رأى رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن “هناك ورقة سورية سعودية قيد الانتهاء وتوضع اللمسات الأخيرة عليها”. ولفت إلى أن “هناك اتجاه لدى الرئيس سعد الحريري لسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة وهناك موقف له شبيه بموقفه لـ”لشرق الأوسط” عن سوريا ولكن هذه المرة عن “حزب الله”، معتبرا أن “موقف الحريري هو ثمن من اجل لبنان، والمحكمة ذهبت أدراج الرياح ولم يبق منها غير الزمور، ونحن رأينا منذ فترة أن الملك السعودي (عبدالله بن عبد العزيز) جدي جداً بالتسوية وهناك خياطة سورية، سعودية، تركية، إيرانية وقطرية قيد الانتهاء، ونعد اللبنانيين بأعياد مجيدة وهادئة”.
وأكد وهاب، في حديث إلى قناة “المنار” ضمن برنامج “حديث الساعة” مع الإعلامي عماد مرمل، إلى أن “القوات اللبنانية” ستكون خارج الحكومة المقبلة، لأن “القوات” لا مصلحة لديها بأي تسوية وتريد تكرار أخطاء العام 1992″، وأيضا مسيحيي 14 آذار متضررون من التسوية بينما رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون سيتعزز موقعه ودوره لأن خياراته كانت صحيحة، أما “حزب الله” إذا كانت حكومة جديدة مطمئنة ما بعد التسوية فلن يشارك فيها”، مؤكدا انه “سيكون هناك حكومة جديدة متوازنة برئاسة سعد الحريري نفسه ويبدو أن الجميع استحق وشعر بخطر ما سيحصل وخصوصا في الخارج”.
وعن مرحلة ما بعد التسوية، أشار إلى أن “التسوية لا تنهي كل شيء، للأسف كونها بين مشروعين، ولكن الضمانة فيها أن سوريا عادت للامساك بالعديد من الملفات اللبنانية، وستكون اللاعب الرئيسي في الحكومة المقبلة، وكتلة الرئيس سليمان كانت في هذه الحكومة بدل عن ضائع في الحكومة الحالية وهي لن تكون في الحكومة المقبلة”، مؤكدا أن “القرار الظني لن يصدر قبل رأس السنة وذلك بسبب الأعياد”. وعن كلام البطريرك الماروني نصرالله صفير، استغرب وهاب “هذا الكلام”، مشيرا إلى انه “ليس هناك نية لدى “حزب الله” بالانقلاب ولو أراد ذلك لكان فعل في 7 أيار، وكان على كلامه أن يكون بطرك الكلام، وهناك من ادخل الحزب في قصة لم يكن هو وراءها أو يريدها”.
وأشار وهاب إلى انه “ليس هناك من فريق اسمه 14 آذار بل بعض الأدوات يستعملهم الخارج لبعض المآرب، ونحن كان هدفنا تحصين الوضع الداخلي ولا حرب أهلية، والمحكمة معروفة الأهداف والنتائج، وما حصل ربما حرك شيئاً ما وأعطت حملتنا بعض النتائج على ما يبدو، ومنعناهم من تنفيذ مآربهم والمشكلة هي على كامل الساحة العربية. وألفت هنا إلى انه بعد حرب تموز والتحرير عام 2000 تغيّر العقل العربي جدياً، وهناك شعور عام أن “إسرائيل” ليست قوة لا تقهر، وداخل فلسطين المحتلة الوضع تغيّر”.
وتابع وهاب “بحث التسوية المقبلة محصور بين الملك عبدالله والرئيس الأسد والأمير عبد العزيز، بالشتاور مع بعض القادة اللبنانيين، ومرت هذه التسوية في لبنان ووقعت بأيدينا واليوم أعلنها. وسيكون هناك تسوية ربما بعد رأس السنة، وربما سيكون الإخراج لبناني ويمكن أن يكون هناك بحث في مقررات هيئة الحوار التي عقدت في مجلس النواب سابقاً، ومنها مثلاً السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وسيكون هناك ضوابط للوزارات والأجهزة الأمنية في المرحلة المقبلة، والرابح الأكبر فيها هو المواطن اللبناني بشكل عام، ولكن المقاومة هي رابح أكيد وسيٌعمل على تعزيز وضع المقاومة وكذلك سعد الحريري سيخرج رابحاً ببعض النقاط. أما نحن كدروز سنعمل على الحصول على اكبر قدر من النجاح من التسوية، وخاصة في موضوع الشرطة القضائية ولا يجوز أن تكون لنا وزارةالداخلية، وبحث جدي لمشروع مجلس الشيوخ، وأنا شخصياً لا اعمل سياسة بالمواسم بل العمل السياسي يومي وفي أيام الهدوء يزداد عملنا وننتشر أكثر فأكثر”.
وأشار إلى أن “هناك تراجع أميركي كبير في المنطقة ويملأ هذا الفراغ منظومة بديلة مشكّلة من قطر وتركيا وإيران وسوريا ولكن الخوف هو من العامل الإسرائيلي أن لا يسمح بذلك، وطالما أن الصراع مفتوح في المنطقة فإن الداخل اللبناني سينأى إلى فترة وأسماء الشخصيات التي ذكرتها سابقاً ستبقى وهؤلاء سينعزلون بحكم التسوية، ولكن في حالتي التسوية أو عدمها المحكمة الدولية انتهت، ولا أي جهاز تابع للدولة، امني أو مدني، سيعمل معها وبلغ الجميع بذلك والجميع فهم رسالة المعارضة لكن إذا كانت المحكمة ستذهب إلى الأخير حتى حدود المواجهة الكبرى فستفتح المواجهة من حدود فلسطين إلى ما لا نهاية، والفوضى ستأخذ بطريقها قوى سياسية كثيرة ولن تكون اليونيفيل بمنأى عن هذا الأمر”. وتابع “ليس هناك 14 آذار بل قوتين رئيستين، القوات اللبنانية ليس لديها مصلحة في التهدئة ولديها مشروع آخر أما سعد الحريري فليس لديه خيار إلا الالتزام بالتسوية، وما بقي هم موظفون برواتب. والمواجهة مع الفريق الآخر بلا المحكمة سيكون وضعهم صعب في مواجهة الملفات الاجتماعية والاقتصادية ورأينا كيف كانت الأمور مع ما كشفه إبراهيم كنعان في لجنة المال، هم نسوا رفيق الحريري واللعبة معهم لعبة مصالح وسلطة ونحن حريصون على البلد أكثر منهم، ولا خوف من أي مواجهة بحرب داخلية، والدولة إذا ما نزلت على الشارع فإنها ستواجه أمثال القوات اللبنانية، ولأول مرة في التاريخ فان المقاومة تربح ولا تستلم السلطة”.
وأضاف “نحن مع تغيير النظام ولكن باتجاه منع الإمبراطوريات المالية وباتجاه النظام النسبي للانتخابات وليس باتجاه آخر، حزب الله كان لديه هاجس في قضية أسمى واكبر وهي عملية التحرير والمقاومة. نحن نمثل الأكثرية في لبنان شعبياً ونيابياً، مع النائب وليد جنبلاط، ولن نتفرج عليهم وهم يذبحوننا، ولم يتحدث أي عنصر من حزب الله أو المعارضة بلغة مذهبية، ويوماً لم نتحدث إلا بالعروبة والإسلام والمقاومة ومن يهددوننا من التكفيريين هم صناعة مخابرات بريطانية وأميركية. والغالبية الساحقة من المسيحيين وطنيين وعروبيين وهناك أقلية تحاول أخذهم إلى الضفة الأخرى كما عند باقي الطوائف، لكن المسيحيون يعرفون كم أن المعارضة والسيد نصرالله حريصون على الوحدة الوطنية وعلى دورهم في لبنان وكل هذا المشرق”.
ورد على ما تقوله القوات اللبنانية من انه “من المؤكد أن حجمي شخصياً اكبر من القوات اللبنانية، وإذا كان المعيار من يمثل من القتلة فهم فعلاً اكبر، واتحدي القوات اللبنانية أن يجري إحصاء من يمثل أكثر، وأجريت إحصاء لم ننشره بأنني امثل أكثر من “القوات اللبنانية” حتى في المناطق المسيحية، ونحن لا نخاف من الدعاوى التي تتقدم بها القوات اللبنانية، ونرد بدعاوى وكان الأسوأ أن يدافع “القوات اللبنانية” عن حسني مبارك، والغريب انه لم يدع احد جعجع إلى سوريا ولن يدعى في المستقبل، وهو نسق مع السوريين لإسقاط المنطقة الشرقية في التسعينات”.
ورداً على النائب محمد كبارة قال وهاب “هذا الذي تحدث عن الإصبع فقد كان هذا الإصبع يضغط على الزناد في الجنوب يوم كنت “تتمرمغ” على أبواب محمد مفلح (الضابط السوري) كي يأتوا بك نائب وهذا الشخص اعتاد التنقل بين القيادات وخيانتهم”.
وعن التهديدات التي وصلته من قبل التكفيريين قال وهاب “فليتحدونا هؤلاء التكفيريين بعملية واحدة ضد “إسرائيل” أو مصالحها في العالم، ونحن نهلل لكل فريق مقاوم ورافض للمشروع الإسرائيلي والأميركي والهيمنة”.
وكشف وهاب أن “هناك صور للقاضي (غيرهارد) ليمان وهو يقبض المال، وكذلك القاضي كاسيزي عرف عنه فساده المالي والأخلاقي، وبعد التسوية فان شهود الزور سيتركون لمصيرهم، والمشكلة أن هناك قيادات كبيرة في 14 آذار متورطة في هذا الملف، ومنذ فترة ذهب محمد زهير الصديق إلى استراليا وقد دفع عنه تكاليف الرحلة مسؤول تيار المستقبل هناك”.
وختم وهاب كلامه بالقول “نحن في الربع الساعة الأخير من انجاز التسوية إلا إذا ما جاء فيلتمان وأفشلها، ومن خلال هذه التسوية سيحصل سعد الحريري على تسهيلات في الحكومة الجديدة بعد التسوية ولكن بشروط متفق عليها”.
*