في حوار لمجلة “منبرالتوحيد”، في عددها الصادر، ليس بعيداً عن النقد الذاتي، الذي كان رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب جريئاً في التعبير بصراحة عن مواقفه وتجربته السياسية، التي أصبحت حزبية، أكّد فيه “أن تأسيس التيار والانتقال الى الحزب جاء في لحظة صعبة لأننا اعتبرنا أن الذي يشترك فيها سيبقى صامداً باستمرار مهما تغيّرت الظروف، وتحوّل اسم التيار الى حزب كان للانتقال من حالة سياسية تدور حول اسم معيّن الى محاولة بلورة حالة سياسية تدور حول مؤسسة معيّنة، منفصلة عن الشخص ما يجعلها تتحوّل الى مؤسسات منتجة حيث استقلت ثلاث مؤسسات للتيار هي مجلة “منبر التوحيد”، وموقع الحزب الإلكتروني، والمؤسسة التوحيدية للخدمات الاجتماعية، كما أن تحويل اسم التيار الى حزب كان بهدف نقل الطائفة الى قضايا الأمة، مشيراً الى أن موقع الطائفة الدرزية الجغرافي في المشرق العربي يسمح بأن يكون لها دور ريادي في حماية العروبة وبالتحديد فلسطين والجولان، والتمسّك بالوحدة العربية، ما جعلنا نتحول الى حالة موجودة على الخارطة السياسية بقوة لا أحد يستطيع نزعها.
وفي ما يتعلّق بموت الأحزاب، رأى وهاب أن الأحزاب المتحجرة هي التي ماتت، عازياً سبب موتها في الوطن العربي لانعدام الحياة الحزبية، لافتاً الى أن التجارب الحزبية في لبنان هي التي ماتت وليست الأحزاب.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يملك أي معلومات أو تحاليل للأوضاع السياسية في لبنان وخطابه السياسي في ما يتعلق بالمحكمة الدولية أجاب: “لم يكن لدي أي معلومات، ولكن كنت أحلل ما يجري على الساحة اللبنانية، وعندما أطلقت خطابي وسخطي على المحكمة الدولية كان البلد منهاراً، وأعتقد أن هناك اثنين فقط، في كل الوطن العربي، لم يتأثرا بالحملة، هما الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، والرئيس بشار الأسد، وقلة حوله، والباقي أصبح في حالة انهيار، إن كان في لبنان أو في الوطن العربي، موضحاً أنه أخذ هذا القرار “دون معرفة إن كان قراراً انتحارياً أو عقلانياً، ولكنني قررت السير به وفق قناعاتي، ووجدت أن المحكمة ولجنة التحقيق تريد التهويل على اللبنانيين وبث الرعب فيهم، فقررت ضرب هيبتها، وهذا ما فعلته مؤكداً أن كلامه كان يصدر عنه لأنه يومها كان “حزب الله” في الحلف الرباعي، ولم يكن يتلقى دعماً من الحزب، ولم يؤسس التيار بعد، “حتى إعلام “حزب الله” لم يكن يستضيفني يومها، وكانت سوريا تستعد للانسحاب من لبنان، ولم يكن أي مسؤول سوري يشاركك الحديث في أي موضوع يتعلّق بالداخل اللبناني، يومها كنت وحيداً، لافتاً الى أن “حزب الله” هو الذي أنقذ المعارضة في لبنان، ثمّ جاء العماد ميشال عون الذي لعب دوراً كبيراً في تحويل المعارضة الى معارضة وطنية، مستطرداً، “لقد كنت على خط “حزب الله” في الموضوع، وحتى اليوم لم يطلب مني “حزب الله” شيئاً، ولكنني أفهم عقل السيد نصر الله، ومنذ 2004 كنت أفهم الاستراتيجية التي يملكها السيد حسن نصر الله حتى دون مقابلته.
وحول ظهوره كمشاكس في المعارضة، أوضح وهاب أن سبب تلك المشاكسة هو لأنه كان يطرح الأمور بجرأة وجذرية أكثر، والبعض كان يعتبر أن هناك مجال للتسوية مع الفريق الآخر، ولكنني كنت على العكس أعتبر أن هناك فريقاً سيربح وآخر سيخسر.
وحول المصالحة مع النائب وليد جنبلاط، اعتبر وهاب أن المصالحة تمّت على المستويين الشخصي والسياسي، معترفاً للنائب جنبلاط جرأته، في المخاصمة والمصالحة.
وفي ما يتعلّق بالعلاقة مع سوريا وعودتها عسكرياً الى لبنان، أكّد وهاب على أنها علاقة تحالفية، واستراتيجية ومصيرية وهي غير مرتبطة لا بظرف ولا بوقت معيّن، وهي في تطوّر مستمر، ولا أحد يمكن أن يؤثر عليها خاصة سلبا، مشيراً الى أن عودة سوريا الى لبنان ستكون في ثلاث حالات: إذا حاول أحدهم هزيمة المقاومة، وإذا أثيرت فتنة سنية – شيعية، وإذا حاول أحدهم تقسيم لبنان، عندها لن تستأذن سوريا أحداً للدخول الى لبنان.
ورداً على سؤال مَن برأيك سيصنع الفتنة السنية – الشيعية؟ إذا كان تيار “المستقبل” يقول بأنه غير مسلّح؟ أجاب وهاب: تيار “المستقبل” لا يعرف ما يجري من ورائه، فهو أداة تستعمل ثمّ توضع جانباً، ومن ينفذ هي القوى الظلامية والتكفيرية التي تحركها أميركا والمخابرات البريطانية باتجاه الفتنة، فتيار “المستقبل” هو أداة للوصول الى الفتنة، ولكنه لن يستطيع تنفيذها لأن إمكانياته الفكرية والعملية لا تسمح بذلك.
وفي ما يتعلّق بالتسوية السورية – اللبنانية التي ستمنع تداعيات القرار الظني، أشار الى وجود ورقة مكتوبة ولكنه في نفس الوقت تخوّف من وجود شيئ ما فيها هو إطلاق يد الحريري من الموضوع الداخلي وخاصة الاقتصادي والمالي، محذراً المعارضة مما سيجري لأن جمهورها سيتضرر، لافتاً الى أنه لن يسكت عن هذا الأمر، وأنه ليس مع أية تسوية.
و حول مشروع تقسيم لبنان والتسوية السلمية في المنطقة، لم يرَ وهاب أي مشروع للتقسيم لافتاً الى خطورة ما يحصل في مصر مع الأقباط، كما أنه لم يرَ أي أفق للتسوية السلمية في المنطقة، موضحاً أن أوباما قد فشل وربح نتنياهو المعركة وتفوّق عليه، لافتاً الى أن “إسرائيل” تحضر لشيئ كبير في المنطقة، ليس بالضرورة هذا العام أو العام المقبل، ولكن الظاهر يدل على أن الكيان الصهيوني يحضّر لشيئ ما والهدف غزة، وهناك كلام جدي في هذا الموضوع.
وتوّقع وهاب تشكيل حكومة جديدة، وعطب في عمل المحكمة الدولية، كما توقع فترة هدوء يؤمنها التفاهم السوري – السعودي، وبدء التحضير لحرب ربما إسرائيلية، ولكن هذه المرة ستكون أكبر من مستوى لبنان لأن الإسرائيلي إذا قمنا بتسوية داخلية سيفقد الأمل من إمكانية استثمار المحكمة.
وختم وهاب حديثه متوجهاً الى الرفاق في حزب “التوحيد العربي”، بالقول: “إننا أمام مرحلة جديدة نتمنى أن يشارك الجميع فيها، وأن يكون لدى الجميع قضية أساسية هي بناء الحزب ومؤسساته لأنها الوحيدة القادرة على حمايتهم، كما دعا اللبنانيين الى توحيد الصف لإصلاح النظام السياسي، وإحداث التغيير المنشود، لكي نتحوّل الى بلد طبيعي، فيه قضاء طبيعي، وأمن طبيعي، وإدارة طبيعية.
**