رأى رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب أن “هناك تهويلا في ما خص الشارع السني، وهو احتاج سنوات من الإقناع كي يضع كلمة فلسطين ضمن خطاباته”، متسائلا “ماذا له رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الشارع السني؟، كل ما يعنيه من هذا الشارع هو السلطة فقط”. وأوضح أنه “في المبدأ هناك استشارت نيابية ملزمة غدا ولكن لبنان مفتوح على كل الاتصالات في العالم وهناك استنفار بكل العواصم الدولية والإقليمية حول قضية لبنان سيما وان هذا البلد الذي كان في قبضة اللعبة الإقليمية والدولية واليوم يرون بفضل التطورات السياسية في طور الخروج عن هذه اللعبة”. وتابع “هناك محاولة سابقة خلال المبادرة السورية السعودية من اجل فصل لبنان عن قضايا المنطقة، رغم أن هناك خوف لدى الفريق الآخر من أن يخسر كل أوراقه في لبنان، ولذا هناك حاجة من اجل فصل وضع لبنان عن المنطقة وعدم ربط كل قضايانا الداخلية بهذه الملفات الشائكة، وهنا يتبرع سعد لحريري لربط لبنان وقضية والده بقضايا المنطقة ويحولها إلى عملية ابتزاز ضد سوريا وحزب الله. كان يطمح سعد الحريري لاعتقال بشار الأسد ومن ثم تحول أخيراً في معاركه ضد إيران وحزب الله”.
واعتبر وهاب، ضمن برنامج “مع الحدث” على شاشة الـ”الجديد” مع الإعلامية سمر أبو خليل، أن “الحريري أعيا الطب فكان لا بد من عملية جراحية”، داعيا “المعارضة لأن “يكون لديها الجرأة لمواجهة الأمر والابتعاد عن التريث وعدم التهرب من المسؤولية، في أخذ السلطة لتحريرها من الديون الداخلية المتراكمة التي ركّبها آل الحريري على أكتافنا”. وأوضح أن “المعارضة تبحث في شكل جدي في كيفية تسلمها للسلطة ولكن هناك محاذير من الخمسين مليار دولار التي تركها الحكم السابق على الدولة”، لافتا إلى انه “لا بد من الإقدام على الأمر سيما وأن شباب لبنان يهاجرون للخارج وفرص العمل معدومة. وإذا كان لدى المعارضة لديها مشروع فلتتقدم وإذا لم يكن لديها مشروعا فلتتراجع”، مع تأكيده “بوجود مثل هذا المشروع”. ورأى أن “حظوظ عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة هي صفر لغاية الآن”، تاركا حسم الموضوع إلى التحركات الخارجية والتي لا يمكن أن نكون أقوى منها”. في موقف رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، اعتبر انه “موقف جريء جدا رغم ما يتحمله”، مشيرا إلى أن “أكثرية نواب اللقاء الديمقراطي” سوف تصب أصواتها في مصلحة المعارضة”. وتمنى على المعارضة في حال تسلمها لرئاسة الحكومة أن “يكون للطائفة الدرزية وزارة سيادية مثل وزارة الداخلية”، منوها إلى انه “في حال تسلم عمر كرامي سدة رئاسة الحكومة فنعتبر أنفسنا ممثلين فيها”.
وأوضح في السياق ذاته، أن “حزب الله ليس لديه مشكلة في تمثيله في الحكومة بواسطة حلفائه”، معتبرا أن “رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية يجب أن يكونوا ممثلين في الحكومة كل بحسب حجمه”. وأوضح انه في الحكومة المقبلة فإن السنة سيكون لهم وزنهم في الحكومة العتيدة، واعتقد بأن القوات اللبنانية لن تشارك بالحكومة العتيدة كما أن رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي لن يقبل مشاركتهم في ما لو سمي لتأليف الحكومة”.
وأضاف “منذ 6 سنوات وهم يستعملون السلطة و”إسرائيل” ضدنا وحان الوقت لتسلم السلطة وتخليص لبنان من ديون آل الحريري، كفى المعارضة جبناً وخوفاً من تسلم السلطة ولماذا الخوف من الشارع؟ هذه كذبة كبيرة واليافطات يدفع ثمنها وهي كانت نفسها ترفع دعماً لسوريا وغيرها، أين سعد الحريري من سنة العراق وفلسطين؟ أين هم من قضايا الأمة؟ بالطبع هناك محاذير لدى بعض المعارضة من تسلم السلطة في بلد مفلس وعلى شفير الانهيار، ولكن يجب وقف هذا المشروع الذي يسير منذ 18 سنة، وجمهور الفقراء هو جمهورنا فلماذا الخوف من تسلم السلطة ووقف هذا الانهيار؟ يجب العودة إلى أدبيات الخبراء الاقتصاديين من أمثال الأستاذ غالب أبو مصلح والوزير جورج قرم وغيرهم في معالجة الملف الاقتصادي. ونحن في حكومة الرئيس كرامي أوقفنا الهدر بنسبة 40% واقترح يومها الرئيس عمر كرامي مثلاً إلغاء الهيئة العليا للإغاثة. يجب أن نوقف نحن السرقة عبر وقف الهدر بدءً من مناصرينا والمنتمين إلى المعارضة، وهناك فاسد من آل المقدم يحكم الدوائر العقارية، وعبد المنعم يوسف يجب أن يدخل السجن لمخالفته القوانين وكذلك هناك شخص من آل يموت يتحكم بوزارة المالية”.
وتابع “هناك خبراء كبار اقتصاديين كبار جداً في البلد ويمكن الاستفادة من خبراتهم ودورهم من اجل الإصلاح، وهناك أمل كبير بالإصلاح، ومرت سياسة فؤاد السنيورة إرضاء البنك وإيفاءه الـ4 مليارات سنوياً، كان سابقاً تعمل العصابة على إقراض الأنصار بسندات وهمية وتسجيل ذلك على حساب الخزينة، جزء من المعارضة لديه حسابات في موضوع الفساد ولكن الجزء الأكبر نظيف ويمكنه أن يعمل على الإصلاح، هل يعقل أن لا تتمكن الدولة من إصلاح الكهرباء منذ سنوات؟ منذ ست سنوات يشغلون الناس بقضايا لا تعنيهم، ولماذا يبقى المواطن رهينة اغتيال الحريري؟”. وسأل وهاب في معرض رده على كلام سعد الحريري “كم سنة عاش سعد الحريري في لبنان؟ وهو يقول بأنه قد عاش 37 سنة حرب في لبنان؟ ما هي علاقتك بلبنان؟ وهل تكفي الخطابات التي يكتبونها لك كي تصبح لبنانياً؟”. وكشف أن “سعد الحريري فاوض مع السيد بالتفاصيل ثم يعود وينكر ولكن هناك محاضر مسجلة في هذا المجال”.
ورداً على كلام سمير جعجع قال “جعجع ممثل هزلي ولكنه “دمه ثقيل” وغير مهضوم، وهل يتذكر جعجع أن من أغلق محطة “أم تي في” هو رفيق الحريري وليس عمر كرامي، يومها حارب الحريري الإعلام الحر وأغلق تلفزيون “الجديد” ومحطة ال”icn” وجريدة “نداء الوطن” لأنهم واجهوا مشروعه الاقتصادي، لكن للأسف بلد فيه من أمثال سمير جعجع يسمح له أن يتكلم يجب أن نحمل الكرباج وكل يوم نتمرن عليه. سمير جعجع المجرم الذي قتل رفاقه وقتل طارق وجوليا شمعون والآلاف من أنصار ايلي حبيقة وأمين الجميل يتكلم اليوم عن اوادم الناس. أنا اشرّف أي حكومة أكون فيها ويوم كنت وزيراً منعت الفساد ومنعت الكسارات وواجهت “سوكلين” وأنت يا جعجع تعمل لديها، ألا تخجل يا من تآمر على المسيحيين وعقدت خمس عشرة جلسة مع غازي كنعان وتآمرت في عملية 13 تشرين وشجعت على الدخول إلى المنطقة الشرقية وأنت اليوم تضحك على صبية لم يعرفوك من قبل. ألا يستح سعد الحريري وسمير جعجع من أن يتحدث معهم زهير الصديق بهذه اللغة ولكن هم متعودون على هذه اللغة من معلميهم الأمراء. كيف يحق لهم التحدث عن أشراف الناس من أمثال عمر كرامي وغيره من الشرفاء”.
وأضاف “عمر كرامي محق بأن يقدم على رئاسة الحكومة بشروط حتى لا يقع في أخطاء الماضي، وعمر كرامي لديه حيثية كبيرة جداً في طرابلس والشمال وهو حصل على 32 ألف صوت في الانتخابات الماضية في وجه ثلاث إمبراطوريات مالية، بينما مثلاً خالد الضاهر مرتزق على أبواب السلطة وسيتولى الشيطان أمره فيما بعد. أما المفتي قباني أليس من الأفضل له أن يعيد مال المسلمين؟، وبكل الأحوال أنا اعتبر أن مفتي المسلمين هو الشيخ احمد حسون مفتي سوريا، ونحن لدينا شرعية قومية أكثر من كل هؤلاء ولن نقيم للحدود اعتبار كبير”.
وعن تعيين الوزراء في الحكومة العتيدة قال “لدى المعارضة قدرة على ربح الاستشارات، إذ لديها 57 صوت + سبع أصوات لدى الوزير جنبلاط”. وحيا وهاب النائب “وليد جنبلاط على جرأته الكبيرة في مواجهة الأحداث، ولم يتراجع أمام الضغوط الأميركية من جو بايدن وغيره ولم يتعرض لأي ضغوط من سوريا والرئيس الأسد لم يطلب منه أي تصويت. وليد جنبلاط كان لديه الجرأة أن يقيم مأتم لرفيق الحريري يوم كان هؤلاء المحرضين مختبؤون في منازلهم، واحذر هؤلاء من اللعب على الوتر الطائفي ونحن الدروز من دافع عن الإسلام منذ ألف عام وإياكم أن تلعبوا على هذا الوتر”. وتابع “أنا أشارك بقوة في قرار تعيين وزير للمعارضة ومثلاً هناك الأستاذ مروان خير الدين يمثل حيثية مهمة ويتحدث مع الجميع وأيضاً لدينا الشيخ سليمان الصايغ مرشح جدي ولديه حيثية مهمة وعلى علاقة جيدة مع الأمير طلال ارسلان والأستاذ وليد جنبلاط”. واعتبر وهاب أن الوزير السابق “يعقوب الصراف من أفضل الوزراء والموظفين الذين أتوا إلى السلطة والإدارة واليوم هناك محافظ “قاشوش” ينهب مال الدولة وإذا كان لديه الجرأة فليرد علي حتى “اشرشحه” على ملفاته”. وأثنى على “الدور الإيراني الايجابي والمتوازن، وإيران تدعم قضايا المنطقة بينما أمراء النفط يصرفون الأموال على طاولات القمار ولا يدفعون مبلغ ألف دولار للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة”.
وتابع “منذ سنوات والرئيس بري يحمي سعد الحريري إلى أن “طلع دينه” منه وأنا قلت له أمس انه بعد كلامه لا كلام، وهو أفضل لاعب سياسي ويمثل المعارضة وحزب الله ولكن لديه هامش للتحرك كونه رئيس مجلس نواب. حزب الله يحاول أن يبتعد عن التفاصيل الداخلية رغم انه في السابق حاول الدخول لعدم ثقته بمن يتولى السلطة. يجب أن يكون في وزارة المالية أسماء مهمة مثل: شربل نحاس، الفضل شلق، جورج قرم أو غيرهم من الأسماء الكبيرة ومثلاً الوزير جان عبيد للخارجية. لا خلاف بين المعارضة على توزيع المقاعد، والحكومة المقبلة إذا كان الرئيس كرامي لن يكون فيها القوات اللبنانية”. وأوضح انه “يوم كانت القوات اللبنانية في حكومة الرئيس كرامي لم يكن قد صدر الحكم بإدانة جعجع باغتيال الرئيس رشيد كرامي. (كانت الحكومة في العام 1991 والحكم القضائي صدر في العام 1995)”.
ودعا في سياق آخر، الرئيس ميشال سليمان إلى التنبه لما يحصل في جبيل ويحد من تفشيه من “فتح أماكن للعب البينغو ولعبة “texas holdem” في سنتر البعيني في جبيل الموجودة حصرياً في كازينو لبنان بطريقة غير شرعية، قد يكون لا علم له فيها. ولكن هناك شيء غريب يحدث في جبيل وأنبه رئيس الجمهورية إلى ذلك وربما هو لا يعرف بها، وهنا يجب تعميم الثقافة بدل ثقافة القمار. وسأتحدث في المستقبل القريب عن الأراضي في محيط القصر الجمهوري وشقق لبعض الضباط. واستوضح هنا: لماذا تتحدث (الوزيرة) منى عفيش دائماً عن المحكمة الدولية، وهل تعرف بأن المحكمة الدولية “إسرائيلية” وسنلغي التعاون معها مهما يكن؟ لماذا لا تدلي بتصريحات غير الحديث عن المحكمة؟ وهي لم تدلي بتصريح إلا مرتين منذ توليها مسؤوليتها؟”.
في تقرير قناة “الجديد” (الحقيقة ليكس) أكد وهاب “صحة ما نقله عنه الوزير الياس المر”، لافتا إلى أن “اعتراضي كان على مشروع رفيق الحريري الاقتصادي، ولكن لم أكن أتمنى له أن يتأذى وعندما تكلمت عنه لم أكن أعلم بأنه سوف يغتال”. وأوضح أنه “من منطلق تهجمه على حكومتنا آنذاك هاجمته في خطاب ألقيته في إقليم الخروب، وأنا وصفت الحريري يومها بأنه “اسكوبار” كولومبيا ولكن لبنان ليس كولومبيا”. وتابع “في موضوع مجدل عنجر لم يكن لديه حق أبدا”، وتحدث لأول مرة عن رواية مجدل عنجر انه “كنت والنائب طلال ارسلان نتعشى عند الوزير الياس المر في الشاليه خاصته في طبرجا، حيث تلقى مكالمة هاتفية من اللواء جميل السيد أنبأه فيه بوجود معلومات عن شبكة تريد تفجير السفارة الإيطالية. وكانت تركب خيوط العملية إلقاء القبض على الشبكة أمامنا. ويومها اتفقنا على عدم تسريب هذا الأمر. وفي اليوم التالي شكر الوزير المر في مؤتمر صحفي عقده في وزارة الداخلية الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية لمساعدته على كشف هذه الشبكة”.
وأوضح أنه “أعرف الظروف التي حتمت على المر الإدلاء بهذا الكلام أمام لجنة التحقيق الدولية في العام 2007، خصوصا وانه قد عدّل في إفادته إلى المحكمة الدولية، سيما وانه اعتبر أن اللواء رستم غزالي لم يستطع حمايته. في السابق دخلت بالوساطة بين الوزير المر واللواء غزالي، إذ كان لدى المر معلومات عن محاولات لاغتياله من قبل مجموعة في مخيم نهر البارد ولكن كان رد اللواء غزالي يومها بأننا لا نستطيع حماية احد ونحن خارجون من لبنان ولم نستطع اليوم حماية انفسنا”، مشيرا إلى أن “ما قاله في حقيقة ليكس، قاله في فترة وجع ووهن من محاولة الاغتيال التي طالته. ليس لدي أي حقد أو ضغينة ضد الوزير المر وأنا على تواصل معه يومياً وأتفهم ظروف الوزير يومها في العام 2007”.
وأشار إلى انه “لا يستطيع سعد الحريري أن يحكم بشروطه وهو محاط بمجموعة أولاد، حتى انه يعمل على منع أي انتقاد لكل مشروعه وربما يطلب منا أن نتحول إلى شعراء بلاط. يحاول سعد الحريري أن يحصل على القضاء والأمن والإدارة والاقتصاد وسوكلين مقابل إلغاء المحكمة الدولية، هذا الأمر لن يكون مهما كلف الأمر وحتى لو عاد الحريري إلى رئاسة الحكومة فان القضاء والأمن لن يكون بيده”.
وختم الحديث في الملف السياسي بالقول “هناك أربعين أو خمسين شاب قد قاموا بنشاطهم الرياضي المعتاد في صباح الثلاثاء، وبدل أن يكون تمرينهم في ملعب الراية كان على بعض الطرقات، وهل تعاطوا مع احد أو هل من احد شاهد سلاح؟. هناك 47 شخصية سيكون مصيرهم السجن إذا ما تحركوا وخاصةً المرتكبين منهم، بعض القضاة الفاسدين سيحاكمون ويطردون من السلك وكذلك بعض الضباط سيحاسبون ولن يكون الأمر تشفي بل تصحيح مسار العدالة. مثلاً القاضي فادي العنيسي سيحاسب على ما ارتكبه في حق الـ lbc ولن نتسامح مع أمثال عبد المنعم يوسف وارتكاباته، ولن تتكرر تحركات جماعة السلطة لأن الناس قد اكتشفتهم، واليوم انتهت ثورة الباذنجان وغيرها، وانصحهم ان لا يلعبوا معنا لعبة الشارع ونحن ليس لدينا في الوسط وفي قريطم وسوليدير منازل. هناك بعض الأشخاص ليس لديهم منازل حتى وبهذه الطريقة يحصلون على منازل. لم تعد الأمور كما في السابق حين يبتزونا بالشارع ولم يعد سعد الحريري على مقاس لعبة الشارع، ومزحة التحدث عن حصار مضحكة جداً، فمن يخسر بهذه اللعبة؟ أصحاب الأموال أم الفقراء؟ فليبتعدوا عن هذه المزحة. توازن القوى تغير، وتغيرت اللعبة مع سعد الحريري وتغيّرت الأكثرية”.
ووجه وهاب التحية إلى “محطة “الجديد” التي بقيت صوت الحق رغم أنهم قد أغلقوها”. وأعلن “عن إطلاق حملة تشجير مليون شجرة وسيبدأ توزيع النصوب من يوم غد الاثنين ويشترك في هذه الحملة نحو 600 جمعية ومؤسسة”. وشكر “سوريا التي قدمت القسم الأكبر من النصوب والأشجار، بالإضافة إلى بعض الشخصيات التي ساعدت على انجاز هذا النشاط”.
*