أكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أنه “من الممكن أن يكلف سعد الحريري برئاسة الحكومة، ولكنه لن يؤلف إلا ضمن الشروط التي نضعها نحن”. وتابع “عنوان المرحلة المقبلة في لبنان أزمة مفتوحة، كما أراده الأميركيون، إذا لم يع بعض اللبنانيين مخاطر المرحلة، ويمارس الأميركيين منذ ساعات ضغوطاً على المدعي العام في المحكمة المزورة لإصدار قرار ظني، وعلى بعض المترددين اللبنانيين الآن إلى حسم أمرهم ومغادرة المنطقة الرمادية، لأن البلد بحاجة إلى ذلك سريعاً. ولكن ربما سنضرب الرقم القياسي لتأليف بما يسبق الوقت الذي احتاجه تأليف الحكومة العراقية“.
وأشار وهاب، في حديث إلى قناة “الدنيا” الفضائية ضمن برنامج “عين على الحدث”، إلى انه “قد انتهى العهد الذي يحكم فيه لبنان من واشنطن، ولو فرضنا أن الحريري قد عاد رئيسا للحكومة، إذ لا عودة إلى الوراء ولن نخضع للضغط و الابتزاز، وهو بموقفه السابق شكل فضيحة، عندما ذهب إلى نيويورك كي يعالج مسألة داخلية، وهو من قال أن هناك شهود زور أساءوا له ولعائلته ولم يلتزم بمحاسبتهم، وبذلك نفهم أن الشهود قد فبركوا في منزله، باختصار هؤلاء هم العملاء الذين يذهبون للخارج لحل المسائل الداخلية، والعميل للخارج هو من ينفذ القرار الصهيوني ويبشر باجتياحاته وينسق له، وذلك منذ عقود مضت“.
وأضاف “نحن نريد رئيس حكومة وحكومة صنع لبنان، وإذا كانوا يريدون سعد الحريري ليأخذونه عند المفتي أو عند 14 آذار و ليكن فارس سعيد رئيس جمهورية و لكن سعد الحريري لن يكون رئيس حكومة، لكن مع الوطن ومعنا لا بد من القبول بشروط التوافق وشروط المعارضة. لا يستطيع البلد انتظار سعد الحريري و هو بليد إلى درجة أنه إذا أراد قول صباح الخير يحتاج إلى أسبوع“.
وأشار إلى انه “يجب أن يكون لدى المعارضة الجرأة لتسلم السلطة، وإنهاء الانقلاب الذي قام به جورج بوش وجاك شيراك منذ ست سنوات، وان تتوقف مفاعيل هذا الانقلاب، البلد بحاجة إلى تصحيح مسار من الأجهزة الأمنية إلى تحرك السفراء، وهذه السفيرة الأميركية كونيللي تتنقل من منزل إلى آخر ولا احد يسألها ولو كنا في دولة تحترم نفسها لطردت خارج البلاد”. وتابع “منذ أتى رفيق الحريري إلى السلطة راكم الديون على الوطن وهناك أكثر من 50 مليار دولار دين، فمن هو المعطل؟ من يعطل هو يوم طلبت لجنة المال قطع حساب للموازنة، تجيبهم وزيرة المال (ريا الحسن) أنها بحاجة إلى سنتين لتعطينا الجواب؟.
وعن ملف المحكمة أكد وهاب أنها “محكمة صهيونية وعلى رأسها مجموعة نصابين ومن يتعاون معها سنمنعه بل “سنقبعه” (نقتلعه) من مكانه، ويجب أن يلغى البروتوكول الموقع مع المحكمة، كونه غير شرعي ووقع من قبل حكومة غير شرعية، لم توقع بشكل قانوني من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وكان على رأسها آنذاك المهرب الكبير فؤاد السنيورة. باختصار: ممنوع على المحكمة أن تعمل في لبنان، ولتكمل في مكان آخر، القرار لا يعني لنا شيئا، ومع احترامي لغبائهم نحن قد فجرنا القرار منذ أشهر، القضاة في هذه المحكمة لا يهمهم إلا قبض رواتبهم، والحريري من ابلغ السيد نصرالله عدة مرات عن سير الاتهامات التي تنقلت بين ثلاث مراحل، والفتنة سقطت والموظفين الذين يستأجرهم سعد الحريري هم مجموعة ساقطة و هم خدم عند المشروع الأميركي الذي يتداعى في الوطن العربي، والجو السني في المنطقة كله ضد المشروع الأميركي وهناك بعض المرتزقة في لبنان كتاب وخطب ومتحدثون في الجوامع ولكنهم ساقطون“.
وتابع “ليس هناك مجتمع دولي أو رأي عام وهذه (إسرائيل) منذ ستون عاماً لا تقيم وزناً لا لأمم متحدة ولا مجتمع دولي، موقف الإمام الخامنئي رأي سياسي مشكور وحق له، ولكن من يتحدث عن الأجندات الخارجية من يعمل لدى أمير ويذهب كملحق مع مدير مخابراته إلى باكستان، حزب الله أعطاهم الانتخابات في 2005 وغدروا به في حرب تموز ومن ثم استعانوا بالخارج عليه فكيف يمكن أن نتهم حزب الله والمعارضة بأنه قد غدر بهم. ونحن نؤكد أن القرار الظني إعلان حرب على المقاومة، وليس بالضرورة الاعتداء يكون عبر الصواريخ ولكننا ابلغنا عشرات المسؤولين في لبنان (قضاة، ضباط، مسؤولين …). كل من يتعاط مع القرار الظني سينال قصاصه ضمن اطر شرعية. ماذا يمكن أن تفعل المحكمة الدولية وقضاتها إذا ما صدر قرار ظني بحق عبد المجيد غملوش؟ فليلحقوه. نحن أبلغنا الجميع وهم يتجاوبون أنه ممنوع تنفيذ أي من قرارات المحكمة و أصلا المحكمة ليس لديها شيء حسي أو دليل فعلي“.
أضاف “القوات الدولية هم رهائن لدينا ولسنا نحن رهائن لديهم، اللعبة الكبرى هي منذ احتلال العراق واغتيال الحريري واغتيال عرفات وكنا نقول لهم فلنبعد البلد عن التجاذبات الإقليمية ولكنهم أرادوا ذلك، المسار السوري السعودي حاول إبعاد لبنان عن مسار المنطقة ولكن صدر الأمر الأميركي وعطل سير التوافق؟. الصيغة المطروحة سابقاً هي 11 للمعارضة و11 للموالاة ولسوريا الأغلبية المرجحة، ولكن اليوم لم يعد الأمر مطروحاً كذلك، خاصةً إذا ما كان يترأس الحكومة عبد الرحيم مراد أو أسامة سعد أو عمر كرامي فان ذلك لن يكون كما في الاتفاق السابق، منذ ست سنوات و سعد الحريري يُستعمل كأداة للخارج وإذا لم يهزم مشروعه نهائيا فان الأمور لن تصلح. و أنا رأيي طرح تغيير النظام مسألة أساسية، وإذا لم ينهزم مشروع من المشروعين فان البلد لن يهدأ“.
وأشار إلى أننا “بحاجة إلى تعديل اتفاق الطائف ومنها تأليف مجلس شيوخ وانتخابات على أساس النسبية، ليس لدى المعارضة إستراتيجية واضحة لتغيير النظام ولكن لديها رؤية لتغيير تصرف السلطة وهي أفضل بكثير من فريق الموالاة“.
وأردف “قاصصنا سعد الحريري رغم كل التهديدات و”فاجأناهم”، ولن يستطيع العودة إلا ضمن شروطنا، وإذا كانت المسألة مسألة أكثرية داخل الطوائف فلماذا استثنيتم ميشال عون بعد انتخابات العام 2005؟ ومن ثم انتخب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وميشال عون يمثل الأكثرية المسيحية؟ هل الذي يصح عند الموارنة لا يصح عند غيرهم؟“.
وأشار وهاب إلى أن “الرئيس الفرنسي ساركوزي خرج من سياسة الشخصية التي اتبعها سلفه جاك شيراك، وحاولت فرنسا معالجة المشكلة، خاصةً الدول التي لديها مشاركة في قوات اليونيفيل في الجنوب، ولكن الأميركيين عطلوا ذلك والأوربيين لديهم حساسية و هم محقون بخوفهم، وهذا يؤكد مقولة أن أوروبا قارة عجوز إذ حين يحق القرار الفعلي في أي ملف تتدخل أميركا وتعطله. إذن المنطقة ولبنان بحاجة إلى وقف نفوذ أميركا وعلى بعض اللبنانيين التوقف عند حدهم في هذا المجال“.
وتابع “الرئيس الأسد بقي صامدا حين وصل الأميركيون إلى حدود سوريا ولم يتراجع و اليوم يشعل الأميركي الحرائق في المنطقة، ونحن نحاول سد الفراغ الذي يتركه الأميركي في المنطقة، ونحن كمعارضة قمنا بخطوة ديمقراطية ولا نتدخل بشؤون الآخرين، ومن فبرك الأزمات اللبنانية منذ عقود هم الأميركيين، وحزب الله ابن الأرض ولسنا بحاجة إلى النصائح الأميركية، وليذهب الأميركي لتخليص نفسه وجيوشه في أنحاء العالم“.
وختم كلامه بالقول “خطوط الاتصالات الحمراء مفتوحة بين كل عواصم القرار ودمشق محورها، من إيران، تركيا، قطر، نيويورك ومن قلبها الرياض لمعالجة الأزمة، المعارضة لم تطلب من أحد التدخل وهي ممسكة بالأرض وسعد الحريري فوجئ بقرارنا، وهو يعرف أن خسارته للحكومة ستدفعه لخسارة كل شيء وكان “يتدلع” على أساس أن لا غنى عنه، لكنني اذكره: خلال الانتخابات النيابية الأخيرة شكلت المعارضة 40% من أصوات السنة ولم يكن الحريري وحيدا في هذا المجال، ولن يكون في المستقبل“.
0