا معروف عني أني لا أتحدث بموضوع من دون التأكد منه، وفي ضوء ما سيقول الشاهد المتهم به مروان حمادة نستطيع أن نقرر ما إذا كنا سنتهم أم لا، ولكن هناك شهود كثر يعلمون بأن اللواء أشرف ريفي هو من وجه شهود الزور وأشرف على تحضيرهم.
كيف ترون موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الاحتقان الحالي؟
يجب على الرئيس التوافقي أن يكون صاحب موقف، فالأمر اليوم يتعلق بمصير لبنان فمن غير المعقول أن يقف الرئيس التوافقي على الحياد، ويجب أن يكون له موقف حاسم لأن رئيس الجمهورية هو القاضي الأول في لبنان ويجب أن يضع يده على هذا الملف ويأخذه إلى الطريق الصحيح، وإلا فسيكون رئيس الجمهورية مثله مثل ملكة بريطانيا التي لا علاقة لها بما يحدث، ولبنان اليوم تقرع به طبول الفتنة ورئيس الجمهورية يقف على الحياد، هذا الأمر غير منطقي.
برأيكم إلى متى سيستمر الوضع بهذه الطريقة؟
حتى ينتهي مفعول الانقلاب الأميركي الذي سمي بـ14 آذار، وبعد انتهاء مفعول هذا الانقلاب يعود الأمر إلى الاستقرار وإمكانية قيام الدولة الجدية، وللحقيقة هناك مشروعان في لبنان والتعايش مستحيل بين هذين المشروعين، فمنذ اتفاق الدوحة وحتى اليوم هناك تعايش كاذب، وهناك واحد من هذين المشروعين سوف يربح فإذا ربحوا فلينفذوا قوانين الصراع معنا أما إذا ربحنا فسننفذ هذه القوانين معهم.
وما الحل لهذا الوضع؟
يجب أن يحصل توافق إقليمي دولي لمعالجة الموضوع اللبناني لأن اللبنانيين أثبتوا خلال السنوات الست الماضية عدم قدرتهم على إدارة أنفسهم، وقد استبدلوا الوصاية السورية بوصايات، وأصبح أصغر دبلوماسي بأي سفارة يتدخل بالشؤون اللبنانية، وأصبحنا أسرى لهذا التدخل وهذه اللعبة، وأنا مع رعاية إقليمية للوضع اللبناني ومن دون هذه الرعاية نحن ذاهبون إلى الخراب.
ما شكل هذه الرعاية؟
لا أعلم ولست من يحددها ولا اللبنانيون، هناك اتفاق دولي إقليمي يحدد هذه الرعاية، ولا يقل أحد إنني أطالب بعودة الجيش السوري ولكن لا بد من إيجاد رعاية دولية، فقد أثبت لبنان أنه لا يمكن أن يكون هناك حكم فيه، ولدينا تجربة مع رئيس الجمهورية تثبت أنه لا يستطيع أن يكون حكماً لأنه وببساطة لا يمتلك الصلاحيات، ويمكن أن يكون بشكل شخصي قادراً على ممارسة هذا الدور ولكنه مجرد من الصلاحيات، لذلك نحن بحاجة لقوة إقليمية معينة قادرة على حسم الأمور وإدارتها.
البعض وصف زيارة أحمدي نجاد القادمة إلى لبنان بأنها زيارة وقحة كيف ترون هذا التوصيف؟
الوقح هو من وصف زيارة أحمدي نجاد بهذا الوصف، فهم جواسيس وقحون، ومجموعة موظفين يخربون لبنان من أجل راتب شهر، ومن وظفهم هو تيار المستقبل لشتم الناس عبر وسائل الإعلام، وبتصرفاتهم هذه يجلبون الشتائم لسعد الحريري وتيار المستقبل، أحمدي نجاد رئيس دولة صديقة ساعدت لبنان في الوقت الذي تخلى أصحاب سعد الحريري عنه، وإيران تساعد لبنان منذ ثلاثين عاماً ومن دون شروط، ومساعدة إيران كانت في التحرير وتسليح المقاومة وإعادة الإعمار، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وجه دعوة للرئيس الإيراني لزيارة لبنان فأين المشكلة؟ لماذا لم يكن لديهم مشكلة عندما كانوا يتلقون الأوامر من الأميركيين ونحن كنا نموت من قذائف الإسرائيليين، وحينها أتت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس إلى لبنان وجمعتهم في السفارة الأميركية وأعطتهم الأوامر وأهانتهم وطردتهم من الاجتماع وقالت لهم امضوا ونفذوا واجباتكم وأتحداهم أن يقولوا عكس ذلك، واليوم يأتون ويتحدثون عن أحمدي نجاد، غريب أمرهم!
ولكنهم اعتبروا زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان وإلى الجنوب تحديداً استفزازاً وتحدياً للإسرائيليين وهذا الأمر ليس في مكانه في هذا الوقت؟
أين الاستفزاز في زيارته، الاستفزاز هو في وجود الإسرائيلي على أراضينا المحتلة، وهذا الكيان يجب أن يزول لأنه غاصب ونحن نتفق مع أحمدي نجاد في نظريته، ولن يستطيع الإسرائيلي أن يقوم بأي اعتداء، وفي حال لم يأت أحمدي نجاد هل ستوقف إسرائيل طلعاتها الجوية وتوقف انتهاكاتها؟، بالتأكيد لا.
إذاً لماذا لم يقم أحمدي نجاد بزيارة الشمال مثلاً بدل الجنوب؟
أنا واثق بأنه لو دعي إلى الشمال فسيلبي الدعوة.
الوزير وئام وهاب شكراً لاستضافتنا في مكتبك.
أهلاً وسهلاً بكم.
@