اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب ان سبب “المرارة ” التي استئصلت له بعملية جراحية اتت من المكان الذي كان يتوقعه اي من المعارضة نتيجة البطء عندها لدى حسم الامور فيما لم تترك له جماعة 14 آذار سوى الذكرى العاطلة بعد ان بينت الاحداث اللاحقة عن وجود اناس مستعدون دوما لحرق البلد من اجل اشعال سيجارتهم.
وعما اذا كان يفضل مبدأ المحاسبة على حساب المسامحة، اكد وهاب خلال مقابلة خاصة على قناة المنار مع الاعلامي عماد مرمل انه نادراً ما استطاعت دولة ان تبني نفسها وشعب قرر ان يحترم نفسه من دون اللجوء الى مبدأ المحاسبة لانه عندما نصل الى يوم بات ينظر فيه الى المقاوم بسعر المقاول تصبح اللعبة صغيرة جداً ولكن على الرغم من ذلك رأى وهاب اننا متجهون في عام 2011 نحو المسامحة من خلال الحديث عن تسوية معينة وان كان ذلك سوف يضع البلد على مسار خاطئ في عملية اعادة البناء.
ووصف وهاب العام المنصرم بأنه كان عام موت “الكذبة” اما العام الاتي هو عام دفن هذه “الكذبة” والتي اصطلح تسميتها بـ “الحقيقة” فرفيق الحريري قتل في سياق مشروع أتى الى كل المنطقة وها هي كذبة بوش وبلير وشيراك بدأت تتوضح امام الرأي العام من خلال ما تم نشره من كتب والتي اجاءت تثبت ان المحكمة الدولية كانت جزءاً من هذه الكذبة واكبر تجسيداً لها.
وقال وهاب: من تطوع للتنظير لهذه المحكمة سوف يحملون جنازتها في العام 2011 والا لن يكون لهم اي مستقبل سياسي في المدى المنظور.
ورداً على سؤال عن مضمون بطاقة المعايدة التي يمكن ان يتوجه بها لسعد الحريري عشية العيد.رد وهاب بالقول : اعلى الرغم من الخلاف الفكري الكبير الموجود بينه وبين الرئيس رفيق الحريري وفي اكثر من مجال الا انه كم كان يتمنى ان يكون سعد مثل ابيه لان سعد الحريري لم يتصرف يوماً وطيلة الست السنوات الماضية وحتى اليوم وكأنه ابن رفيق الحريري بل على العكس تصرف وكأنه حامل قميص والده ويستعمله في اطار عملية الانتقام من الآخر دون ان يدرك الى اين يمكن ان يوصله هذا الامر ويوصل البلد الى مكان لا تخمد عقباه . واضاف وهاب : بعد خمس سنوات اقتنع ” سعد ” بنظريتنا حول الموضوع السوري ونتمنى اليوم ان لا ينتظر خمس سنوات اخرى ليقتنع بنظريتنا حول موضوع حزب الله.
وعن فكرة التقدم في العمر والزمن رأى وهاب انه من اسوأ الامور ان يحتفل المرء بعيد رأس السنة لانه يكون حكماً قد خسر سنة من عمره وبعد عمر الاربعين يشعر الانسان بهذا الامر اكثر ، وامل وهاب مع السنة الجديدة ان تتحقق امنياته التي يبدو انها غير قابلة للتنفيذ لانها تصل الى حد دعوته الى تغيير النظام السياسي في لبنان وسقوط هذا النظام على كل اركانه بعد ان اثبت مدى فساده وانه وجد من اجل الحفاظ على ديناصورات مالية وطائفية كما انه نظام لا يقيم وزنا للمواطن لذلك دعا وهاب الى الاسراع في وضع قانون انتخابي عصري يقوم على اساس النسبية وانتخاب مجلس نواب غير طائفي وتشكيل مجلس الشيوخ المكوّن على اساس الامراء والمشايخ والباشاوات، والى وضع قوانين وتشريعات من شأنها ان تطور حياة المواطنين والافلاع عن سياسة تحويل الناخب الى مجرد سلعة يمكن شراءها من قبل السياسيين يوم الانتخابات بمبلغ لا يتجاوز ال 200 دولار مقابل الحصول على صوته وهذا دليل واضح على النظرة الرخيصة التي بات يبديها بعض السياسيين للمواطنين رغم انه يوجد الكثير في صفوف اللبنانيين ممن هم غير قابلين للشراء او البيع.
وحول رأيه بالمقاومة قال وهاب : لقد اثبتت الايام مدى تطورها وقدرتها على تبديل الرأي الاخر، ولو سألنا على سبيل المثال محمود عباس االيوم لذي جرب الاسرائيليين وتعاون معهم عن رأيه بالمقاومة فإني اعتقد انه يؤيد في قرارة نفسه العودة الى خيار المقاومة.
ورأى وهاب ان المقاومة غير خائفة من التحدي الملقاة على عاتقها وانما تخشى من الفتنة وأمل ان يرتاح اللبنانيين مطلع هذه السنة. وختم وهاب بالقول لقد جرونا الى لعبة غير لعبتنا والى منطق غير منطقنا والى ممارسة اخلاق غير اخلاقنا وهذه جميعها خلقت لنا مشكلة شخصية في كثير من الاحيان وان اعترفنا بذلك عشية العيد.
**